إصداراتتحليلات

أسباب ودوافع انتقال تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) إلى إفريقيا

محمد زكريا فضل

مقدمة عامة

تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، وأحيانا يُسَمّى بتنظيم الدولة الإسلامية أو الدولة الإسلامية فقط، ويختصر بـ”داعش”(1) ، هو تنظيم مسلَّح يتبع فكر جماعات السلفية الجهادية(2) . بسط التنظيم نفوذه بشكل رئيس في العر اق وسوريا مع أنباء عن وجوده في دول أخرى حول العالم. وزعيم هذا التنظيم حالياً هو أبو إبراهيم القرشي(3).  من أجل حسن تتبع التقرير وتسهيلا للقارئ، على طول هذه الورقة سيُطْلَق اسم “داعش” على التنظيم و”الدواعش” على أتباعه أو المنتمين له.
يهدف تنظيم داعش – حسب اعتقاده المعلن – إلى إعادة “الخلافة الإسلامية وتطبيق الشريعة” في المناطق ذات الأغلبية السنية في العراق؛ ولكن بعد نشوب الحرب الأهلية في الشام توسع هدفه ليشمل مناطق ذات أغلبية سنية في سوريا أيضا(4) . وفي 29 يونيو من عام 2014م أعلن التنظيم الخلافة العامة ونصّب أبو بكر البغدادي خليفة بيده الحلّ والعقد(5).  إلا أنّ أعمال العنف والجرائم الفظيعة التي ارتكبها التنظيم منذ ظهوره لأول مرة تُدْحِض ذاك الادعاء وتبطله، مثل جرائم قطع رؤوس المدنيين والعسكريين على حد سواء، كصُحُفيين وموظفي الخدمة العامة وعمال الإغاثة؛ فضلا عن تدمير الآثار والمواقع الأثرية(6) .
نشأ داعش أساساً في العراق وسوريا، ثم لاحقاً انتشرت أفكاره في بقاع أخرى حول المعمورة مثل جنوب اليمن وليبيا وسيناء وباكستان وشمال مالي والصومال وشمال شرق نيجيريا وموزمبيق(7)  والنيجر(8).  في واقع الأمر، انبثق تنظيم داعش من رحم تنظيم القاعدة الذي وضع أُسُسَه أبو مصعب الزرقاوي في العراق عام 2014م بعد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003م والذي نتج عنه ظهور جماعات سُنّية مقاومة مسلحة تهدف إلى قتال الأمريكان وحلفائهم كالحكومة العراقية وجيوش الدول الأخرى. أهمّ هذه الجماعات وأخطرها هي “مجلس شورى المجاهدين” التي مهّدت الطريق أكثر لظهور تنظيم دولة العراق الإسلامية (داعش)(9) ، لاحقا ظهر تنظيم دولة الشام ثم اندمجا ليشكلا داعش المعروف حاليا.
وبناء عليه، يهدف هذا التقرير إلى تسليط الضوء على مدى انتشار داعش في إفريقيا ومعرفة المناطق والأماكن التي تنشط فيها الجماعات الأصولية، ومن ثم التعرف على الجماعات الإرهابية الإفريقية التي انضمت إلى داعش فعلياً، مع ذكر أهم الأسباب الداعية إلى ذلك.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

انتقال داعش إلى إفريقيا 

فقًا لمؤشر الإرهاب العالمي الذي نُشر في 25 نوفمبر، إن مركز الثقل لتنظيم داعش قد انتقل بعيدًا عن الشرق الأوسط إلى إفريقيا وإلى حدٍ ما جنوب آسيا؛ حيث ارتفع إجمالي عدد القتلى على أيدي تنظيم الدولة الإسلامية في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. بنسبة 67 في المئة مقارنة بالعام الماضي. وأن “توسع فروع داعش في إفريقيا جنوب الصحراء أدى إلى تصاعد الإرهاب في العديد من دول القارة ومناطقها.

كما أكّد التقرير على أنّ هناك سبعة من الدول العشر التي شهدت أكبر زيادة في الإرهاب عالميا كانت في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وهي: بوركينا فاسو وموزمبيق وجمهورية الكونغو الديمقراطية ومالي والنيجر والكاميرون وإثيوبيا، مستندا على الأرقام التي سُجلت في عام 2019م التي تشير إلى أنّ 41 في المئة من عدد القتلى الإرهابيين المرتبطين بداعش كانوا في إفريقيا جنوب الصحراء والذين قد بلغ عددهم 982 قتيلا. إلا أن التقرير لم يذكر بشكل واضح ودقيق إحصائيات عن عدد قتلى داعش في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

عندما نتحدث عن انتقال داعش إلى إفريقيا لا نعني بالضرورة الانتقال الفيزيائي أو المادي لعناصر التنظيم بعدتهم وعتادهم؛ إنما ينصب الاهتمام الأكبر في التعرف على انتقال الإيديولوجية نفسها والتأثير المعنوي والروحي للتنظيم خارج نطاق معقله الأساسي في الشرق الأوسط، وهذا أيضا لا ينفي دور الجهاديين الأفارقة العائدين إلى بلدانهم وأوطانهم الأصلية بعد أن التحقوا بداعش وتشربوا أفكاره وأتقنوا مهاراته القتالية وتكتيكاته الفتاكة.

الفكر الجهادي بصفة عامة موجود في إفريقيا منذ فترة طويلة، وينشط الجهاديون في العديد من مناطق القارة الإفريقية منذ عقود من الزمن؛ حيث جعل زعيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن السودان قاعدته الأولى في إفريقيا قبل أن يعود إلى أفغانستان عام 1996م. ثم أخذ تنظيم القاعدة ينشط في شمال إفريقيا وشكل جماعة سُمّيت بتنظيم القاعدة في المغرب العربي.

كما أنّ حركة بوكو حرام النيجيرية، المشهورة باختطافها مئات من طالبات المدارس في شيبوك عام 2014م، شنت هجمات كبيرة بعد إعلانها الجهاد في عام 2010م. كانت بوكو حرام حركة إسلامية محلية مسالمة عند إنشائها؛ لكنها مع مرور الزمن تحولت إلى حركة جهادية مسلحة ثم منظمة إرهابية ذات ولاءات متعددة تجاوزت حدود نيجيريا؛ بل وتعدّت الرقعة الجغرافية لمنطقة بحيرة تشاد إلى أن تُصَنّف كمنظمة إرهابية دولية. لكن اليوم، مع تزايد المنافسة بين الجماعات الجهادية المتنافسة فيما بينها، يتزايد خطر الإرهاب في القارة برمتها.

وبناء عليه، من أجل تسليط الضوء مدى انتشار داعش في إفريقيا ومعرفة المناطق والأماكن التي تنشط فيها الجماعات الراديكالية، والتي أصبحت بيئة خصبة لينتشر فيها تنظيم داعش، إلى أربعة مناطق رئيسة، وهي: منطقة شمال إفريقيا، ومنقطة شرق إفريقيا، ومنطقة غرب إفريقيا (الساحل الإفريقي)، وأخيرا منطقة وسط إفريقيا (الكونغو الديموقراطية وموزمبيق).

أولا: دواعش شمال إفريقيا

نشأ تنظيم القاعدة في منطقة شمال إفريقيا عن الجماعة السلفية للدعوة والقتال الجزائرية(10) ، التي انبثقت من رحم الجماعة الإسلامية المسلحة، وذلك بعد إعلانها الانضمام إلى تنظيم القاعدة، الذي كان يقوده أسامة بن لادن آنذاك. كان إعلان الانضمام الرسمي في يوم 13 سبتمبر 2006م(11) ، ثم في العام التالي تَسَمّتِ الجماعةُ رسميّاً بـ”تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي”. نفّذ التنظيم هجمات إرهابية مستهدفا القوى الأمنية ومراكز الشرطة وتجمعات المدنيين في كل من الجزائر والمغرب وتونس وغيرها من دول المنطقة. أكّد التنظيم على أنه يسعى لتحرير المغرب الإسلامي من الوجود الغربي (الفرنسي والأمريكي تحديداً) والموالين له من الأنظمة المرتدة-حسب تعبيره- بهدف حماية المنطقة من الأطماع الخارجية وإقامة دولة كبرى تحكُمُ بالشريعة الإسلامية (12).

وصف المراقبون ليبيا هي أوّل نقطة توسعية لداعش في إفريقيا وذلك بسبب الانفلات الأمني الذي شهدته البلاد الذي صاحب سقوط العقيد معمر القذافي وانتشار الفوضى خاصة في المناطق الجنوبية. تُعتَبَر مدينة دَرْنَة المعقل الأوّل لداعش في لبيا؛ إذْ بسط التنظيمُ هيمنته على المدينة منذ أوائل شهر أكتوبر 2014م. لكن، بعد أشهر فقط، عزمت الجماعة الجهادية الليبية “مجلس شورى شباب الإسلام في ليبيا”، والتي تسيطر على المدينة منذ انتفاضة 2011م، قتال عناصر تنظيم داعش وطردهم من المنطقة(13) .

في هذه الفترة استطاع تنظيم داعش جذب انتباه كثير من الجماعات الإرهابية في المنطقة وإقناعهم بالانضمام إليه معنويا وروحيا (عن طريق البيعة) وأحيانا بانتقال العناصر المقاتلة إليه، من أجل تحقيق مكاسب متنوعة تخدم أجندة الجماعات المحلية وتعطي شرعية واسعة النطاق للقيادات المركزية لتنظيم داعش. فيما يلي يمكننا ذكر الجماعات الإرهابية التي بايعت داعش في شمال القارة الإفريقية بشكلٍ محتصر.

• ولاية سيناء: مجموعة مسلّحة نشطت في عام 2011م في مصر في شبه جزيرة سيناء، كان اسمها “أنصار بيت المقدس”. في أواخر 2014م أعلنت ولاءها لتنظيم داعش وبايعته. تبنت الجماعة هجمات ضدّ قوات الأمن والشرطة والمنشآت السياحية والبُنَى التحتية الأساسية وتجاوزت الحدود الجغرافية لمحافظة سيْناء. إلا أن الجيش المصري شنّ ضدها هجوما موسعا منذ سبتمبر 2013م، بهدف اجتثاثها من الأراضي المصرية وبذلك لم تستطع التمدد أو البقاء طويلا.

• جُنْدُ الخلافة في أرض الجزائر: هي جماعة مسلحة ناشطة في منطقة القبائل الجزائرية. في سبتمبر 2014م، انشقت عن “تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي”، لتعلن ولاءها لـ “داعش” بهدف إقامة “ولاية الجزائر الإسلامية”. إلا أنها لم تلبث طويلا حتى أعلن الجيش الجزائري القضاء عليها إثر مقتل زعيمها ونحو 30 من عناصرها الإرهابية. ولكن بعض المراقبين يؤكدون وجود خلايا نائمة للجماعة على الأراضي الجزائرية.

• كتيبة عقبة بن نافع (تونس): تشكلت هذه الكتيبة في 2012م، وتنشط في جبل الشعانبي، غربي تونس، قرب الحدود الجزائرية. بعد سقوط نظام زين العابدين بن علي عزمت الكتيبة تأسيس إمارة في شمالي إفريقيا. في يونيو 2014م أعلن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي أن الكتيبة تابعة له؛ لكن في سبتمبر من العام نفسه أعلنت الكتيبة مبايعتها لداعش، وطالبته بالتحرك خارج سوريا والعراق. وبالتالي، يبدو أن التضارب في الولاء بين داعش وتنظيم القائدة نابع عن خلاف بين قيادات الكتيبة أو لأسباب أخرى غير معروفة .(14)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ثانيا: دواعش شرق إفريقيا (القرن الإفريقي)

تُعْتبر الصومال هي البؤرة الساخنة والنقطة الرئيسة لتنامي الجهاد المتشدد في شرق إفريقيا أو منطقة القرن الإفريقي، ومنها تسربّ إلى دول أخرى وانتشر مثل كينيا وموزمبيق والكونجو الديموقراطية. وذلك بعد أن تطورت الأنشطة العملياتية والاستراتيجية لقوات التحالف الديمقراطية في أوغندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية بقيادة الأوغندي موسى سيكا بالوكو وجماعة الشباب المتشددة في موزمبيق، بقيادة التنزاني أبو ياسر حسن، يشير إلى درجات التأثر بأفكار داعش، وربما تلقي مساعدات معنويا منها؛ حيث يٌسْتَبعد انتقال أفراد داعش إلى هذه المنطقة كشخصيات غير المواطنين المحليين العائدين من ساحات إرهابية أخرى قد تكون سوريا والعراق منها إذا ثبت ذلك.
جماعة الشباب الصومالية معروفة بانخراطها في أعمال عنف وإرهاب منذ سنوات طويلة، وكانت تتبع لتنظيم القاعدة عقديا وإيديولوجيا. لكن في السنوات الأخيرة ظهر تنظيم داعش أيضا في الصومال بقيادة الشيخ عبد القادر مؤمن الذي أرسلته حركت الشباب إلى المناطق الجبلية في مقاطعة بونتلاند النائية عام 2012م . بصفته رجل متدين ولديه خبرة قتالية قليلة، استطاع تجنيد ما يصل إلى 300 مقاتل نشط. كانت مهمة عبد القادر مؤمن الأصلية هي جذب مجندين جدد لمجموعة الشباب الضعيفة من حيث قلة المقاتلين والعتاد العسكري والتي كان يقودها آنذاك محمد سعيد أتوم. بمرور الزمن وبحكم المسافة البعيدة عن القيادة المركزية لحركة الشباب، شعر عبد القادر مؤمن بالاستقلالية وبدأ يُصدر تعليمات، ويتخذ قرارات من تلقاء نفسه دون الرجوع إلى القيادة العليا في الحركة.
في تلك الأثناء، بدأ تنظيم داعش في العراق والشام يشن حملات دعائية لإقناع حركة الشباب بالانضمام إليه رسميا، كيْ يمثل ولاية جديدة في شرق إفريقيا؛ ولكن القيادة المركزية لحركة الشباب رفضت الأمر جملة وتفصيلا. من هنا، وجدت فصائلُ صغيرة داخل حركة الشباب إيديولوجيةَ داعش جذابة وأنها وسيلة لتحدّي القيادة المركزية لحركة الشباب، أو على الأقل يمكنها التخلص من هيمنتها وتبعيتها. وهكذا، ظهرت فصائل معارضة لحركة الشباب الأم متبنية أفكار داعش، وهو الأمر الذي جعل القيادة المركزية أن تصدر بيانا بتجريمهم؛ بل وإصدار تعليمات لجهازها الأمني باعتقال كل من يحمل فكر داعش وقتل المنشقين منهم.
حتى عام 2017م لم تعترف القيادة المركزية لداعش بفصيل عبد القادر مؤمن (أبناء الخليفة) كولاية رسمية تابعة لها؛ ولكن فيما بعد أصبح الإعلام الموالي لتنظيم داعش في بعض الأحيان يطلق عليها اسم “ولاية الصومال” . الجدير بالذكر، أصبح تنظيم داعش- ولاية الصومال- العدو المعلن لحركة الشباب التي تعتبر الدولة الإسلامية تهديدًا كبيرًا لهيمنتها بين الفصائل الجهادية في الصومال. نتيجة لذلك، ظلت قوات داعش ولاية الصومال في جنوب البلاد ضعيفة نسبيا لسنوات عديدة. ولكنها في السنوات الأخيرة تبنّت عدة هجمات إرهابية في جميع أنحاء بقية البلاد، وطوّرت من قدراتها وأساليبها ما يدل على بقائها حية ومستمرة.

ثالثا: دواعش غرب إفريقيا (دول الساحل) 

يُقصد بالساحل، الشريط الساحلي المتاخم للصحراء الكبرى في القارة الإفريقية وهو الفاصل بين الصحراء والمناطق الجنوبية الخصبة والكثيفة بغابات السافانا. يُغَطّي الساحلُ أجزاءَ من شمال السنغال، وجنوب موريتانيا، ووسط مالي، وشمال بوركينا فاسو، وأقصى جنوب الجزائر، والنيجر، وأقصى شمال نيجيريا، وأقصى شمال الكاميرون، وجمهورية إفريقيا الوسطى، ووسط تشاد ووسط وجنوب السودان وأقصى شمال جنوب السودان وإريتريا وأقصى شمال إثيوبيا(15) .

الدول التي تقع على طول هذا الشريط قد عانت كثيراً من هجمات المتمردين المحليين المناهضين للحكومات على مرّ السِّنُون، وفي العقد الأخير من الزمن صُلِيت بنيران الجهاديين الراديكاليين بشكل متزايد. الجماعات الجهادية المهيمنة في هذه المنطقة كثيرة، منها جماعة نصرة الإسلام والمسلمين التابعة لتنظيم القاعدة، وتنظيم المرابطون، وأنصار الدين، وجماعة تحرير ماسينا، وجماعة داعش الساحل والصحراء فضلا عن جماعة بوكو حرام. تخوض هذه الجماعات منافسة مباشرة وشرسة بينها وبين تنظيم الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى.

يمكن تقسيم هذه الجماعات إلى مجموعتين كبيرتين، مجموعة مالي وغرب إفريقيا، ومجموعة بحيرة تشاد والتي تمثلها حركة بوكو حرام بفصائلها. سنقدم لمجموعة مالي وغرب إفريقيا بشكل موجز، ثم نبسط الحديث عن مجموعة بحيرة تشاد لأهميتها ووزنها في المنطقة.

أ‌. مجموعة مالي وغرب إفريقيا 

في السنوات الأخيرة أصبح شمال مالي مرتعاً للعديد من الحركات المسلحة والجهادية المتطرفة، فيما يلي سنذكر باختصار أهم الجماعة الإرهابية المتواجدة في تلك المنطقة، والمتمثلة في كتيبة المرابطون، وجماعة أنصار الدين، وجماعة تحرير ماسينا، وداعش الساحل والصحراء.

* كتيبة المرابطون: هو تنظيم تشكل بعد اتحاد “حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا” الذي بايع تنظيم “داعش”، مع جماعة “الموقعون بالدماء” بقيادة مختار بلمختار، المفصول عن تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي. ولكن، عندما قرر عدنان أبو الوليد الصحراوي، زعيم المرابطين، مبايعة داعش اعترض بلمختار، فانشق عنه وجدد بيعته لأيمن الظواهري (زعيم القاعدة)، ما نتج عنه إبعاد أبي الوليد من القيادة وانضم التنظيم رسميا للقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي عام 2015م، وتحول اسم التنظيم إلى “كتيبة المرابطون”. وفي عام 2016م تبنى هجوما مشتركا استهدف منتجعا سياحيا في كوت ديفوار خلف 22 قتيلا .(16)

* أنصار الدين: هي جماعة متشددة أسسها إبراهيم إياد غالي، أحد زعماء الطوارق الذين تمردوا على الحكومة المالية في تسعينات القرن الماضي. لكن إياد غالي وقّع اتفاق سلام مع الحكومة برعاية جزائرية، وعُيّن لاحقا قنصلا لبلاده في المملكة العربية السعودية. وبعد عودته إلى مالي، أسَسَ جماعة أنصار الدين، التي كانت أغلب عناصرها من الطوارق. في عام 2012م سيطر على شمال مالي بمساندة جماعات انفصالية أخرى وفصائل إرهابية. ولكنه لم يصمد طويلا؛ حيث طرده تحالف دولي بقيادة فرنسا عام 2013م وأخرجوهم من مدينتي تومبوكتو وكيدال. غير أن تحالفا لمقاتلي الأزواد سيطر على مدينة كيدال لاحقا، وتراجع دور أنصار الدين، مقابل جماعات صغيرة تفرقت عنها لتنشط في مناطق محلية، مثل “جماعة تحرير ماسينا”(17).

* جماعة تحرير ماسينا: هي جماعة سلفية عرقية من قبيلة الفولاني تقع وسط جمهورية مالي، معظم عناصرها قاتلوا جنبا إلى جنب مع جماعة أنصار الدين قبل التدخل الفرنسي في بداية 2013م. وعندما تراجع دور أنصار الدين، رجع المقاتلون الفولانيون إلى معقلهم وسط البلاد، وأسسوا “حركة تحرير ماسينا” بهدف إحياء مجد إمبراطورية “ماسينا” التي بسطت نفوذها على مالي والنيجر والسنيغال في نهاية القرن الثامن عشر. خلال فترات طويلة أصبحت الجماعة حاجزا طبيعيا أمام الجماعات الإرهابية في شمال مالي للزحف نحو جنوبها ذو الكثافة السكانية العالية وتضاريسها ومناخها المختلف عن الشمال الصحراوي قليل السكان، وذلك بسبب تنفيذ الجماعة لعمليات عسكريا جنوب نهر النيجر. على الرغم من محاولة بقائها محايدة وبعيدة عن الصراع بين الفصائل الإرهابية؛ إلا أن تنظيم “القاعدة في بلاد المغربي الإسلامي” ما زال يعتبرها امتدادا له ما وراء نهر النيجر. لكن الجماعة في واقع الأمر تُعْتَبر بمثابة الحلقة المفقودة بين “داعش” في ليبيا ومالي، وبين “بوكو حرام” في شمال نيجيريا(18).  

* داعش الساحل والصحراء: هو فصيل أسسه عدنان أبو الوليد الصحراوي، أحد قادة حركة التوحيد والجهاد في المغرب الإسلامي -أول تنظيم في الساحل يعلن ولاءه لـداعش-، ثم توحد هذا التنظيم مع جماعة “الموقعون بالدماء” بقيادة بلمختار، وشكلا تنظيم المرابطين كما سبق ذكره. لكن بعد الخلاف الذي نشب بين أبو الوليد الصحراوي وبلمختار حول التبعية لداعش أو القاعدة، انشق أبو الوليد وأسس تنظيم “داعش في الساحل والصحراء”، ويرجح بعض الباحثين أن أغلب أعضائه من حركة التوحيد والجهاد في المغرب الإسلامي. نُسبت عملتين إرهابيتين للتنظيم منذ تأسيسه في شمالي بوركينا فاسو والنيجر استهدفت سجنا لتحرير عناصر إرهابية تابعة لبوكو حرام. ويُتَوقع أن يكون التنظيم حلقة وصل بين عناصر داعش في ليبيا وبوكو حرام في شمال شرقي نيجيريا(19).

ب‌. مجموعة بُحيرة تشاد

تقع بحيرة تشاد في الجزء الأوسط من الساحل الإفريقي في غرب وسط إفريقيا قرب الحدود الشمالية الشرقية لنيجيريا في أقصى غرب تشاد تحديدا، قديما كانت تُصَنّفُ البحيرةُ ضمن أكبر البحيرات في إفريقيا؛ لكن مساحتها بدأت تتقلص مع مرور الزمن. تُحِيطُ ببحيرة تشاد أربع دول، وهي: تشاد والكاميرون والنيجر ونيجيريا(20) . عبر التاريخ، شهدت المنطقة قيام ممالك وامبراطوريات إسلامية عريقة؛ لكنها في السنوات الأخيرة أصبحت من أكبر بُؤَرِ الإرهاب في القارة الإفريقية وذلك بسبب ظهور الحركات الجهادية الراديكالية، أخطرها جماعة بوكو حرام.

تأسست حركة بوكو حرام، التي تعني: التعليم الغربي حرام،(21)  في عام 2012م على يد زعيمها الأول محمد يوسف(22) . كان اسم الحركة وقت تأسيسها هو: جماعة أهل السنة للدعوة والجهاد، وكانت تهدف إلى تطهير الإسلام في شمال نيجيريا من دَنس الكفار ومحاربة التغريب(23). تُشير بعض المصادر إلى أنّ محمد يوسف استوحى فكرة بوكو حرام من الداعية الإسلامي المثير للجدل محمد مروة (ميتاتسين) الذي اعترض على قراءة كتب أخرى غير القرآن (فكرة القرآنيون)(24) .

ذهب بعض المحللين إلى أنّ أسباب ظهور حركة بوكو حرام عديدة، من أهمها العوامل الاقتصادية والمظالم الاجتماعية وسوء الإدارة السياسية(25) . تتمثل العوامل الاقتصادية في الفساد الإداري وسوء توزيع الثروة وتفشي البطالة في الولايات الشمالية لنيجيريا مع تمركز الثروة في أيدي أفراد وجماعات قليلة. على الرغم من أن نيجيريا تُعْتبر من أكبر اقتصادات إفريقيا؛ إلا أن حوالي 60 في المئة من سكانها يعيشون على أقل من دولار واحد في اليوم(26) .

أما المظالم الاجتماعية أغلبها يعتبر نتيجة طبيعية لإفرازات العوامل الاقتصادية، كآثار البطالة والفقر التي تولد مشكلات اجتماعية كثيرة؛ فضلا عن قانون الشريعة الإسلامية الذي فُرض عام 2000م من قبل السلطات المحلية في 12 ولاية في شمال البلاد حتى عام 2002م -أيضا- له دور كبير في تعزيز العلاقة بين بوكو حرام والقادة السياسيين؛ ولكن في نهاية المطاف اعْتَبَرتْ حركة بوكو حرام أن هؤلاء القادة أيضا فاسدون ومتواطئون مع الغرب، وهم سبب التغريب فانقلبوا عليهم(27) .

بعد ذلك، لم تلبث الحركة طويلا حتى اصطدمت مع الحكومة النيجرية نتيجة لتطرفها الشديد غير المألوف، وحصلت بينهما اشتباكات عديدة وعنيفة أدّتْ إلى مقتل كثير من قادة بوكو حرام، من بينهم زعيمها المؤسس محمد يوسف، وذلك في يوليو 2009م. هذه الحادثة هي نقطة مفصلية في تاريخ الحركة، وحوّلتها من حركة اجتماعية مسالمة تنادي بإصلاحات تعليمية واجتماعية إلى حركة قتالية جهادية دموية. بعد وفاة محمد يوسف تزعمها أبوبكر شيكاو في العام نفسه واستمر حتى مقتله في عام 2021م.

في عهد أبي بكر شيكاو، أصبحت الحركة أكثر دموية واتسع نطاق أهدافها لتشمل الحكومة النيجيرية المتمثلة في الجيش وقوات الأمن ومراكز الشرطة وموظفي الخدمة المدنية والمؤسسات التعليمية الحكومية؛ فضلا عن علماء المسلمين ورجال الدين، ورموز الطوائف الأخرى كالصوفية والشيعية؛ بل حتى السلفية وكلّ من لم ينضَمّ إليهم أو يساندهم(28) . إلى جانب عمليات الاغتيال الواسعة داخل نيجيريا؛ قامت الحركة -أيضا- بتفجير المراكز الحكومية ومعدات الجيش وقوات الأمن، وأماكن تجمع الناس كالأسواق وغيرها، واختطاف الفتيات وحتى لم تسلم منهم المساجد والكنائس ودور العبادة(29) . منطقة حوض تشاد برمتها لم تسلم منهم أيضا، فشهدت كل من تشاد والكاميرون والنيجر عمليات إرهابية نفذتها عناصر من بوكو حرام.

نتيجة لهذه الجرائم البشعة والتوسع في تكفير المسلمين، نشأت خلافات داخلية بين أفراد الحركة، وأعرب بعض القادة والمقاتلين عن استيائهم مما يحصل بهذه الطريقة والكيفية، الأمر الذي جعل مئات الإرهابيين يغادرون الحركة معلنين انشقاقهم عنها. في أغسطس 2014م، حاول شيكاو إيجاد توازن نسبي، وفرَضَ نفسَه على الجماعة كقاعدٍ مطلقٍ بيده جميع مقاليد أمور الحركة، وأصدر مقطع فيديو أعرب فيه عن دعمه لزعيم داعش أبي بكر البغدادي، وزعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، وزعيم طالبان الأفغانية الملا عمر(30) . هذه المحاولة لم تُحقق طموح شيكاو، ففي 8 مارس 2015م اتخذ قراراً يُعْتبَر أكثر جرأةً وخطورة، فتعهّد بولائه لأبي بكر البغدادي مبايعا إياه بصريح العبارة. بعد أربعة أيام فقط (12 مارس) قَبِلَ تنظيم داعش البيعة، ومن ثم غيرت الحركة اسمها ليصبح ولاية غرب إفريقية التابعة لداعش.(31)

زعيم داعش ولاية غرب إفريقية، أبو بكر شيكاو، أخذ يتوسع في تكفير المسلمين، وأصبح أكثر تطرفا ووحشية، وأشدّ بطشاً على المدنيين مسلمين ومسيحيين؛ بل حتى على أتباعه ومقاتليه. في أغسطس 2016م، أصدر أبو بكر البغدادي أمراً بتخفيض رتبة شيكاو القيادية، ونَصّب أبو مصعب البرناوي، نجل المؤسس لبوكو حرام محمد يوسف، ليتولى قيادة داعش ولاية غرب إفريقيا بدلا عن شيكاو، وذلك بسبب عصيان الأخير لأوامر البغدادي بعدم استهداف المدنيين المسلمين. رفض شيكاو هذا القرار، ما أدّى إلى انقسام كبير بين التنظيم. فانشق شيكاو عن الجماعة تحت الاسم القديم لجماعة أهل السنة للدعوة والجهاد، إلا أنه فقد الكثير من أتباعه(32) .

اشتدتْ حدةُ الصراعِ بين بوكو حرام بقيادة أبي بكر شيكاو، وتنظيم داعش ولاية غرب إفريقيا، بقيادة أبي مصعب البرناوي، من أجل بسط النفوذ في المنطقة والاستيلاء على أكبر مساحات ممكنة. فضلا عن ملاحقات الجيش النيجيري وقوات بحيرة تشاد وتعقيبها لتنظيم بوكو حرام؛ إلا أن ولاية غرب إفريقيا نفسها كانت تضيق الخناق على شيكاو وتقاتله بشراسة من أجل إرجاعه إلى حضنها أو التخلص منه نهائيا.

طاردت ولاية غرب إفريقيا أبو بكر شيكاو، ولما وصل مقاتلوها معقل شيكاو حاولوا إقناعه بأساليب سلمية من خلال مفاوضات ودية استمرت ساعات طويلة؛ إذْ طلبت ولاية غرب إفريقيا من شيكاو ضمّ بوكو حرام إليها، وأن يأمر مقاتليها في جميع المناطق التي تنشط فيها بمبايعة ولاية غرب إفريقيا وإعلان الولاء لسلطتها، وهذا يعني نهاية شيكاو وفصيله ويضمن حياته وحياتهم(33) . لكن شيكاو رجّح الخيار الأصعب، واختار طريق الموت، فقام بتفجير سترة ناسفة كان يرتديها، وقتل نفسه وكل من شارك في المفاوضات تقريبا(34).

في الوقت الراهن، يبدو أنّ ولاية غرب إفريقيا استطاعت إحكام سيطرتها على بقية الفصائل، وبسطتْ نفوذها على أراضي شاسعة تخضع للجماعات الإرهابية في المنطقة، وفي الوقت نفسه حاولت المحافظة على بيعتها وولائها لتنظيم داعش رغم خسائره وهزائمه المتلاحقة. وبهذا، أصبحت ولاية غرب إفريقيا أكبر جماعة إرهابية تمثل داعش في القارة الإفريقية مستغلة موقعها الاستراتيجي وخبرات مقاتليها وسجالها الطويل مع السلطات النيجيرية وقوات بحيرة تشاد، بالإضافة إلى أساليب التخفي عن أنظمة التتبع الغربية وكيفية التعامل مع الغارات الجوية والهجوم البري.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

رابعا: دواعش وسط إفريقيا (الكونجو وموزمبيق)

مؤخرا أعلن داعش عن ولاية تقع في وسط القارة الإفريقية تابعة له، تضم جماعات إرهابية متواجدة فعليا في جمهورية الكونغو الديموقراطية وشمال جمهورية موزمبيق. قامت هذه الجماعات بمبايعة الخليفة العام لداعش وأعلنت ولاءها له.

أ‌. دواعش جمهورية الكونغو

تقع جمهورية الكونغو الديموقراطية في وسط القارة الإفريقية، وهي أكبر دولة في إفريقيا جنوب الصحراء من حيث المساحة، وثاني أكبر دولة في القارة بعد الجزائر، والحادي عشر عالميا. يبلغ عدد سكانها قرابة 105 مليون نسمة، وبذلك تُعتبر ثالث أكبر دولة من حيث عدد السكان في إفريقيا بعد نيجيريا وأثيوبيا، وتحتل المرتبة الرابعة عشر عالميا. تشترك جمهورية الكونغو الديمقراطية بحوالي 6835 ميلاً من حدود الأراضي والبحيرات مع تسع دول الأمر الذي جعلها تفتقر إلى القدرة على مراقبة حدودها بشكل فعال ما جعل المناطق الحدودية غير مراقبة بشكل جيد.

فمنذ العام 2015م أصبح شرق الكونغو -وتحديدا محافظة كيفو- مسرحاً لصراع سياسي وتمرد عسكري ما زال مستمرا.(35)

كانت الجذور التاريخية للجماعات المتشددة التي انبثق منها فصيل التحق بداعش مؤخرا ترجع إلى جماعات دينية ذات توجهات مختلفة من بينها السلفية الأصولية المعروفة باسم جماعة التبليغ التي نشأت في أوغندا بزعامة “جميل موكولو” عندما حاولوا الاستيلاء على مسجد كمبالا القديم في بداية التسعينيات. مصطلح جماعة التبليغ في دولة أوغندا يعني السلفية، أمّا جماعة التبليغ والدعوة المشهورة يطلق عليها اسم أهل الذكر(36) . جماعة جميل موكولو لم تكن تتبنى فكرًا جهاديًا عنيفًا في ذاك الوقت؛ لكن “موكولو” استطاع التحالف مع جناح مسلح يسمى “المسلمون الأوغنديون المقاتلون من أجل الحرية”. فهزيمة هذه الحركة على يد الجيش الوطني عام 1995 اضطرها إلى اللجوء إلى الكونغو الديموقراطية.(37)

اغتنم زعيم الحركة “جميل موكولو” التوترات السياسية بين أوغندا والحكومة السودانية في عهد عمر البشير، وحصل على دعم من البشير نكاية في غريمه الأوغندي، فأقام “جميل” تحالفا مع الجيش الوطني لتحرير أوغندا ونتج عن ذلك إعادة تسمية الجماعة المسلحة لتصبح “القوات الديمقراطية المتحالفة” Allied Democratic Forces (ADF). فضلا عن ذلك، فإنّ الطبيعة الجغرافية الوعرة لمنطقة شرق الكونغو والتي تَرْزَحُ فيها عشرات التنظيمات المسلحة العنيفة جماعة ساعدت “موكولو” على إعادة البناء والتأسيس .(38)

مع مرور الزمن، أخذت أفكار الحركة تتجه نحو الأصولية. فمنذ عام 2003م، بدأت قيادة القوات الديمقراطية المتحالفة تقديم تفسيرات خاصة بها لنصوص الشريعة الإسلامية، وفرض نمط تدَيُّنٍ مُعَيّن على سكان المخيمات واللاجئين في شرق الكونجو، كما أنها سعت إلى بناء شبكات وعلاقات مختلفة المستويات مع المجتمعات المحلية مع تبني نهج عنيف كأسلوب ضغط وردع للسكان المدنيين، وترويع لقوات الأمن الحكومية في آن واحد. ولكن نقطة التحول الفارقة للجماعة تمثلت في اعتقال “جميل موكولو” في تنزانيا عام 2015م.(39)

تولِّي “موسى بالوكو” قيادة القوات الديمقراطية نيابة عن جميل، وتبنى عقيدة تنظيم داعش ومنهجيته، ولا سيما الإطار الفكري لتبرير نشاطه الإرهابي وتأطيره من الناحية الأيديولوجية على الأقل. يتضح ذلك جليا عبر حملات التنظيم الدعائية ووسائط التواصل الاجتماعي التي انتهجها. في عام 2019م، انقسم تحالف القوى الديمقراطية إلى قسمين، قسم بقي ولاءه لموكولو، في حين فضّل القسم الآخر الانضمام إلى داعش ليمثل ولاية وسط إفريقيا التابعة للدولة الإسلامية تحت قيادة موسى بالوكو.(40)

منذ أبريل 2019م، أعلنت وِحْدَات الإعلام التابعة لتنظيم داعش المركزي مسؤوليتها عن أكثر من 110 عمليات مسلحة نُفِّذتْ في جمهورية الكونغو الديمقراطية. ففي عام 2020م وبعد ساعات من اقتحام سجن كانغباي، تحديدا في 20 أكتوبر، التي حُرّر فيها أكثر من ألف سجين بما في ذلك 236 من مقاتلي الجماعة، تبنى داعش الهجومَ، وربطه بعملية “تحطيم الجدران” العالمية من أجل تحرير السجناء المهمين من السجون .(41)

في يونيو 2019م، أظهر مقطع فيديو دعائي لداعش موسى بالوكو وهو يبايع داعش مما يدل على قبول بيعته والاعتراف بحركته رسميا لدى التنظيم.(42)  حسب مراقبون، أنّ التنظيم نال الاعتراف النسبي من قبل داعش منذ عام 2018م وذلك عندم ذكر خليفة داعش أبو بكر البغدادي ولاية وسط إفريقيا لأول مرة في شهر أغسطس؛ لكنه لم يُقَدّم معلومات واضحة عنها(43) . الهجمات الإرهابية التي قام بها تنظيم داعش ولاية وسط إفريقيا فرع الكونجو استهدفت قوات حكومية وأمنية كونغولية، وكذلك المدنيين وعمال الخدمة العامة وقوات حفظ السلام الدولية.

ب‌. دواعش موزمبيق

تقع موزمبيق في جنوب شرق إفريقيا، وتحدها من الشمال تنزانيا ومن الغرب ملاوي وزامبيا وزيمبابوي وجنوب إفريقيا ومن الجنوب سوازيلاند وجنوب إفريقيا ومن الشرق المحيط الهندي. تبلغ مساحة موزمبيق 801,590 كيلومترا مربعا، بعدد سكان يبلغ حوالي 31,255,435 نسمة (تقديرات منتصف 2020)(44) . اللغة البرتقالية هي لغة البلاد الرسمية بجانب ماكووا، سيسينا، إلوميوا، إشوابو، ولغات أخرى. مابوتو هي عاصمة موزمبيق وأكبر مدنها. استقلت موزمبيق عن البرتقال في 25 يونيو 1975م(45) .

على الرغم من توفر تمتع موزمبيق بالموارد الطبيعية الهائلة واكتشافات الغاز الطبيعي مؤخرا في البلاد وبدء شركات أجنبية بالتنقيب واستخراج بعض منه هذه الموارد الطبيعية؛ إلا أن السكان المحليين لم تتغير حياتهم المعيشية، ولم يستفيدوا من عوائد الموارد المستخرجة. أكثر المناطق تضررا هي المناطق الوسطى والجنوبية من البلاد، خاصة إقليم كابو ديلجادو ونامبولا ونياسا وزامبيزيا.

يقع إقليم كابو ديلجادو في شمال شرق موزمبيق في الحدود مع جمهورية تنزانيا من الشمال، ومقاطعة نياسا من الغرب ومقاطعة نامبولا من الجنوب. إذْ يُقَدّر عدد سكان الإقليم بـ 2.3 مليون نسمة تقطنه ثلاث مجموعات عرقية هي الماكوندي وماكاو ومواني(46) . عرقية “المواني” تعتبر أقلية مسلمة مقارنة بالعرقيات الأخرى داخل البلاد؛ ولكنها تمثل أغلبية في إقليم كابو ديلجادو، ولها تاريخ طويل مليء بالصراعات العرقية والطائفية، أحيانا مع العرقية الكبرى الماكوندي التي يعتنق معظم أفرادها الديانة المسيحية الكاثوليكية وأحايين أخرى مع الحكومة المركزية(47).

في عام 2015م، ظهرت جماعة مسلمة متشددة تحت مسى “أهل السنة والجماعة” في المناطق الشمالية من إقليم كابو ديلجادو. تفيد التقارير الأمنية أنّ الحركة أسسها أتباع رجل الدين الكيني المتطرف عبود روغو، الذي قُتل في عام 2012م. بعد ذلك، استقر بعض أعضاء حركته في كيبيتي، تنزانيا، قبل الانتقال إلى موزمبيق(48).

انتهجت الحركة أسلوب بوكو حرام تقريبا في تنفيذ عملياتها الإرهابية؛ حيث انطلقت من مبدأ محاربة العلمانية ورفض الحضارة الغربية، مُصْدِرة في ذلك بيانات عن وجوب مقاطعة المدارس الحكومية والمستشفيات وغيرها، بحجة أنها من وسائل الإفساد لعقيدة المسلم الصحيحة. ولم تكتف بذلك، إذْ نَصَبَتِ العداء للطوائف الإسلامية الأخرى خاصة الجماعة الصوفية التي ينتمي إليها معظم مسلمي المنطقة وورثوها عن أسلافهم منذ دخول الإسلام إلى موزمبيق. فما لبثت الجماعة طويلا حتّى بدأت بممارسة العنف ضد المسلمين المخالفين لها والحكومة والعناصر الأجنبية الأخرى(49).

بينما يلعب الدين دورًا أساسيًا في الصراع في شمال موزمبيق، يرى المحللون أنّ أهم عوامل التمرد هي المشكلات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية المنتشرة في موزمبيق. أهما الصراع التاريخي بين جبهة تحرير موزمبيق الحكومية (فريليمو FRELIMO)، والمقاومة الوطنية الموزمبيقية (رينامو RENAMO). بدأ الصراع منذ استقلال البلاد من البرتغال (25 يونيو 1975م)(50)  الذي جعل المناطق الساحلية والحدودية غير مراقبة، فضلا عن التهميش الحكومي والممارسات التعسفية تجاه بعض المواطنين في المناطق الوسطى والشمالية للبلاد. تشير التقارير إلى أنّ مقاتلي أنصار السنة تم تدريبهم على أيدي رجال الشرطة وحرس الحدود السابقين الذين تم فصلهم من العمل، وحملوا ضغينة ضد الحكومة. كما أن الحركة استعانت بمسلحين إسلاميين آخرين في شرق إفريقيا من الصومال وتنزانيا وكينيا(51).

العوامل الاقتصادية لها دور كبير في تعزيز الصراعات، ومن ثم ظهور جماعات مسلحة وأخرى إرهابية أصولية. مثل ارتفاع معدلات البطالة وعدم توفر فرص العمل للشباب وتدهور المنظومة الصحية وغياب البنى التحتية المناسبة رغم التوافد الكبير لشركات التنقيب واستخراج الغاز الطبيعي ومباشرة أعمالها لفترات طويلة، وعلى إثر ذلك خسر بعض المواطنين ممتلكاتهم ومواردهم جراء عمليات التنقيب والاستخراج ولم يحصلوا على تعويضات تذكر.

في أكتوبر 2017م ظهرت الجماعة بشكلها الإرهابي العنيف، وذلك عندما هاجمت ثلاثة مراكز للشرطة في Mocimboa da Praia، في إقليم كابو ديلجادو. ومنذ ذلك الحين، ذُكِر أنها نفّذَتْ أكثر من 200 هجوم على قوات الأمن والمدنيين في موزمبيق، ويُقَدّرُ عدد أعضاءها بين 350 و1500 عضو نشط. وأعلنت رسميا مبايعتها لداعش(52).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

خلاصة واستنتاجات

في نهاية المطاف، يمكننا أن نخلص إلى أنّ انتشار داعش في عموم إفريقيا، وخاصة جنوب الصحراء الكبرى كان متوقعا حسب معطيات كثيرة، تُعتبر هي العوامل الأساسية لاستقطاب إيديولوجية داعش إلى المنطقة قبل أن ينتقل أفراد التنظيم المقاتلين الذين انضموا إليه من الدول الإفريقية ثم عادوا محمَّلِين بأفكار داعش وأيديولوجياته.

الأسباب التي أدّت إلى ظهور تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) في عدد من الدول الإفريقية أو ما يهوى أن يسميه البعض بانتقال داعش إلى إفريقيا عديدة ومتنوعة. بعض الباحثين ذكروا سببين أساسيين لتواجد الفكر الداعشي في إفريقيا، السبب الأول: تكبُّد الخسائر المتلاحقة للتنظيم في الشرق الأوسط من قبل قوات التخالف الدولي التي كانت تحاربه. والسبب الثاني هو عامل عقدي يتمثل في وجوب قتال الكفار كمبدأ أساسي لدى داعش؛ وإفريقيا يوجد فيها كفار ووثنيين كُثُر؛ لذا سهّل انتشاره فيها. لكن الواقع خلاف ذلك؛ حيث نشأ داعش أصلا في العراق والشام؛ حيث ينتشر الإسلام ويكثر المسلمون، كما أنّ داعش بدأ بقتال المسلمين أنفسهم بعد ما كفّر السواد الأعظم من الأمة الإسلامية، وهذا شوهد في الشرق الأوسط والدول الإفريقية على حدّ سواء.

كما أنّ العوامل التي دعت إلى ظهور داعش في الشرق الأوسط هي نفسها دعت لتواجده في القارة الإفريقية مع وجود عوامل خاصة بالقارة. أهمّ عامل هو وجود تنظيمات إرهابية وحركات مسلحة متشددة في أكثر من منطقة في القارة الإفريقية قبل ظهور داعش، أهمها تنظيم القاعدة وبوكو حرام والفصائل الجهادية المختلفة. كُلّ حركةٍ أو تنظيمٍ أو فصيلٍ إرهابي يسعى إلى الانتماء إلى تنظيم إرهابي آخر يرى فيه القوة النسبة والشهرة العالمية من أجل ترويع السكان المحليين وتخويف الحكومات الوطنية، وأيضا من أجل الحصول على الدعم المعنوي والمادي من التنظيم الأقوى، وهو ما حصل فعلاً لما كان تنظيم القاعدة في أوج قوته، وتكرر أيضا مع داعش لما بسط سيطرته على كثير من مدن دول الشرق الأوسط وإفريقيا ومن ثم أعلن الخلافة المطلقة.

إلى جانب ما سبق، يمكننا ذكر بعض الأسباب والعوامل المهمة والتي أدت إلى تمدد داعش في إفريقيا حسب ما توصلت إليه هذه الورقة، وهي: خسائر داعش أمام التحالف الدولي، والصراعات السياسية والتهميش الحكومي، والصراعات الإثنية والطائفية، والعوامل الاقتصادية والاجتماعية، والمظالم التاريخية سواء سياسية أم اجتماعية.

1. خسائر داعش المتلاحقة: خسائر داعش المتلاحقة في العراق والشام وليبيا أمام التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب الذي شاركت فيه دول كثيرة بقيادة أمريكا جعلت داعش تفكر في مناطق بديلة تأويها أو تستوعب أيدولوجيتها على الأقل.  الاختيار وقع على إفريقيا وبعض أجزاء آسيا، إلا أن حظّ إفريقيا كان أكبر؛ بسبب وعورة تضاريسها وطبيعتها الجغرافية التي تمزج بين الصحراء والساحل والغابات الكثيفة فضلا عن كثرة الوديان والأنهار. إضافة إلى ذلك، كثرة الصراعات السياسية والإثنية والطائفية التي ولدت حروبا أهلية وأخرى طائفية أرهقت الحكومات، وجعلت أكثر الدول تتصف بالهشاشة والفشل السياسي وعدم القدرة على مراقبة الحدود والسيطرة على الفوضى السياسة والأمنية كما يأتي بيانه لاحقا.

2. الصراعات السياسية والتهميش الحكومي: أكثر الدول الإفريقية لديها صراعات سياسية حول السلطة وبسط النفوذ بين الحكومات (الأحزاب الحاكمة) والمعارضين (أحزاب معارضة أو تمرد مسلح). نتيجة لذلك، تظهر أحزاب مُعارِضة للحكومات، منطلقة من مطالبات سياسية حول تقسيم السلطة وتوزيع الحصص بشكل مناسب لجميع الأقاليم والمناطق أو الاحزاب، وفي نهاية المطاف ينتهي الأمر بانقلاب عسكري أو انقلاب أبيض. ثم قد يعود السيناريو نفسه من جديد، فتظهر أحزاب أخرى معارضة أو تستمر الحكومات المنقلَب عليها وتستند على المطالب نفسها ما يؤدي إلى نشوب حروب أهلية في غالب الأحيان أو فوضى سياسية عارمة.  هذه المشاهد لوحظت في موزنبيق وجمهورية الكونغو الديموقراطية، وجمهورية إفريقيا الوسطى، والكاميرون، وتشاد، ومالي، وليبيا وغيرها. بطيعة الحال، تصبح هذه المناطق مرتَعٌ خِصْبٌ جاذبٌ لجميع أنواع المجرمين والمتشددين والإرهابيين وتجار الممنوعات والمحرمات؛ لأنها لا تخضع لمراقبة السلطات وتفتقد إلى الحماية الحدودية.

3. الصراعات الإثنية والطائفية: تتميز إفريقيا بالتعدد الثقافي والإثني، ومن ثم تعدد المعتقدات والأديان. على مرّ العقود، رغم التعدد والتنوع في الأعراق والإثنيات والمعتقدات، قدّمت معظم الدول الإفريقية نماذج رائعة للتعايش السلمي والوئام الاجتماعي. لكنه في العقود الأخيرة من هذا القرن، بدأت هذه المظاهر تتغير بسبب فشل السياسيين والحكام الفاسدين في إدارة الدول، وتحويل فشلهم إلى خلق صراعات ذات طابع طائفي تارة (شمال نيجيريا وجمهورية إفريقيا الوسطى)، وأحيانا صراعات عرقية إثنية (شمال موزمبيق)؛ بل وصراعات ثقافية حول اللغة (الكاميرون). هذه الصراعات كلها تهدد الأمن القومي، وتتسبب في انفلات الأمن وفقدان السيطرة الأمنية والعسكرية ومراقبة الحدود، ومن ثم تصبح المجتمعات هذه بؤراً لتُجّار الأسلحة والممنوعات والتنظيمات الإرهابية.

4. العوامل الاقتصادية والاجتماعية: سوء إدارة الموارد الطبيعية التي تنعم بها أكثر الدول الإفريقية هو أهم سبب في تردي أوضاع تلك الدول الاقتصادية والأمنية. هذه المظاهر تُعتبر سمة من سمات الفساد الإداري وفشل المنظومة السياسية للبلاد. هذا النوع من السلوك حتما يؤدي إلى ارتفاع معدلات البطالة، وارتفاع معدات التضخم، انخفاض الإنتاج، واختلال الميزان التجاري للدولة الذي يؤدي إلى عجز الميزان التجاري ومن ثم زيادة الدون السيادية للدولة. ونتيجة لذلك، تُسْتَنْزَفُ الموارد الطبيعية، وتُصَدَّر للدول الكبرى والشركات العملاقة مقابل ديون قليلة مُحمَّلَةُ بمعدلات مرتفعة من أسعار الفائدة المركبة التي غالبا ما لن تستطيع الحكومات سدادها. هذه العوامل مجتمعة أو متفرقة تخلق مشكلات اجتماعية كثيرة، وتُوَسّع الفجوةَ بين الطبقات الاجتماعية ومن ثم تؤدي إلى عضب شعبي عارم، فتظهر جماعات معارضة ناقمة على الحكومات الوطنية وتتمنى زوالها حتى ولو بالتحالف مع الشيطان!

5. المظالم التاريخية (سياسية أم اجتماعية): هناك جماعات تستند على الإرث التاريخي في المنطقة وتطالب بإعادة مجد ضاع، أو حكم وسيادة سُلِبتْ أو انتهت بسبب الحروب القديمة أو دخول المستعمر الذي دعم بعض الجماعات على بعض. أبرز مثال لهذا النوع هو جماعة تحرير ماسينا في مالي التي تسعى إلى إعادة امبراطورية ماسينا، ثم تحولت إلى جماعة إرهابية في نهاية الأمر. الأمر نفسه ساعد انتشار بوكو حرام والفصائل التابعة لها؛ بل وحتى المناوئة لها. حيث نشأت في المنطقة ممالك ودول إسلامية عريقة تعاقبت على حكم أجزاء كبيرة من غرب إفريقيا ووسطها (بحيرة تشاد)، ثم زالت ولم يكن لها وجود في العصر الحديث. وأيضا الصراع في شمال موزمبيق له نفس النكهة الدينية التاريخية المتمثلة في الصوفية الممزوجة بالعادات والتقاليد الإفريقية والتي ظهر التيار السلفي الأصولي محاربا إياها، الأمر الذي عزز الصراع أكثر وحوله إلى صراع مسلح عنيف. هذه العوامل، أدّت إلى ظهور جماعات مسلحة مختلفة، منها من ثبت على أهدافه المعلنة ومطالبه الأساسية -وهم قلة- ومنهم من تبدلت أهدافه ومطالباته وانخرط في أعمال عنف وإرهاب، ومن ثم سعى للانضمام إلى التنظيمات الإرهابية العالمية كتنظيم القاعدة وداعش.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) “الدولة الإسلامية” تعلن الخلافة والقوات العراقية تحاول وقف زحفها”. موقع إيلاف: https://elaph.com/Web/News/2014/6/918855.html.  اطلع عليه بتاريخ 14.07.2021
(2) السلفية الجهادية مصطلح أطلق منذ نهاية السبعينيات من القرن الماضي على بعض جماعات الإسلام السياسي والتي تتبنى الجهاد منهجاً للتغيير، تم بروزه كتيار فكري مميز في مصر، يعلن هذا التيار أنه يتبع منهج سلف المسلمين الأوائل وأن الجهاد أحد أركانه، ويجب تطبيق الجهاد الذي يعتبر في الدين واجبا وجوباً عينياً على المسلمين ضد العدو المحتل وضد النظام الحاكم المبدل للشريعة الإسلامية ويحكم بالقوانين الوضعية أو النظام المبالغ في الظلم والقهر. فالسلفية الجهادية عبارة عن جماعات أو أفراد حملوا فكرة الجهاد المسلح ضد الحكومات القائمة في بلاد العالم الإسلامي أو ضد الأعداء الخارجيين، وحملوا فكراً محدداً يقوم على مبادئ الحاكمية وقواعد الولاء والبراء وأساسيات الفكر الجهادي السياسي الشرعي المعاصر الذي يسعى إلى التغيير بالقوة ومقاتلة العدو القريب (الحكومات المحلية) قبل العدو البعيد (الخارجي). ينظر: تسلسل تاريخي: الحركات السلفية الجهادية، BBC News عربي: https://www.bbc.com/arabic/middleeast/2014/12/141211_jihadi_groups_timeline اطلع عليه بتاريخ 06.08.2021
(3) “تنظيم الدولة الإسلامية يعلن عن “خليفة” أبو بكر البغدادي”. BBC News عربي. مؤرشف على موقع واي باك مشين. من الأصل في 15 أكتوبر 2020: http://bitly.ws/fWvo  اطلع عليه بتاريخ 06.08.2021
(4) “داعش” يعلن إقامة “الخلافة الإسلامية” ويبايع زعيمه خليفة للمسلمين، بي بي سي عربي:
https://web.archive.org/web/20150311161513/http://www.bbc.co.uk/arabic/middleeast/2014/06/140629_iraq_isis_caliphate.shtml اطلع عليه في تاريخ 14.07.2021م
(5) Withnall, Adam (29 June 2014). “Iraq crisis: Isis changes name and declares its territories a new Islamic state with ‘restoration of caliphate’ in Middle East
(6) Khalid al-Taie in Baghdad: Iraq churches, mosques under ISIL attack : https://web.archive.org/web/20150219092526/mawtani.al shorfa.com/en_GB/articles/iii/features/2015/02/13/feature-01
(7)  كميل الطويل، «داعش موزمبيق» … 800 مقاتل يواجهون 10 آلاف جندي ومرتزقة، الشرق الأوسط: http://bitly.ws/fxMe (اطلع عليه في 14.07.2021)
(8) «داعش» يرتكب مجزرة جديدة بحق 60 مدنياً في النيجر، موقع الاتحاد الإلكتروني: http://bitly.ws/fxM9 (اطلع عليه في 14.07.2021)
(9) Gunmen in Iraq’s Ramadi announce Sunni emirate, Reuters: http://bitly.ws/fxMp (Access on 14.07.2021)
(10) لمحة عن “القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي”، بي بي سي عربي: http://bitly.ws/fKkk  (اطلع عليه في 24.07.2021)
(11) القاعدة في المغرب الإسلامي، مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية: http://bitly.ws/fKk8 (اطلع عليه في 24.07.2021)
(12) المصدر نفسه
(13) المصدر نفسه
(14) 9 جماعات إرهابية رئيسية تزرع الرعب شمالي وغربي إفريقيا، وكالة الأناضول: http://bitly.ws/fRno اطلع عليه في 30.07.2021
(15) Sahel: $1.6 billion appeal to address widespread humanitarian crisis”. United Nations Office for the Coordination of Humanitarian Affairs. 31 January 2013. https://www.unocha.org/story/sahel-16-billion-appeal-address-widespread-humanitarian-crisis
(16)  9 جماعات إرهابية رئيسية تزرع الرعب شمالي وغربي إفريقيا، وكالة الأناضول: http://bitly.ws/fRno مصدر سابق
(17) المصدر نفسه
(18) المصدر نفسه
(19) المصدر نفسه
(20) Lake Chad Wetlands in Nigeria, Ramsar Sites Information Service: https://rsis.ramsar.org/ris/1749. Access 26.07.2021
(21) Paul Newman (2013).. “The Etymology of Hausa boko”
(22) Monday Discourse with Dr. Aliyu U. Tilde (Discourse 261): http://www.gamji.com/tilde/tilde99.htm. Access 26.07.2021
(23) West African Studies Conflict over Resources and Terrorism. OECD. 2013
(24)  Adebayo, Akanmu G, ed. (2012). Managing Conflicts in Africa’s Democratic Transitions. Lexington Books. p. 176. ISBN 978-0739172636
(25) Bartolotta, Christopher (23 September 2011). “Terrorism in Nigeria: the Rise of Boko Haram”. The Whitehead Journal: http://blogs.shu.edu/journalofdiplomacy/2011/09/terrorism-in-nigeria-the-rise-of-boko-haram/. Access 27.07.2021
(26) Nigeria’s economic transition reveals deep structural distortions – By Zainab Usman. African Arguments. 1 May 2014: https://africanarguments.org/2014/05/nigerias-economic-transition-reveals-deep-structural-distortions-by-zainab-usman/. Access 26.07.2021
(27)  Adesoji, A. (2010). The boko haram uprising and Islamic revivalism in Nigeria. Africa spectrum, 45 (2), 95-108
(28) Nigerian army frees hundreds more women and girls from Boko Haram. The Guardian. London. 2 May 2015: https://www.theguardian.com/world/2015/may/02/nigerian-women-girls-boko-haram-rebel
(29) Boko Haram crisis: Nigerian military chiefs given deadline”. BBC News. 13 August 2015: https://www.bbc.com/news/world-africa-33913305. Accessed 26.07.2021
(30) Boko Haram voices support for ISIS’ Baghdadi”. English.alarabiya.net: https://english.alarabiya.net/News/africa/2014/07/13/Boko-Haram-voices-support-for-ISIS-Baghdadi. Access 26.07. 2021
(31) Nnenna Ibeh (9 September 2015). “Boko Haram camps ‘wiped out’ – Nigerian military”. Premium Times: https://www.premiumtimesng.com/news/top-news/189748-boko-haram-camps-wiped-out-nigerian-military.html
(32) Zenna, Jacob; Pierib, Zacharias (Summer 2017). “How much Takfir is too much Takfir? The Evolution of Boko Haram’s Factionalization”. Journal for Deradicalization (11): 282. ISSN 2363-9849
(33) المصدر السابق
(34) Drew Hinshaw & Joe Parkinson. Boko Haram Leader، Responsible for Chibok Schoolgirl Kidnappings، Dies. The Wall Street Journal: https://www.wsj.com/articles/boko-haram-leader-responsible-for-chibok-schoolgirl-kidnappings-dies-11621608392 Updated May 21, 2021
(35) Starbird, Caroline; Deboer, Dale; Pettit, Jenny (2004). Teaching International Economics and Trade. Center for Teaching International Relations, University of Denver. p. 78. ISBN 978-0-943804-92-7. Archived from the original on 19 March 2015
(36) تفصيل ذكره لي عبر الهاتف الأستاذ أشرف محمد موتوغوبيا، أوغندي الجنسية محاضر في العلوم الشرعية ومدرب مهني. صفحته على الفيسبوك: https://www.facebook.com/profile.php?id=100001569902290
(37)  تحدي المكافحة: دلالات تمدد “داعش” في أفريقيا الوسطي، المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة: https://futureuae.com/ar-AE/Mainpage/Item/6367 اطلع عليه في 29.07.2021
(38) المصدر نفسه
(39)  Starbird, Caroline; Deboer, Dale; Pettit, Jenny (2004). Teaching International Economics and Trade. Center for Teaching International Relations, University of Denver
(40)  Candland et al. 2021, pp. 2, 17–18, 24–25
(41)  تحدي المكافحة: دلالات تمدد “داعش” في أفريقيا الوسطي، المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة (مصدر سابق).
(42)  Candland et al. 2021, pp. 22–23. (مصدر سابق)
(43) المصدر نفسه
(44) Worldometers, Mozambique Population: https://www.worldometers.info/world-population/mozambique-population/ (Accees on 10.07.2021)
(45)  Newitt, M.D.D. “A Short History of Mozambique.” Oxford University Press, 2017
(46)  Makonye, F. (2020). The Cabo Delgado Insurgency in Mozambique: Origin, Ideology, Recruitment Strategies and, Social, Political and Economic Implications for Natural Gas and Oil Exploration. African Journal of Terrorism and Insurgency Research, 1(3), 59-72
(47) المصدر نفسه
(48) Faria, P. C. J. (2021). The rise and root causes of Islamic insurgency in Mozambique and its security implication to the region
(49) المصدر نفسه
(50) Newitt, M.D.D. “A Short History of Mozambique.” Oxford University Press, 2017
(51) Accord, Insurgency in Mozambique: the Role of the Southern African Development Community: https://www.accord.org.za/conflict-trends/insurgency-in-mozambique-the-role-of-the-southern-african-development-community/ (شوهد في 07.06.2021)
(52) المصدر السابق

محمد زكريا فضل

أكاديمي اقتصادي، مهتم بقضايا إفريقيا الاقتصادية والاجتماعية. مدير الأبحاث والدراسات بالمركز.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى