إصداراتسياسات

الاستراتيجية الإسرائيلية في فصل جنوب السودان

د. عماد الدين حسين بحر الدين عبدالله
باحث في الدراسات الأمنية والاستراتيجية، وعضو اللجنة العلمية للخبراء والمختصين والمهتمين بدراسات البحر الأحمر – السودان

ملخص الورقة
تناولت الورقة الاستراتيجية الإسرائيلية في فصل جنوب السودان، تمثلت مشكلة الدراسة في أن المخططات الإسرائيلية تجاه السودان كان لها آثار كبيرة مما أنعكس سلباً على سودان ما بعد الاستقلال، نبعت أهمية الورقة من اهتمامه بدراسة وتحليل الاستراتيجية الإسرائيلية تجاه السودان وأثرها على مستقبل الأوضاع فيه. وهدفت الورقة إلى التعريف بوضعية السودان بالنسبة لإسرائيل، وتوثيق مراحل الاستراتيجية الإسرائيلية في فصل جنوب السودان. توصلت الورقة إلى عدد من النتائج أهمها، أن الاستراتيجية الإسرائيلية الرامية إلى تجزئة السودان وضعت قبل أن ينال السودان استقلاله، واقترح الباحث ضرورة البحث عن الاستراتيجية الإسرائيلية في شمال وشرق وغرب السودان، والدور الإسرائيلي في اغتيال الدكتور جون قرن.

المقدمة
يقع إقليم جنوب السودان في وسط شرق أفريقيا بين خطى عرض 3.5 و 12 شمالاً وخطى طول 24 و 25 شرقاً، تحده من الشمال جمهورية السودان، ومن جهة الشرق أثيوبيا، ومن جهة الجنوب الشرقي كينيا، ومن جهة الجنوب أوغندا والكنغو، ومن الغرب جمهورية أفريقيا الوسطى، وهو إقليم مغلق تحيط به اليابسة من جميع الجهات، وله حدود طويلةً تمتد لحوالي 2000 كيلومتر تقريباً، مع خمسة دول إفريقية هي أثيوبيا وكينيا وأوغندا والكنغو وأفريقيا الوسطى. عاصمته “جوبا”. وهو غني بالموارد الطبيعية، ويتمتع بمناخ السافنا الغنية، وبغزارة الغابات والثروات الحيوانية والمائية والمعادن المختلفة. وهو يمتد لأكثر من (8) دوائر عرض الأمر الذي انعكس بدوره على طبيعة المناخ السائد وتباينات جغرافية عديدة فرضت نوعاً من التنوع البيئي والمناخي.[1]اعتمدت إسرائيل في تحقيق استراتيجيتها عدة تكتيكات حتى تصل إلى هدفها الاستراتيجي وهو الفصل، وقد قسمتها إلى ستة مراحل.

الاستراتيجية الإسرائيلية تجاه السودان
قام بن قورين والذ يعتبر مؤسس إسرائيل في مطلع أعوام الخمسينيات بتشكيل فريق عمل ضم نخبة من أبرز المفكرين السياسيين والاستراتيجيين في إسرائيل بمن فيهم غولدا مائير التي أصبحت لاحقاً رئيسة للحكومة في النصف الأول من السبعينيات؛ ووضع هذا الفريق استراتيجية أطلق عليها (استراتيجية شد الأطراف.. وبترها) وفي إطار تحقيق هذه الاستراتيجية اهتمت إسرائيل بتوثيق علاقاتها مع الأقليات في عدد من الدول العربية، لاسيما في السودان ولبنان وسوريا والعراق بهدف العمل على تفتيت الطائفة العربية من خلال تقديم الدعم لهذه الأقليات وحثها على التمرد والانفصال وإقامة الكيانات العرقية الخاصة بها بتقرير المصير والاستقلال عن الدولة الأم.[2] وفي حالة السودان فإن موشي فرجي يشرح بأدق التفاصيل كيف انتشرت إسرائيل في قلب إفريقيا لكي تحيط بها وتخترق جنوبه. حيث قام مسئولو الاستخبارات الإسرائيلية بمتابعة ورصد كل ما يجري داخل السودان سعياً إلى اختراقه سواءً لأهميته الذاتية أو لكونه يمثل عمقاً استراتيجيا لمصر. وقد جرت هذه العملية تحت إشراف أروى لوبرانى مستشار بن قورين للشئون العربية.
ذكر أيضا موشي فرجي:(أن بن قورين أول رئيس وزراء لإسرائيل أمر أجهزة الأمن بالاتصال بزعامات الأقليات في العراق والسودان وإقامة علاقات معها، والتركيز على دور إسرائيل الكبير والرئيسي بعد انفصال جنوب السودان وتحويل جيشه إلى جيش نظامي، لأن تكوينه وتدريبه كادا يكونان صناعة إسرائيلية كاملة، والتأثير الإسرائيلي على دور هذا الجيش سيكون ممتداً حتى الخرطوم، وحين يمتد التأثر الإسرائيلي إلى أرجاء السودان كافه سيتحقق الحلم الاستراتيجي الإسرائيلي في تطويق مصر، ونزع مصادر الخطر المستقبلي المحتمل ضدنا).[3]
يتضح من حديث بن قورين وهو أول رئيس وزراء لإسرائيل في الفترة من 1948م – 1954م وحتى نهاية فترته لم ينل السودان استقلاله، ماذا يعني هذا؟ يعني أن فعلهم هذا هو استراتيجية استباقيه. الدافع لها هو حربهم مع العرب عام 1948م، وعلى اعتبار أن السودان سوف ينال استقلاله ويتوحد مع مصر لأن هذا التيار كان طاغياً من قبل الاتحادين، وشعارهم هو الاتحاد مع مصر الذي نبع منه اسمهم، عكس تيار حزب الأمة الذي رفع شعار السودان للسودانيين، ووجدت إسرائيل أن أهدافها تتحقق من خلال دعمهم لهذا الشعار حيث التقى الإسرائيليين مع قيادات حزب الأمة في بريطانيا في العام 1955م، لأجل ألا يتوحد السودانيين مع المصريين وبالتالي تلافى الخطر المستقبلي المحتمل ضدهم.
ولأن الدعم المصري كان سخياً لانتصار تيار الاتحاديين وللتقارب بين شمال السودان وجنوبه، وفي سبيل ذلك قام ضابط المخابرات المصري الصاغ صلاح سالم بالرقص عارياً مع قبائل جنوب السودان. إذاً هنالك استراتيجية تجاه السودان منذ قيام دولة إسرائيل وقبل إعلان السودان استقلاله، ويقصد بن قورين من إنشاء جيش قوى لجنوب السودان بعد الانفصال هو تطويق السودان الموحد تحت التاج المصري.

وسائل إسرائيل في تنفيذ استراتيجية الفصل
*
البيئة الداخلية
تمثلت البيئة الداخلية من قبل إسرائيل في التعرف على المجتمع في جنوب السودان وتركيبته القبلية، ومن ثم معرفة الزعامات القبلية والمجتمعة، ومنها تم اختيار قبيلة الدينكا على اعتبار أنها أقوى قبائل جنوب السودان ويمكن تنفيذ المخطط عبرهم، وكذلك معرفة الزعامات المجتمعية مثل كبار التجار والمثقفين والضباط بالجيش السوداني مثل جوزيف لا قو، وارجع تاريخ التأكد من هذه المرحلة هو فترة حكم الجنوب من قبل حاكم الاستوائية في فترة الاستعمار.

* دول الجوار لإقليم الجنوب(إثيوبيا وأوغندا وكينيا والكنغو)
وبعد التعرف على الزعامات بالجنوب قامت إسرائيل بالاتصال بهم من الأراضي الأوغندية، وقام بهذه المهمة العقيد(باروخ بارسيفر) وعدداً آخر من أجهزة الاستخبارات الذين كانوا يعملون في أوغندا، وكانت هذه العناصر الجنوبية من أبناء الجنوب الذين يعملون بالجيش السوداني مثل جوزيف لاقوا،[4]وقد لعب رجل المخابرات الإسرائيلي في سفارة تل أبيب بأوغندا (حاييم ماساتي) دوراً كبيرا حيث كانت له علاقة وطيدة مع الكثيرين من ضباط حركة أنانيا، وعلى وجه الخصوص وزير دفاعها(فردريك ماجون). كما تولى العقيد (باروخ باربيز) منصب الملحق العسكري في كمبالا، فكانت مهمته إيصال المساعدات إلى المتمردين بالجنوب. وفي شهر مارس عام 1994م أقامت جسراً جوياً إلى مناطق المتمردين بإرسال الخبراء العسكريين لتدريب الجنوبيين، حيث استطاعت تدريب حوالي 30 ألف جندي في الحدود الأوغندية الشمالية.[5]
وقد قام جوزيف لاقوا بإجراء اتصالات مع الجنوبيين في القنصلية الإسرائيلية بأديس أبابا، وكذلك عن طريق الشركات الإسرائيلية التي انشئت في إثيوبيا، والتي كانت مجرد واجهة لإجراء تلك الاتصالات. قامت البعثة العسكرية الإسرائيلية في أوغندا بدور موازي في هذه العملية يتمثل في مد جسور الاتصال مع العناصر الجنوبية التي كانت تعمل في الجيش السوداني.[6]وذكر وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي السابق(آفي دختر):( في ضوء تقديراتنا كان على إسرائيل أو الجهات ذات العلاقة أو الاختصاص أن تتجه إلى هذه الساحة، أي جنوب السودان وتعمل على مفاقمة الأزمات بها، وإنتاج أزمات جديدة حتى يكون حاصل هذه الأزمات معضلة تصعب معالجتها فيما بعد).[7]

ولتنفيذ هذه الاستراتيجية بدأت بإجراء اتصالاتها بالزعماء الجنوبيين من خلال سفاراتها في كينيا، ثم امتدت لتشمل أوغندا وإثيوبيا والكنغو، حيث الوجود الإسرائيلي المكثف في تلك الدول المحيطة بالسودان في توفير كل أسباب ومتطلبات التدخل والاتصال بسكان جنوب السودان.

وضعية السودان في الفكر الاستراتيجي الإسرائيلي
هنالك محاضره قدمها وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي آفي ديختر في أيلول سبتمبر 2008م تؤكد لنا بأن لإسرائيل خطة استراتيجية تجاه الإقليم حيث قال: السودان بموارده ومساحته الشاسعة وعدد سكانه يمكن أن يصبح دولة إقليمية قوية منافسة لمصر والعراق والسعودية، فالسودان شكل عمقاً استراتيجيا لمصر، تجلى ذلك بعد حرب عام 1967م، حيث تحول إلى قواعد تدريب وإيواء لسلاح الجو المصري، وللقوات البرية، وأرسل قواته لمنطقة القناة أثناء حرب الاستنزاف؛ لذلك كان لابد أن نعمل على إضعافه وانتزاع المبادرة منه لبناء دولة قوية موحدة، هذا ضروري لدعم وتقوية الأمن القومي الإسرائيلي.
أقدمنا على إنتاج وتصعيد بؤرة دارفور لمنعه من إيجاد الوقت لتعظيم قدراته. استراتيجيتنا التي ترجمت على أرض الجنوب سابقاً وفي غربه حالياً نجحت في تغيير مجري الأوضاع في السودان نحو التأزم والانقسام. الصراعات الحالية في السودان ستنتهي عاجلاً أو آجلا بتقسيمه إلى عدة كيانات ودول، وكل الدلائل تشير إلى أن الجنوب في طريقة إلى الانفصال. هناك قوى دولية بزعامة أمريكا مصرة على التدخل في السودان لصالح استقلال الجنوب، وكذلك إقليم دارفور كما حصل في إقليم كوسوفو. أن قدراً هاماً وكبيراً من أهدافنا في السودان قد تحقق على الأقل في الجنوب وهذه الأهداف تكتسب الآن فرص التحقيق في دارفور).[8] يتضح أن هنالك استراتيجية إسرائيلية تجاه السودان وهي استراتيجية استباقيه، تقوم على خلق مشاكل داخلية فيه حتى لا يجد وقتاً يستغل فيه موارده أو يسعى لوحدة شعبه، إذ أن مفهومهم للأمن القومي يتجاوز حدود رقعتهم الجغرافية، ويرون توحيد السودان واستغلاله لموارده يهدد أمنهم القومي مستقبلاً.
لذلك سعت إسرائيل جاهدة لتقسيمه إلى عدة كيانات ودول وهذه المحاضرة كانت في العام 2008م، وحسب ما هو مخطط له تم انفصال جنوب السودان، كما تكشف هذه المحاضرة أن هنالك قوى دولية أخرى مصرة على تبني هذا المسار معها، ويمكن أن تكون من بين هذه القوى بريطانيا وفرنسا وايطاليا روسيا، وتتزعمهم أمريكا، وهذه القوى مصره على انفصال إقليم دارفور، وتفسير الإصرار يعني أن هذه القوى تسعي جاهده؛ وتسخر كل إمكانياتها وطاقتها لتحقيق الانفصال. والسؤال الذي يطرح نفسه، هل يقوى السودان على مواجهة هذه القوى الدولية؟ الجواب: نعم يمكن له إن استوعب قله من السياسيين ذلك من ثم تعمل هذه القلة على توعيه الأحزاب السودانية والحركات المسلحة إلى أن تصل بهم لمرحلة الاقتناع، وبعدها تقوم الأحزاب وقوى الكفاح بتبيين ذلك لمنسوبيهم وبقية قطاعات المجتمع، من ثم التحاور والتوافق حول رؤية موحدة لمواجهة هذه القوى.
مما سبق يتضح أن الاهتمام الإسرائيلي بالسودان يأتي في إطار الاهتمام بأفريقيا عامةٍ، والسودان الآفروعربي بصفةٍ خاصةٍ، نسبةً لمساحته الكبيرة وكثرة موارده الطبيعية وثرواته المعدنية وامكاناته الزراعية والحيوانية وتنوع مناخه وعدد سكانه، فهو يمثل نموذجا لدولة التعدديات العرقية واللغوية والثقافية والسياسية، فكل هذه الاعتبارات دفعت بإسرائيل لوضع استراتيجية بعيده المدى تعمل وفقاً لمنظورها السياسي والاقتصادي والأمني في المحيط الآفروعربي.
واستناداً للأبعاد الجيوسياسية والأيديولوجية والأمنية والاقتصادية، فإن السودان يمثل في التصنيف الإسرائيلي ما وراء دول المواجهة التي يجب الوصول إليها بشتى الطرق، لتنفيذ استراتيجيتها وخططها المعلنة بالقدر الذي تسمح به توازنات القوى الإقليمية، فاستراتيجية إسرائيل تجاه السودان، بدأت منذ عهد (بن قورين) أول رئيس وزراء لها، وفي ذلك الوقت لم ينل السودان استقلاله.

مراحل الاستراتيجية الإسرائيلية في فصل جنوب السودان
هنالك الكثير من المراحل التي قامت بها الاستراتيجية الإسرائيلية في جنوب السودان بدأتها بتقديم المساعدات الإنسانية للمتضررين من اللجوء والنزوح، من ثم  شد الأطراف بتقديم الدعم العسكري وتدريب بعضاً من قادة الجنوب عليها إلى أن، وصلت إلى مرحلة بتر الأطراف بانفصالها، وسوف نبينها كما يلي:

أولاً: مرحلة الخمسينيات
خلال فترة أعوام الخمسينيات اهتمت إسرائيل بتقديم المساعدات الإنسانية (الأدوية والمواد الغذائية والأطباء) وتقديم الخدمات إلى اللاجئين، الذين تدفقوا عبر الحدود إلى إثيوبيا فراراً من الحرب التي انفجرت في أواخر يوليو من العام 1955م، وبعدها قام مدير مصنع القطن بأنزارا (مشروع الزاندي) بفصل نحو 300 عامل، بغرض خفض العجز في الميزانية، مما أدى إلى اندلاع مظاهرات، فقامت السلطات باستدعاء وحدات من الفرقة الاستوائية في مدينة يامبيو التي قامت بفتح النار على المتظاهرين، مما أدى لمقتل20 شخصاً على الأقل وجرح آخرين، يمكن القول أن هذه المرحلة لعبت إسرائيل فيها دور نصرة المستضعفين وصاحبة الدعم الإنساني المهتم الأول لقضيتهم.

ثانيا: مرحلة الستينيات 
بدأت هذه المرحلة خلال أعوام الستينيات، حيث قامت بدعم قوات الأنانيا[9] وتدريبها وخلال هذه المرحلة تبلورت رؤيتها بأن إشغال السودان في مثل هذا التوقيت، لن يترك له أية فرصة للتفكير في أية عمل مشترك ضدنا، مما شجعنا على أن نبعث بعناصرنا إلى الجنوب مباشره، للعمل تحت ستار تقديم الدعم الإنساني، لتبدأ بعدها بتقديم دعم من الأسلحة الروسية في العام1962م للمتمردين، وهذه الأسلحة غنمتها من مصر في حرب 1956 بالإضافة إلى الرشاش الإسرائيلي عوزي.[10]
ترجع البداية الفعلية لهذه المرحلة إلى العام 1963م، بعد تأسيس حركة الأنانيا في أغسطس من ذلك العام وظهور التمرد المسلح في الجنوب.[11] وقد استغلت إسرائيل حاجة قادة التمرد للسلاح والتدريب فبدأت بإجراء اتصالاتها بالزعماء الجنوبيين من خلال سفاراتها في كينيا، ثم امتدت لتشمل أوغندا وإثيوبيا والكنغو. وبعد أيام من حرب عام 1967م، قام جوزيف لا قو بإرسال رسالة إلى ليفي أشكول رئيس وزراء إسرائيل عبر السفير الإسرائيلي لدى أوغندا، مهنئاً إياه بالنصر على العرب وواصفاً الإسرائيليين بأنهم شعب الله المختار، وقد لاقي ذلك الاتصال استحسانا وأذناً صاغية من أشكول.[12]
ويشير هذا الخطاب على أن العلاقة بين إسرائيل وحركة التمرد أصبحت في العلن، وهنالك قنوات يتم عبرها الاتصال وهي دول الجوار مثل إثيوبيا وأوغندا وكينيا. استمر تدفق الأسلحة من خلال وسيط[13] إسرائيلي كان يعمل لحساب أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، حيث قامت طائرات شحن من طراز DC-30 بإسقاط هذه الأسلحة والمعدات على ساحة المعسكر الرئيسي للمتمردين الجنوبيين في (أورنج كي بول)[14]الذي قامت إسرائيل بإنشاء مدرسه فيه، لتخريج الكوادر العسكرية لقيادة فصائل حركة التمرد بالجنوب، فكانت هنالك عناصر إسرائيلية تشترك بالفعل في بعض الاشتباكات والمعارك مقدمة خبراتها للجنوبيين. وكانت هذه الطائرات تتحه إلى الجنوب السوداني عبر المجال الجوي جنوبي غرب إسرائيل وشمال أوغندا.[15]
يلاحظ أن هذه الطائرات تدخل المجال الجوي السوداني وتقوم بإسقاط السلاح في معسكرات التمرد، حيث يوضح هذا إما ضعف أجهزة الرادارات أو عدم تواجدها، أو التقنية الموجودة لدى إسرائيل عاليةً، فتقوم بتشويش الرادارات السودانية وتجعلها لا تلتقط شيئاً. أوجدت إسرائيل شبكتها للتقديم الدعم الإسرائيلي للحركة الانفصالية بالجنوب من خلال دول الجوار السوداني، ففي العام 1969م كان قائد الجيش الأوغندي آنذاك(عيدي أمين دادا) الذي كان على اتصال مع المخابرات الإسرائيلية، التي لمست عنده الرغبة في الإطاحة بحكومة أوبوتي، عندما أعلن أمين نيته صراحة إلى ضباط الاتصال الإسرائيليين.
وفي هذا الوقت اتصل أمين بالعقيد (جوزيف لا قو) الذي كان يعمل ضابط اتصال بين حركة أنانيا والجهات العسكرية الإفريقية، وحسب رواية بعض المقربين من العقيد (جوزيف لا قو) طلب (عيدي أمين) من المخابرات الإسرائيلية أن تمد حركة أنانيا الجنوبية بأسلحة خفيفة على أن يتم توزيع هذه الأسلحة والمعدات وإسقاطها بالطائرات الأوغندية في أعالي النيل وبحر الغزال والاستوائية، حتى يبرهن العقيد (جوزيف لاقو) أنه أستطاع أن يأتي بالأسلحة التي كانت الحركة بحاجة لها.[16]
وعندما تسلم (أوري لوبراني)[17] منصب سفير إسرائيل في أوغندا ثم إثيوبيا تطور هذا الدعم الذي أخذ آفاقاً جديدة، من بينها انتقال ضباط وجنود من الوحدات الإسرائيلية الخاصة (المظليين وقوات من اللواء جولاني) لتدريب المتمردين في جنوب السودان، بالإضافة إلى استمرار تدفق الفصائل الجنوبية للتدريب في المعسكرات التي أقامتها في أوغندا وإثيوبيا وكينيا والعودة مرة أخرى إلى مواقعهم بالجنوب.[18] بهذه الطريقة بدأت حركات الجنوب تجد من يقدم لها يد العون ويكفلها في أحايين كثيرة أمام حكومة الخرطوم صاحبة الجيش والمؤسسات، والتي كانت قبل الاستقلال تتمثل في السودان الشمالي المتقدم والجنوب الفقير المتخلف، وذلك حسب وجهة نظر قادة الجنوب أما الآن وفي ظل الدور الإسرائيلي والدعم العسكري والمادي أصبح الجنوب له قاعدة قوية ومتينة ولها خبرات في الصراع مع العرب من أجل صنع مستقبل وفق الإرادة الإسرائيلية.

ثالثاً: مرحلة السبعينيات
في بداية أعوام السبعينيات لعب رجل المخابرات الإسرائيلي في سفارة تل أبيب بأوغندا (حاييم ماساتي) دوراً كبيرا حيث كانت له علاقة وطيدة مع الكثيرين من ضباط حركة أنانيا، وعلى وجه الخصوص وزير دفاعها(فردريك ماجون). كما تولى العقيد (باروخ باربيز) منصب الملحق العسكري في كمبالا، فكانت مهمته إيصال المساعدات إلى المتمردين بالجنوب.[19] وشهدت هذه الفترة التوقيع على اتفاقية أديس أبابا[20] وبعدها نعم السودان باستقرار سياسي لمدة أحد عشر عاماً لتنفجر الحرب بعدها بصوره أكبر في العام 1983م.إذاً في هذه الفترة يمكن أن يكون الدعم الإسرائيلي قد قل، ونعزي ذلك نسبةً لحربها ضد العرب في العام 1973م، وربما لم تفرغ من ذلك إلا بعد توقيعها للسلام مع مصر.

رابعاً: مرحلة الثمانينيات
بعد أن أصبحت العلاقة مكشوفة لكلى الطرفين، تمثلت ملامح الدعم الإسرائيلي في أعوام الثمانينيات للجيش الشعبي في استقبال قياداته وضباطه للتدريب في إسرائيل، على حرب العصابات وإلحاق بعضهم بمعاهدها العسكرية، وفي نفس الوقت قامت بإرسال عدد من الخبراء العسكريين إلى الجنوب، للمشاركة في وضع الخطط للجيش الشعبي في مجابهته لجيش الحكومة المركزية، وقد وصل عدد هؤلاء إلى 300 خبيراً عام 2002م.[21] طلبت حركات التمرد من إسرائيل أربعة ملايين دولار، لاسترداد قاعدة كبويتا وتوريد وذلك لتعزيز موقف قرن التفاوضي.
إلا أن الانقسام بين قيادات الحركة وهم جون قرن، (هو مؤسس الحركة الشعبية لتحرير السودان في العام 1983م)ورياك مشار ولام أكول بعد تخلي قرن عن مشروع الدولة المستقلة، جعلها تعمل على تعزيز علاقاتها مع الأطراف المختلفة معه، وفي هذه المرحلة برزت الجهود التي بذلتها إسرائيل في عرقلة الدعم العربي لقرنق، وذلك بتعطيل العمل في قناة جونقلي، والتحذير من توطين العمال المصريين بالجنوب لأن هدفها هو أن يكون الجنوب دولة مستقلة.[22]

خامساً: مرحلة بتر الأطراف
بعد نهاية أعوام الثمانينيات تطور الفكر الاستراتيجي الإسرائيلي، نتيجةً لثقة الحركات المتمردة في إسرائيل، لكونها الداعم الأساسي لهم والمدافع عن مبادئهم، وتسعى معهم لإنشاء دولتهم وبزوغ فجر حريتهم، في هذا التوقيت بالذات طورت إسرائيل من نظريتها التي وضعتها في الخمسينيات من الشد إلى البتر، حيث أكد هذا المعني الباحث الإسرائيلي (زئيف شيف) الذى ذكر أن استراتيجية شد الأطراف التي تم تبنيها في أواخر الخمسينيات قد جرى تجاوزها، بحيث أصبح المرفوع الآن هو شعار البتر وليس الشد، وبمقتضي ذلك فإن الدعم الموجة إلى الجماعات العرقية أو الطائفية تحول بحيث لم يعد يستهدف اضعاف الموقف العربي في مواجهة إسرائيل.
وإنما أصبح الخطاب الإسرائيلي يولي أهمية خاصة لعملية (البتر) لتلبية طموحات الجماعات العرقية والدينية في الانفصال وتشكيل الكيانات المستقلة عن الدول الأم.[23] ولكي تحقق استراتيجية البتر أرسلت عدداً كبيراً من شباب الجنوب للالتحاق بدورات عسكرية وأمنية مكثفة بها، واستطاعت تدريب حوالي 30 ألف جندي في الحدود الأوغندية الشمالية، وفي شهر مارس عام 1994م أقامت جسراً جوياً إلى مناطق المتمردين بإرسال الخبراء العسكريين لتدريب الجنوبيين، وتوج هذا التعاون بإعلان اليهودي (ديفيد بسيوني) ترشيح نفسه لرئاسة حكومة الجنوب، وكان ذلك عام 2001م، وكان من ثمار هذا التعاون أن اعلن متحف الهولوكوست في مدينه نيويورك تضامنه مع المسيحيين الجنوبيين، حيث قال الناطق باسم المتحف:(أنهم يتعرضون للإبادة الجماعية والتطهير العرقي).[24] واعترف قرن بذلك عندما التقى بمسئول كبير في وزارة الدفاع الإسرائيلية عند زيارته العاصمة الإرترية اسمرا بداية العام 2003، بقوله: أنتم ظهير الجماعات والأقليات المقهورة، ولولاكم لما تحرر الأكراد من العبودية العربية، ولما نفض الجنوبيون عن كاهلهم غبار الخضوع والخنوع والذل والعبودية، ونحن نتطلع إلى استمرار هذا الدور، حتى يتمكن الجنوبيون من تشكيل كيان سياسي وقومي خاص بهم، منسلخاً عن سيطرة الشمال.[25]
توضح خطبته هذه مدى تأثير إسرائيل على قيادة الحركة لتحقيق الانفصال وتقرير المصير، تمهيداً لإقامة نطاق عازل يشمل إثيوبيا وكينيا وأوغندا وجنوب السودان، وقد توقعت إسرائيل أن قيام مثل هذا النطاق العازل سيحول دون تمدد الإسلام جنوباً، كما يمكن استخدامه مهدداً مباشراً للأمن القومي العربي، ويقع هذا النطاق ضمن ترتيبات تأمين الحدود الجنوبية لدولة إسرائيل الكبرى، التي اعلنت قيادة الكيان الصهيوني قيامها في العام 1997م.
وقد اتضح أنها تتولى مهمة إعداد قائد التمرد قرن لرئاسة(دولة جنوب السودان).[26] كما اعترف الرئيس الاسبق للاستخبارات الإسرائيلية (عاموس بادلين) في ديسمبر عام2010م بمساعدة الانفصاليين الجنوبيين بقوله: أن رجالي أنجزوا عملاً عظيماً في السودان، وذلك بنقل الأسلحة وتدريب الحركات المتمردة عليها، كما ساعدناهم على إنشاء جهازي أمن واستخبارات، ونشرت شبكات إسرائيلية في كل من الجنوب ودارفور قادرة على العمل باستمرار.[27] يمكن القول أن اعترافه هذا لم يقله إلا بعد أن وثق في قدرة هذه الأجهزة على العمل والاستمرارية. وبعد تسلم حكومة البشير لزمام السلطة، واجهتها تحديات سياسية وأمنية واقتصادية واجتماعية، حيث كان أكبر تحدٍ لها هو الحرب بالجنوب التي أدت لعدم الاستقرار، واضعاف شرعية الدولة الوطنية التي اضحت ذريعة للتدخل الأجنبي.[28]

اتفاقية نيفاشا في العام 2005م
هنالك اتفاق بين الباحثين والكتاب يرى أن اتفاقية نيفاشا[29] هي التتويج النهائي للصراع والحرب السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي دارت في الجنوب. وبعد وصول الدكتور جنون قرن إلى الخرطوم غادر إلى أوغندا بعد ثلاثة أسابيع فقط من استلامه الحكم، وفي طريقة للعودة تحطمت طائرته وتوفي كل من كان على متنها، وخلفه نائبه سلفا كير الذي يقال انه انفصالي ليس كقرن الذي يريد الوحدة، والشيء الذي يجعلنا نقول بأن جون قرن رجل وحدوي قول البروفيسور ديفيد ديشان[30] الذي يرى أن جون قرن قام بإجراء تغيير بعد توقيع معاهدة السلام، بقولة: لا يمكننا تقسيم السودان بعد اليوم، لأن إفريقيا قد قسمت إلى دول مختلفة، فإذا قسمنا السودان فسوف نضعف المصلحة والوحدة الأفريقية وسوف نضعف أيضاً مسألة السودان.
ويعتقد ديشان أن هذا هو التوقيت الذي أصبح فيه قرنق في خطر، خطاباته هذه أحدثت ذلك التغيير فلا أحد من الغربيين كان يتقبل التحدث عن المصالحة مع الشمال بأن يظل السودان دولة موحدة.[31]إذاً هذه الاتفاقية تبين مدي اقتراب إسرائيل من هدفها في الفصل فلولاها لما كان ممكنا أن يتحقق فعل الانفصال.

العوامل التي ساعدت في نجاح الاستراتيجية الإسرائيلية
1- قانون المناطق المغلقة الذي أصدر من قبل الحاكم العام(جون مفي)في سبتمبر من العام 1922م،الذي بموجبة تُرك التعليم في هذه المناطق للإرساليات التبشيرية.[32]
2- مطالبة الجنوبيون بالانفصال في المؤتمر الذي عقده السكرتير الإنجليزي (روبرتسون) في يومي  12 -13 يونيو 1947م مع قادة الجنوب، ولكنه مارس ضغطاً عليهم في اليوم الثاني للمؤتمر وتم فيه الاتحاد بين الشمال والجنوب وتمثيل كل منهم في الجمعية التشريعية المراد تأسيسها.[33]
3- لجنة الحاكم العام التي كونها من ثلاثة عشر عضواً برئاسة القاضي (ستانلي بيكر) لإجراء تعديلات دستورية في العام 1951م ، لم يكن بها إلا عضواً واحد من أهل الجنوب هو (بوث ديو) الذي اقترح على اللجنة أن تتبنى نظاماً فدرالياً للحكم في السودان.[34] وهو الشيء الذي لم توافق عليه اللجنة.
4- لم يكن الجنوبيون طرفاً في المحادثات التي دارت في العام 1952م بالقاهرة، بشأن حق تقرير المصير بين الشماليين من جانب والمصريين والبريطانيين من جانب آخر،  وأرجع بعض الباحثين ذلك إلى أنه في تلك الفترة لم يكن بالجنوب قياداتً وأحزابً، للمشاركة في المفاوضات بالإضافة إلى أن قادة الجنوب كانت ترفض فكرة الاستقلال، وقد جاء ذلك في مذكرة 13 ديسمبر 1952م والتي في مضمونها أن الجنوب لم يتهيأ للاستقلال وأنه يرغب في أن تستمر الإدارة البريطانية حتى يصل إلى مستوى الشمال. وقد أدى عدم مشاركة أبناء الجنوب في هذه المفاوضات إلى شعورهم بالإقصاء في عملية صنع القرار السياسي.
5- لم يكن الجنوبيون طرفاً في المباحثات التي كانت بين الزعماء السياسيين الشماليين والحكومة المصرية حول الحكم الذاتي في عام 1953م، والتي أسفرت تلك المفاوضات عن منح السودان حق تقرير المصير، كما تم الاتفاق أيضاً على تحديد فترة انتقالية تسبق ممارسة حق تقرير المصير دون مشاركة الجنوبيين، وهنا أيضاً أحس الجنوبيون بأنهم خارج الدائرة السياسية، ورأوا أن التغيير الذي حدث هو استعمار جديد شمالي بدلاً عن البريطاني.[35]
6- كان للجنة السودنة في العام 1954م[36]  أثر على اتفاقية 1953م القاضية بمنح السودان حق تقرير مصيره في حكم نفسه فتكونت بذلك اللجنة التي نصت على أن معايير الوظيفة هي المؤهل للأقدمية.[37] وانتهت اللجنة من أعمالها وفقاً لهذه المعايير ورفعت إعلان نتائجها في أكتوبر 1954م، وقد كان الجنوبيون ينتظرونها بأمل وقلق شديدين، وكانت آمالهم أن يحصلوا على وظائف عليا إلا أن هذه النتائج أظهرت حصول الجنوبيين على ست وظائف فقط من بين ثمانمائة وظيفة وقال قريقوري دينق[38]:(لقد جاءت نتائج السودنة، مخيبة للآمال إذ أعطت الجنوبيين أربعة ضباط إداريين ومأمورين فقط، وهذه النتائج تؤكد أن أخواننا الشماليين يريدون أن يستعمرونا لمائة سنة أخرى).[39]
7- تمردت كتيبة غرب الاستوائية وفي العام1955م، قبل استغلال السودان حيث برزت كإحدى مخلفات الحكم الثنائي المصري البريطاني. وفي اعتقادي أن تمردها نتيجة لعدم رضاها باتحاد الجنوب مع الشمال وقلة وظائفهم من قرارات لجنة السودنة.
8- لم تكن هنالك دولة قومية قبل الاستعمار بين شمال وجنوب السودان، لذلك لا يتواجد رابط بين الشعبين لا ديني ولا لغوي ولا أثني.
9- الحكومة السودانية قابلت التمرد من قبل الجنوبيين بالسلاح، ولم تحول النظر في أن الجنوب متخلف عنها كثيراً في كل المجالات.
10- اتفاقية السلام وضعت شرط الانفصال في ست سنوات، مع جعل عبء الوحدة جاذبة على الشمال، وهذا سهل عملية الانفصال التي ينادي بها بعض قادة الجنوب منذ الاستغلال ولكن وقتها كانت فكرتهم تحت مظلة السودان(حكم فيدرالي).

الخاتمة
مما سبق يتضح جيداً الدور الإسرائيلي في فصل جنوب السودان حيث كانت إسرائيل الحاضنة لحركة التمرد منذ المهد، وعندما تم توقيع اتفاق نيفاشا تم تضمين حق تقرير المصير في الاتفاقية، وبعد أن نادي الدكتور جون قرن بالوحدة، كان مصيره الموت مما يفتح الباب واسعاً بأنها قد  تكون وراء مقتله، وبعد مودة ماتت فكرة السودان الموحد، وانفصل جنوب السودان عن السودان، باستفتاء شعب الجنوب الذي اختار الانفصال بنسبة99%. وبناء عليه، يمكن اقتراح ضرورة البحث عن الاستراتيجية الإسرائيلية في شمال وشرق وغرب السودان، والدور الإسرائيلي في اغتيال الدكتور جون قرن.

المصادر


[1]. سفيان جلال فتح الله ، المقومات الجيوبولتكية لدولة جنوب السودان، (كركوك: مجلة جامعة كركوك للدراسات الإنسانية، العدد 2، المجموعة 7، 2012م) ص3-4.
[2]. موشي فرجي، إسرائيل وحركة تحرر جنوب السودان نقطة البداية ومرحلة الانطلاق،( جامعة تل أبيب: مركز دايان لأبحاث الشرق الأوسط وإفريقيا،). ص24
[3]. سامي كليب، هكذا أخترق اللوبي الإسرائيلي والمحافظون الجدد السودان،9/12/2011م، مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات علي الرابط الإلكتروني: http://www.alzaytouna.net/permalink/5680.html 
[4]. رفعت سيد أحمد، قنبلة إسرائيل تنفجر جنوب النهر، 5/12/2010، موقع مجلة الوعي العربي علي الرابط الإلكتروني: elw3yalarabi.org/modules.php?name=news&file=article&sid=9040
[5].إبراهيم يوسف حماد عوده، الدور الإسرائيلي في إنفصال جنوب السودان وتداعياته علي الصراع العربي الإسرائيلي،                  رسالة ماجستير، منشور ة، جامعة النجاح الوطنية بفلسطين،2014م، ص81.
[6]. نفس المرجع، ص25.
[7]. خالد وليد محمود، دولة جنوب السودان وإسرائيل. .حلم الانفصال والدور الوظيفي، 19 فبراير 2013، معهد العربية للدراسات علي الرابط التالي www.alarabiya.cc/articles/2013/02/19/267164.html:
[8]. دور اليهود في السودان - برنامج الملف علي قناة الجزيرة ، تقديم سامي كليب، تاريخ البث 3/12/2010م، الساعة الثامنة مساءً. 
[9].قوات الأنانيا: وهي حركة التمرد الاولى التي تم تأسيسها في الفترة من (1955 - 1972م)ومن ابرز قادتها اميليو تافانق وجوزيف لاقوا. وعقيدتها القتالية هي فصل جنوب السودان.  وأخذت نفس الاسم  الانانيا الأولي والثانية ،وسبب التسمية يرجع للغة المادي وهي تعني السم الأسود.  جوزيف لاقوا، لقاء على قناة تلفزيون السودان القومي. 
[10]. يوسف نور عوض إستراتيجية التدخل الإسرائيلي في جنوب السودان  25/11/2008، حزب العمل الجديد علي الرابط الإلكتروني
el-3aamal.com/news/news.phb?i=23147//:http
[11]. سامي صبري عبد القوي، العلاقات الاستراتيجية بين إسرائيل وجنوب السودان،1/4/2012، موقع الأهرام الرقمي علي الرابط الإلكتروني:  
http://digital.ahram.org.eg/articles.aspx?serial=878954&eid=1878
[12]. عطية عيسوي، دوله جنوب السودان.. دفء مع إسرائيل وبروده تجاه العرب، 3/8/2011م، مركز الجزيره للدراسات، علي الرابط الإلكتروني: studies.aliazeera.net/reports/2011/2011921172225375419.htm
[13]. تاجر أسلحة أسمه جابي شفيق.
[14]. أورنج كي بول: معسكر يقع في حدود السودان مع  دولة أوغندا.
[15]. رفعت سيد أحمد، قنبلة إسرائيل تنفجر جنوب النهر، مصدر سابق.
[16]. جون قاي نون يوه، جنوب السودان آفاق وتحديات( عمان: الأهلية للنشر والتوزيع،2000م) ص175.
[17]. أوري لوبراني: سفير إسرائيل في أوغندا (1965-1966م) ثم سفيراً لإسرائيل في إثيوبيا (1967-1972).
[18]. رفعت سيد أحمد، قنبلة إسرائيل تنفجر جنوب النهر، مرجع سابق.
[19].إبراهيم يوسف حماد عوده، الدور الإسرائيلي في إنفصال جنوب السودان وتداعياته علي الصراع العربي الإسرائيلي،                  رسالة ماجستير، منشور ة، جامعة النجاح الوطنية بفلسطين،2014م، ص81.
[20]. إتفاقية أديس أبابا هي الإتفاقية التي وقعها الرئيس السوداني السابق جعفر محمد نميري مع قائد حركة الأنانيا الأولي جوزيف لاقوا في 26 فبراير 1972، وأخذت إسمها من مكان توقيع الإتفاقية في العاصمة الأثيوبية ، ومنحت الإتفاقية الحكم الذاتي لجنوب السودان كما أوقفت حرباً أهلية دامت 17 عاماً.
[21]. سامي صبري عبد القوي، العلاقات الاستراتيجية بين إسرائيل وجنوب السودان، مرجع سابق.
[22]. عبد الجواد توفيق، ضرب العمق الاستراتيجي لمصر بسبب التواجد الإسرائيلي في جنوب السودان، 3/5/2012م، موقع الأهرام الإلكتروني: http://digital.ahram.org.eg/articles.aspx?serial=890149&eid=5358
[23]. فهمي هويدي، برتوكولات (الاختراق الإسرائيلي)، 3/6/2010م، موقع مقالات علي الرابط الإلكتروني: 
http:/articles.islamweb.net/media/index.php?page=article&lang=A&id=64231     
[24]. إسرائيل والجنوب... من المشورة إلي المكشوف،10/7/2011، موقع النيليين علي الرابط الإلكتروني: 
http://www.alnilin.alnilin.com/news-action-33529.htm                           
[25]. شمس الهدي إبراهيم إدريس، التدخل الإسرائيلي في السودان كيف ولماذا؟، (شركة مطابع السودان للعملة، الخرطوم، 2005)،ص110.
[26]. أمل حسن محمد سعد، البحر الأحمر المعطيات الإستراتيجية والمضامين الأمنية(مركز الدراسات الإستراتيجية، الخرطوم، 1998م) ص65- 66.
[27]. عطية عيسوي، دوله جنوب السودان... دفء مع إسرائيل وبرودة تجاه العرب 3/8/2011م، مركز الجزيرة للدراسات علي الرابط: 
http:/studies.aljazeera.net/reports/2011/2011921172225375419.htm.    
[28]. نفس المصدر أعلاه.
[29]. اتفاقية نيفاشا: تعرف أيضاً باتفاق السلام الشامل وهي الاتفاقية التى أوقفت أطول حرب في أفريقيا تم التوقيع عليها بين حكومة السودان ماثلة في الحزب الحاكم المؤتمر الوطني بقيادة نائب الرئيس علي عثمان محمد طه والحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة جون قرنك ووقعت في مدينة نيفاشا بكينيا في مارس 2005م.
[30]. البروفيسور ديفيد ديشان: هو رئيس حزب الجبهة الديمقراطية لجنوب السودان.
[31].نهايات غامضة – جون قرن، فلم وثائقي من أنتاج قناة الجزيرة الوثائقية، يوم الأحد 10 /3/2019، الساعة التاسعة مساءً.
[32].عصام بطران، دور الاستراتيجيات الغربية في فصل جنوب السودان 1910-2011م (الخرطوم: هيئة الخرطوم للصحافة والنشر،2017م) ص 273.
[33].وقيع الله حمودة شطة، جنوب السودان بين المؤامرة والتخاذل(المملكة العربية السعودية، الرياض، مجلة قراءات افريقية  العدد السادس، سبتمبر2010)، ص59.
[34]. أبيل ألير، جنوب السودان التمادي في نقض المواثيق والعهود، (لندن، مدلايت المحدودة،)1992م، ترجمة بشير محمد سعيد، ص42.
[35]. عمار الشيخ محمد، معالجة الصحافة السودانية لقضية الحرب في جنوب السودان 1987 – 1989م، صحيفتي الميدان والراية، القاهرة مركز البحوث والدراسات الأفريقية ، ص45-46.
[36]. السودنة: تعني ملئ الوظائف بسودانيين بدلاً من البريطانيين والمصرين.
[37]. عبد العزيز خالد، إسرائيل والسودان أطماع قديمة ومواجهة جديدة ، سوريا : د.ن ، 2011م، ص137.
[38]. قريقوري دينق: كأحد أكبر تجار منطقة قوقريال بالجنوب
[39]. إبراهيم محمد آدم، الأبعاد الفكرية والسياسية والتنظيمية للحركة الشعبية لتحرير السودان ، الخرطوم ، مركز البحوث والدراسات الأفريقية ، إصدارة رقم 44، مطبعة دار جامعة أفريقيا، ص18-21.

أفروبوليسي

المركز الإفريقي للأبحاث ودراسة السياسات (أفروبوليسي) مؤسسة مستقلة تقدم دراسات وأبحاثاً حول القضايا الأفريقية لدعم صناع القرار بمعرفة دقيقة وموثوقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى