إصداراتتحليلات

القضية الصحراوية: قراءة في أطول صراعات القارة الإفريقية جذور الصراع وآفاقه المستقبلية

إيهاب العاشق | باحث في العلوم السياسية والعلاقات الدولية، ومهتم بالشأن الإفريقي السياسي والاجتماعي

ملخص
يحاول هذا البحث تسليط الضوء على ملف أطول نزاع داخل القارة الإفريقية الذي يقارب خمس عقود من الزمن. ينقسم هذا العمل إلى أربع مباحث كبرى ففي البداية، نحاول العودة إلى جذور الصراع الذي خلفه الاستعمار عمدا لتعطيل أي مشاريع تنموية أو حتى وحدوية في المنطقة، كما أن هذا صراع يرتكز على أيدولوجيات تتبناها دول المنطقة فيما يتعلق بامتداداتها الجغراتاريخية والجغراثقافية وحتى الجغراسياسية. وفي المبحث الثاني تناولنا الأهمية الاستراتيجية لمنطقة الصحراء وأهم خصائصها الجغرافية والأنثروبولوجيا وأبرز مقوماتها الطبيعية والطاقية. واهتم المبحث الثالث بأهم القرارات الأممية فيما يتعلق بصراع الصحراء الغربية، حيث ظل ملف صحراء خارج منظمة الاتحاد الافريقي، كما أن الدور العربي كان سلبيا جدا، ويعود ذلك بسبب توجه الرباط باحثة عن حل عند الدول الغربية. أما آخر مبحث فقد طرح أهم التحركات الأخيرة التي تقوم بها كل من الجزائر والمغرب دوليا وافريقيا، وخاصة استراتيجية المغرب خلال السنوات الأخيرة في التغلغل داخل القارة الإفريقية وعودتها لاتحاد الافريقي لتخوض الصراع انهاء تواجد البوليساريو داخل المنظمة الدولية الوحيدة المعترفة بها. لكن هذا الصراع بين الجارتين الذي بلغ أشده في الآونة الأخيرة نظرا لتغييرات الإقليمية والدولية، سيحمل انعكاسات مستقبلية على القارة وتحديدا الإقليم الشمالي فيها وعلى مستقبل الصراع حول الصحراء الغربية.

تمهيد
يعتبر ملف الصحراء الغربية من بين أقدم وأطول الملفات وأعقدها في القارة الإفريقية، حيث بدأ هذا النزاع سنة 1975 عندما أعلنت إسبانيا عن استقلال منطقة الصحراء وتقسيميها بين كل من المغرب وموريتانيا، ليندلع صراع بين كل من المغرب وموريتانيا حول المنطقة ضد جبهة البوليساريو المطالبة بجمهورية صحراوية مستقلة من جهة أخرى، وتمكنت الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء وواد الذهب من تحصيل اعتراف بها من منظمة الاتحاد الافريقي سنة 1984، وهو ما دفع المغرب للانسحاب من المنظمة في نفس السنة.
وبعد قطيعة دامت قرابة 40 سنة مع الإتحاد الإفريقي، عادت المملكة المغربية إلى المنظمة الإفريقية سنة 2016، وقد أرجع المراقبون إلى أن السبب الرئيسي وراء عودت المغرب إلى المنظمة هو نفسه سبب انسحابها منها، ألا وهو محاولة طرد الجمهورية الصحراوية من الإتحاد.
بدأت المغرب في هذا المشروع منذ عودتها إلى الاتحاد الافريقي واتبعت من أجل هذا الهدف خطوات عديدة من أبرزها حث دول إفريقية وحتى دول أخرى أوروبية، آسيوية ومن القارة الأمريكية إلى تشيد قنصلياتها في الصحراء الغربية وتحديدا بمدينة الداخلة والعيون كبرى مدن الصحراء، وقد حققت تقدما كبيرا في هذا النطاق، كما أنها أيضا تعمل داخل الإتحاد على جمع تواقيع ثلث الأعضاء لطرد الجمهورية الصحراوية من المنظمة. ومع تسلم المغرب لإدارة مجلس الأمن والسلم داخل الإتحاد الإفريقي العام المقبل تكون قد قطعت شوط كبيرا في مسيراتها نحو إخراج البوليساريو من الإتحاد. كما أن الإرادة المغربية لطرد الصحراء صارت مدعومة من قبل دول غربية كبرى لإنهاء تواجد البوليساريو في الإتحاد الإفريقي وإقفال هذا الملف بصفة عامة وهو من بين أطول الملفات الخلافية في إفريقيا والعالم. في الطرف المقابل تواصل الجزائر في دعمها للبوليساريو ولمشروع الجمهورية الصحراوية المستقلة عن المغرب، وفي مساعيها تقوم الجزائر بحشد دعم إفريقي وعربي وحتى غربي لهذا، كما أنها تحاول قطع الطريق أمام الرباط وخاصة في إفريقيا، مما جعل أروقة الاتحاد الافريقي أكبر مسرح لهذا الصراع بين الجارين.

ولفهم قضية الصحراء الغربية التي يطلق عليها القضية المنسية بسبب طول أمد الصراع فيها لما يقرب من خمس عقود متواصلة وجب الانطلاق من الأسئلة التالية:
 كيف أسهمت الحدود الاستعمارية في خلق الصراع بين الأطراف المتداخلة في قضية الصحراء؟
– أين تكمن الأهمية الاستراتيجية للصحراء التي تجعل منها ملف للصراع لأكثر من خمس عقود وماهي مكونتها الاثنية والثقافية؟
– كيف سيكون مستقبل الصراع في الصحراء الغربية في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية الحالية؟
– ما هي أهم الجهود التي تقوم بها المغرب والجزائر إقليميا ودوليا في هذا الملف، وما هس السيناريوهات المتوقعة؟

1- إشكالية الحدود الاستعمارية للمغرب
1.1- نهاية الاستعمار الفرنسي
في 7 أبريل 1956 استقلت المغرب عن فرنسا،1 وبعد حرب إفني المصير في 1 أبريل 1958 حصلت المغرب على استقلال مناطقها الشمالية، ومن ضمنها مدينة طنجة بعد اتفاقية سينترا مع إسبانيا.2 وفي 28 نوفمبر 1960 أعلنت موريتانيا استقلالها عن فرنسا3 وأصبح المختار ولد داداه رئيس للجمهورية الإسلامية الموريتانية، وهذا ما لم تقبله المغرب بقيادة محمد الخامس ومجموعة من القبائل الموريتانية التي كانت تطالب بالاندماج مع المغرب.4 وجاء أول اعتراف دولي بجمهورية موريتانيا من تونس، ولم تكتفي تونس بهذا فقط؛ بل تحركت بكل ثقلها الديبلوماسي لدعم موريتانيا مما تسبب في قطع العلاقات بين تونس والمغرب، ونجح في الأخير الحبيب بورقيبة في الحصول على اعتراف دولي لنواكشوط سنة 1961 وأصبحت عضواً في الأمم المتحدة، ولم تعترف المملكة المغربية بموريتانيا إلا في سنة 1969 تحت حكم الحسن الثاني.5
لم تكن إشكالية المملكة المغربية الحدودية مع موريتانيا فحسب؛ بل مع جارتها الجزائر أيضا، فالإشكالية بين الجارتين بدأت سنة 1963 في حرب الرمال، فبعيد استقلال الجزائر عن فرنسا، طالبت المملكة المغاربية مباشرة بالسيادة على آراضي كانت تطالب بتبعيتها لها عندما هيمن عليها الاستعمار الفرنسي في سنة 1950 بسبب اكتشاف مناجم الحديد والمنغنيز في كل من تندوف وبشار أو كولمب بشار 6 كما كانت تسمى خلال الفترة الاستعمارية، وهي مدن تقع غرب الجزائر قرب الحدود الحالية مع المغرب.
ولفهم الأيدولوجية المغربية في رؤيتها لحدودها التاريخية والطبيعة، وجب التطرق إلى الرؤية التي وضعها علال الفاسي، مؤسس حزب الاستقلال وأحد أهم المناضلين ضد الاستعمار الفرنسي ومن رموز الحركة الوطنية في المغرب. حيث يعتقد الفاسي أن المجال الجغرافي للملكة المغربية يشمل كل من سبته ومليله المحتلتان من قبل إسبانيا، وموريتانيا، ومنطقة أزاواد شمال مالي وغربها حتى العاصمة تومبكتو، وكامل المنطقة الغربية للجزائر، والصحراء الغربية وجزر الكناري وجزر ماديارا في محيط الأطلسي والخاضعة لاحتلال الأسباني، فيما أطلق عليه مشروع المغرب الكبير. 7

الشكل 1: خريطة المغرب الكبير

المصدر: المركز الإفريقي للأبحاث ودراسة السياسات (أفروبوليسي)

لم تكن المغرب وحدها تمتلك رؤية لمشروع المغرب الكبير؛ بل كان لموريتانيا أيضا مشروع موريتانيا الكبرى، الذي برز مع استقلال موريتانيا وبداية مطالبتها للإسبان سنة 1960 بمنطقة الصحراء الغربية، وتمثلت رؤية مختار ولد داداه لموريتانيا الكبرى في وحدة الأراضي التي تسكنها القبائل الناطقة باللغة العربية الممتدة بين نهر السنغال جنوبا وواد درعة شمالا؛ حيث تشمل أراضي كل من الصحراء الغربية، ومالي وصولا إلى أجزاء من منطقة تيلابيري غرب النيجر. 8

الشكل 2: خريطة موريتانيا الكبرى حسب رؤية مختار ولد داداه

المصدر: المركز الإفريقي للأبحاث ودراسة السياسات (أفروبوليسي)

2.1- نهاية الاستعمار الاسباني

الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء وواد الذهب
تأسست الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء وواد الذهب المعروفة اختصارا البوليساريو سنة 1973 كتنظيم مسلح يكافح من أجل استقلال الصحراء الغربية من تحت الاستعمار الاسباني. وبمجرد إعلان إسبانيا عن استقلال المنطقة، أعلنت الجبهة الشعبية سنة 1976 عن قيام الجمهورية العربية الصحراوية وكان مركز قيادة الجبهة من مخيمات تندوف بالجزائر.9 تأسست المنظمة على يد مصطفى السيد والي من مواليد بئر الحلو شمال الصحراء الغربية، وعرف بنضاله ضد المستعمر الأسباني في بداياته وهو أول أمين عام للبوليساريو وأول رئيس للجمهورية الصحراوية ومن ثم تحول إلى المطالبة بالاستقلال من المغرب، وكانت تجمعه علاقة قوية مع الرئيس الجزائري هواري بومدين. وفي سنة 1976 قُتِل بولاية إينشري غرب موريتانيا في اشتباكات مع الجيش الموريتاني. 10 وبعد وفاة مصطفى السيد تولى الأمانة العامة للجبهة ورئاسة الجمهورية العربية الصحراوية محمد عبد العزيز إلى حين وفاته سنة 2016، وبعدها تولى منصب الرئاسة إبراهيم غالي.11 وتنتهج البوليساريو أيدولوجيا القومية الصحراوية والديمقراطية الاجتماعية والاشتراكية الديمقراطية وتؤكد على أنها مساندة لكل قضايا التحرر في العالم.
أعلنت الجبهة الشعبية عن قيام الجمهورية العربية الصحراوية في 27 فيفري 1976 واعتبرتها أنها دولة مستقلة ذات سيادة في بيان لها12، وبعدها بسنوات في 1984 تمكنت من الحصول على اعتراف من الاتحاد الافريقي لتصبح عضو فيه وهو الاعتراف الوحيد الذي حظيت به جبهة البوليساريو من قبل منظمة إقليمية، على غرار بعض دول في أمريكا اللاتينية وآسيا.13

الصراع مع المغرب وموريتانيا
والصحراء في شهر نوفمبر سنة 1975، بعد دعوة ملك المغرب الحسن الثاني الشعب المغربي للقيام بالمسيرة الخضراء نحو الصحراء الغربية لإنهاء الاحتلال الاسباني،14 توجه الآلاف من المغاربة حاملين أعلام المملكة المغربية نحو، الأمر الذي دفع إسبانيا في نفس الشهر إلى إعلان خروجها من الصحراء الغربية، وأعلنت عن اتفاقية مدريد التي تقسم الصحراء بين كل من موريتانيا والمغرب.15ولكن هنالك طرف ثالث في هذه المسألة، ألا وهو الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء وواد الذهب المعروف اختصارا بـ “البوليساريو” (Polisario).
وفي سنة 1979 انسحبت موريتانيا من صراع الصحراء، فقد كانت انعكاسات ثلاث سنوات من الحرب ضد البوليساريو انقلابا عسكريا أنهى فترة حكم مؤسس الجمهورية الإسلامية الموريتانية مختار ولد داداه سنة 1978، بسب سخط القيادات العسكرية داخل الجيش الموريتاني الذي أنهكته حرب العصابات مع البوليساريو. فالجيش الموريتاني لم يكن يواكب حينها الإمكانات العسكرية التي كانت تمتلكها المملكة المغربية لتمكنه من الصمود طويلا في الحرب، ومع نهاية حكم مختار ولد داداه انتهت أيدولوجيا ” موريتانيا الكبرى” وتخلت موريتانيا عن مطالبتها بالصحراء الغربية في سنة 1979، وتتنازلت عن جنوب الصحراء للبوليساريو وتعترف بالجمهورية العربية الصحراوية. 16

وهذا الانسحاب، دفع المغرب للسيطرة على المناطق التي كانت تحت الهيمنة الموريتانية وتبقى لوحدها في صراع مع الجبهة الشعبية لتحرير واد الذهب والساقية الحمراء. وتسبب هذا الصراع في تهجير آلاف الصحراوين نحو مخيمات تندوف بالجزائر. وتشير إحصائيات الوكالات التابعة للأمم المتحدة إلى أن عدد اللاجئين الصحراوين يتراوح بين 90 – 125 ألف لاجئ، ويعيشون في ظل ظروف صعبة جدا. 17

وفي بداية الثمانينات، بدأت المغرب في بناء جدار رملي عازل يفصل بين مناطق سيطرتها والمناطق الخاضعة لسيطرة البوليساريو. وكانت البوليساريو تحظى بدعم عسكري من قبل كل من ليبيا التي تخلت عن هذا الدعم في سنة 1984، والجزائر التي تواصل دعمها للبوليساريو إلى الوقت الحالي سياسيا وعسكريا.18

الشكل 3: خريطة الصراع بين المغرب والجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء وواد الذهب

المصدر: المركز الإفريقي للأبحاث ودراسة السياسات (أفروبوليسي)

وفي سنة 1991 توصلت أطراف النزاع إلى اتفاق وقف إطلاق النار بواسطة الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي، وتحول الصراع إلى أروقة المنظمات الدولية للبحث عن شرعية ملكية الإقليم. إلا أن السنوات الأخيرة شهدت عودة المواجهات المسلحة بين الطرفين منذ سنة 2018 بعد قيام البوليساريو بعمليات عسكرية خلف الجدار الرملي المشيّد من قبل المغرب. 19

لكن يبقى السؤال الأهم، ما الذي يدفع الجزائر لتبني البوليساريو والقضية الصحراوية؟
يعلن الخطاب الرسمي للجزائر على أن أسباب دعمها للبوليساريو نابعة عن رغبتها في تصفية الإرث الاستعماري في المنطقة. لكن الدعم الكبير وغير المشروط من قبل الجزائر للبوليساريو يبدو أنه نابع عن فكرتين أساسيتين، أولاهما: أنّ الجزائر لا تمتلك مشروع الجزائر الكبرى كالمغرب والموريتانيا، فالجزائر أكبر دولة من ناحية المساحة على مستوى القارة الإفريقية؛ ولكنها في حرب زعامة مع المغرب حول النفوذ الإقليمي وخروج الصحراء من السيادة المغربية سيقدم للجزائر منفذ بحري على المحيط الأطلسي. ثانيهما: أن الصراع في الصحراء الغربية يصرف أنظار المغرب عن المطالبة بالجزء الغربي للجزائر الذي اندلعت بسببه حرب الرمال سنة 1963، فتندوف التي تتمركز بها حاليا مخيمات الصحراويين والقيادة السياسية والعسكرية للبوليساريو نقطة أمنية مهمة جدا بالنسبة للجزائر في صراع مع المغرب، وذلك للأسباب التالية:
1- أولاً، تندوف كانت مركز المواجهات الكبرى بين المغرب والجزائر في حرب الرمال.
2- منطقة تندوف كانت ضمن المطالب المغربية في حرب الرمال، حيث تعتبرها المملكة جزء لا يتجزأ من أراضيها.
3- تندوف تطل على إقليم الصحراء مباشرة وهي النقطة الحدودية الوحيدة للجزائر مع إقليم الصحراء بشريط حدودي لا يتجاوز طوله 39 كم، وهو ما يجعلها نقطة أمنية واستراتيجية في غاية الأهمية للجزائر.
4- الجزائر تسعى إلى الحصول على منفذ بحري على الأطلسي لتعزيز مكانتها الإقليمية والدولية.

2- الأهمية الاستراتيجية للصحراء الغربية
1.2- الجغرافيا والخارطة الأنثروبولوجية للصحراء
تتربع الصحراء الغربية على مساحة تقدر بـ 266,000 كم² تحدها من الشمال المملكة المغربية، ومن الجنوب الجمهورية الاسلامية الموريتانية، ومن الشرق الجزائر، ومن الغرب المحيط الأطلسي؛ حيث يبلغ طول ساحل الصحراء المطل على المحيط الأطلسي 1400 كم، قبالة جزر الكناري الخاضعة للسيادة الأسبانية. 20 وتنقسم الصحراء الغربية إلى إقليمين:
الإقليم الأول: الساقية الحمراء، وهي وادٍ مهمٌّ يمتد من أقصى الطرف الشمالي من حدود الإقليم، وينحدر إلى ساحل المحيط الأطلسي، ويشمل المنطقة الممتدة من رأس جوبي وحتى رأس بوجادور، وتبلغ مساحته حوالي 82 ألف كم2. 21
الإقليم الثاني: وادي الذهب، ويشمل المنطقة الممتدة من جنوب الساقية الحمراء من رأس بوجادور وحتى رأس بلانكو، وتبلغ مساحته حوالي 184 ألف كم2. 22
وتصنّف منطقة الصحراء الكبرى ضمن أقل مناطق العالم كثافة سكانية؛ حيث تتضارب الاحصائيات في تحديد تعداد سكان الصحراء الغربية بين أرقام الأمم المتحدة التي تقدر عدد السكان بقرابة 75 ألف نسمة، في حين تقدرهم البوليساريو بأكثر من 375 ألف نسمة،23 وتكمن صعوبة تحديد عدد السكان الصحراويين في عدة أسباب، أبرزها شتات السكان. حيث يتوزع الصحراويون كلاجئين بين المغرب والجزائر وموريتانيا، ويتواجد البقية في دول إفريقية أخرى. كما أن نمط عيش القبائل الصحراوية القائم على الانتجاع والترحال وعدم الاستقرار يصعب من عملية تعدادهم.
ويتكون الصحراويون أساسا من العرب والبربر ويدينون بالإسلام السني على المذهب المالكي وتنتشر بينهم اللغة العربية بلهجة حسانية، وهي من اللهجات المتداولة في بعض المناطق الجنوبية في شمال إفريقيا وشمالي دول جنوب الصحراء (جنوب المغرب، شمال موريتانيا، شمال مالي (أزواد)، جنوب شرق الجزائر) مع أقلية تتحدث باللغة البربرية. كما تأثر الصحراويون بالاستعمار الأسباني ثقافيا، ويتجلى هذا في اختصار اسم الجبهة الشعبية إلى كلمة البوليساريو باللغة الاسبانية. 24 الجدول 1 يوضح القبائل الكبرى التي ينحدر منها شعب الصحراء الغربية.

جدول 1: المكون القبلي لشعب الصحراء الغربية


المصدر: إعداد الباحث

وينعكس التنوع القبلي في الصحراء الغربية على التقسيم المجتمعي؛25 حيث ينقسم المجتمع إلى ثلاث طبقات كبرى يبينها الجدول 2.

جدول  2: طبقات مجتمع الصحراء الغربية

2.2- الموارد الطبيعية وموارد الطاقة
تتمتع منطقة الصحراء الغربية بمخزون وافر من النفط والغاز الطبيعي، والفوسفاط، والفحم الحجري، والحديد، والنحاس، والمنغنيز، والأورانيوم.  كما أنّ الصحراء الغربية تتمتع أيضا بثرواتٍ طبيعية أخرى من الطاقة المتجددة تتمثل في الشمس والرياح، كما أن الشريط الساحلي للصحراء الغربية يتمتع بثروة سمكية ضخمة جدا، على غرار السبخات ([1]) الغنية بالملح.
ففي سنة 1947 تم اكتشاف أكبر منجم منفرد للفوسفات في منطقة بوكراع، الواقعة في منطقة الساقية الحمراء بشمال الصحراء الغربية في إقليم العيون.26 وبحسب المصادر المغربية، إن احتياطي بوكراع من الفوسفات يقدر بحوالي ملياري طن فقط، إلا أن مصادر أخرى تشير إلى أن احتياطي هذه المنطقة يصل إلى 10 مليارات طن ويشكل 28.5% من الاحتياطي العالمي من الفوسفات. 27
كما أن المسح الجيولوجي للمنطقة، أثبت وجود ثروات باطنية من النفط والغاز الطبيعي كبيرة جدا بإقليم الصحراء الغربية، وهو ما دفع العديد من الشركات للانطلاق في عمليات التنقيب عن الغاز والنفط بالإقليم، عبر اتفاقيات وقعتها كل من المغرب والبوليساريو مع شركات أمريكية وفرنسية لتقوم بعمليات التنقيب في الصحراء الغربية، وبعد ضغوطات كبيرة من المجتمع الدولي وتحديدا في سنة 2004 انسحبت هذه الشركات من الإقليم، وتوقفت عن عمليات التنقيب. 28
إلى جانب هذا، تحتوي الصحراء الغربية على مخزون كبير من الملح؛ حيث يبلغ إنتاجها للملح ملايين الاطنان سنويا.29 وعلى غرار الثروة السمكية، فإن الصحراء الغربية تمتلك أحد أهم الأحواض السمكية الغنية في إفريقيا والعالم أجمع. حيث يضم أكثر من 200 نوع من الأسماك، ويوفر قرابة مليون طن من الأسماك سنويا،30وبها أحد أكبر الموانئ الإفريقية على المحيط الأطلسي بمدينة الداخلة.31
وتعتبر الصحراء الغربية وجهة سياحية مهمة لما تحتويه من خصائص طبيعية وتاريخية؛ حيث تتمتع المنطقة بشواطئ مطلة على المحيط الأطلسي قبالة جزر الكناري، ويتميز الطقس طيلة السنة بالحرارة مما يساعد على ممارسة الأنشطة البحرية الترفيهية، وتتداخل هذه الشواطئ مع الكثبان الرملية للصحراء، مع عديد الواحات الجميلة، كما أنها تحتوي على عديد النقوش الصخرية والمستحجرات، وتقام بها العديد من تظاهرات الفلكلورية من سباقات للجمال ومهرجانات احتفالية شعبية وزوايا دينية أثرية يعود معظمها لفترة العصور الوسطى يجعل منها وجهة سياحية هامة جدا. 32

3- الملف الصحراوي في أروقة الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي
كانت أولى المحاولات الجادة لإيجاد حل في قضية الصحراء الغربية نابع من إرادة إفريقية، حيث سعت منظمة الوحدة الإفريقية منذ سنة 1983 في مؤتمرها 19 بأديس أبابا لتوصل إلى حل تصالحي بين أطراف النزاع في القضية الصحراوية، لكن انسحاب المغرب من المنظمة احتجاج على اعترافها بجبهة البوليساريو، حول ملف القضية إلى أروقة الأمم المتحدة.

1.3- الدور الأممي في ملف الصحراء
كانت أولى المحاولات الأممية لإيجاد حل في الصراع الصحراوي سنة 1988، وتمثلت في مقترح الاستفتاء لتقرير مصير الصحراء إما الاندماج مع المغرب أو الانفصال، ولقي المقترح الأممي ترحاب من قبل كل من الرباط والبوليساريو، وبعد ثلاث سنوات وتحديدا سنة 1991 نجحت الأمم المتحدة في وصول إلى اتفاق بين طرفي النزاع لوقف إطلاق نار بعد 16 سنة م ن القتال بين الطرفين.
وفي نفس السنة تم إرساء أول بعثة أممية للصحراء الغربية تحت مسمى مينورسو وتمت العودة لمناقشة أولى المقترحات الأممية على يد الأمين العام لأمم المتحدة خافيير بيريز دي كوييار متمثلة في تنظيم استفتاء بين خيار الانفصال أو الاندماج مع المغرب، وبالرغم من موافقات أطراف النزاع في البداية على المقترح الاممي إلا أن الخلاف سرعان من نشب بينهما بسبب التدابير والإجراءات المتعلقة بالاستفتاء33.

جدول 3: أهم المقترحات الأممية لحل قضية الصحراء

وفي سنة 2004 قدم جيمس بيكر استقالته من رئاسة البعثة الأممية المينورسو لصحراء الغربية التي دام على رأسها طيلة قرابة ثماني سنوات، بعد فشل مقترحاته الثالثة قائلا جملته شهيرة: ” إنني لا أظن أن هنالك حلا لهذه الأزمة.”34
وبالرغم من فشل المقترحات الأممية حافظت أطراف الصراع في الصحراء على اتفاقية وقف إطلاق النار، طيلة 20 سنة، لتعود المواجهات العسكرية بين الرباط والبوليساريو في سنة 2018 بعد قيام الجبهة الشعبية بعمليات عسكرية خلف الجدار الرملي، ولكن بلغت الصدامات العسكرية أوجها سنة 2021 على خلفية أحداث منطقة الكركرات بجنوب الصحراء الغربية.
وبقي الأخذ والرد بين الطرفين حول مسألة الحكم الذاتي تحت سيادة مغربية وهي أطروحة المغرب، وبين استفتاء تقرير مصير وهي أطروحة الأمم المتحدة التي يدافع عنها البوليساريو أو الحصول على الاستقلال التام.

2.3- الدور الإفريقي في ملف الصحراء
كما ذكرنا في بداية هذا العنصر بأن أولى المساعي الجدية لإيجاد حل فيما يتعلق بالقضية الصحراوية كان نابع من إرادة إفريقية، إلا أن اعتراف المنظمة الإفريقية بالجمهورية العربية الصحراوية وانسحاب المغرب من المنظمة سنة 1984 عقد المسألة وأخرجها من الاتحاد، إلا أن المملكة المغربية في سنة 2016 ومع قررها بالعودة إلى الاتحاد الافريقي وضعت مرة أخرى الملف في عهدة الاتحاد.
فبعد 8 سنوات من الصراع بين المغرب والبوليساريو، جاءت الأولى المحاولات الإفريقية لتوصل إلى صلح بين طرفي النزاع سنة 1983 على إثر انعقاد مؤتمر منظمة الوحدة الإفريقية التاسع عشر بأديس أبابا، ولكن بعدها بسنة واحدة وفي 1984 ومع اعتراف المنظمة الافريقية بالجمهورية العربية الصحراوية، قامت المملكة المغربية بالانسحاب من المنظمة احتجاجا على إعطاء البوليساريو مقعد داخل المنظمة الإفريقية.35
وفي سنة 1991 كان الاتحاد الافريقي ضامن مع الأمم المتحدة في تنفيذ القرار الأممي المقتضي بوقف إطلاق النار بين أطراف النزاع في الصحراء الغربية خلال القمة الرابعة العشرة الاستثنائية لرؤساء الدول والحكومات في تحمل مسؤولياته باعتباره أحد الأطراف الضامنة لوقف إطلاق النار. 36
ولكن انسحاب الرباط من المنظمة أضعف دورها كثيرا فيما يتعلق بالقضية الصحراوية، وهو ما جعل الملف على طاولة الأمم المتحدة، ومع ذلك تمكنت جبهة البوليساريو بسبب غياب المغرب عن الاتحاد الافريقية من تحقيق مكاسب كبيرة داخل المنظمة بحكم عضويتها داخلها، حيث تغيرت الرؤية الإفريقية للملف طيلة غياب الرباط عن القارة، وتوجهها نحو الغرب للبحث عن حل عند الدول الغربية، مما فتح المجال أمام الجزائر والبوليساريو لنجاح في ترويج للقضية الصحراوية من وجهة نظرهم وهو مما دفع الاتحاد الافريقي إلى تبني المرئية الجزائرية البوليساروية ٍالمطالبة بتقرير المصير للشعب الصحراوي.
ولم تكتف المنظمة الافريقية بهذا فقط، بل اتجهت نحو التدخل المباشر في النزاع، حيث قامت بتعيين مبعوث إفريقي لها في الصحراء في سنة 2014، 37 كما أنها قامت بمنع المغرب من تنظيم محافل دولية لأنشطة صحراوية بحجة ان المنطقة متنازع عليها، وتحديدا عندما تم رفض تنظيم أشغال المنظمة السويسرية كرانس سنة 2015 بمدينة الداخلة.38 بالإضافة إلى المراسلات المكثفة من المنظمة الافريقية إلى مجلس الأمن الدولي المطالبة بالإسراع في تحديد موعد ثابت للاستفتاء. وقامت أيضا بقطع الطريق أمام المغرب في استغلال الموارد الطاقية للصحراء، حيث دعى البرلمان الإفريقي الدول الأعضاء إلى إغلاق المكاتب ووقف التعامل مع الرباط بخصوص الموارد الطاقية الواردة من إقليم الصحراء.  39
كما أن جل المواقف التي كان يصدرها الاتحاد الافريقي وأفرعه (المحكمة الافريقية، مجلس السلم والأمن) كانت كلها تصب في صالح البوليساريو وتقف ضد آمال الرباط، كل هذا يتجلى صراحة في إعلان الاتحاد الافريقي على أن إقليم الصحراء الغربية أخر المستعمرات بالقارة الإفريقية. 40
وبما أن صوت الاتحاد الافريقي له صدى إقليمي ودولي ساهمت مواقفه في التأثير على المنظمات الدولية ومن بينها الأمم المتحدة، هنا أيقنت المملكة المغربية مدى أهمية العودة إلى الاتحاد الافريقي وخوض الصراع من داخله وسد الثغرة التي خلفتها سنوات غيابها عن القارة ولتقوم بقطع الطريق أمام الجزائر والبوليساريو في القارة الإفريقية. وهو ما دفعها للعودة سنة 2016 للمنظمة الإفريقية.

4- مستقبل الصراع في الصحراء الغربية على ضوء المتغيرات الأخيرة
خلال الآونة الأخيرة ومع عودة المغرب للاتحاد الافريقي، فضلا عن المتغيرات الدولية والإقليمية، وظهور فاعلين دوليين جدد في القارة كروسيا، دخلت كل من الجزائر والمغرب في معركة كسر العظام بخصوص القضية الصحراوية داخل القارة الإفريقية، فالجزائر الساعية إلى زعامة القارة نزلت بكل ثقلها في هذا الملف موظفة كل امكانيتها وقدراتها المالية والطاقية والديبلوماسية لحشد دعم للبوليساريو، ومن الجهة المقابلة توظف المغرب كل امكانيتها الاقتصادية والديبلوماسية وتقاربها مع واشنطن لخدمة طرحها في ضم إقليم الصحراء الغربية تحت سيادتها.

1.4- التحركات الجزائرية إفريقيا
تمتلك الجزائر ثقل كبير جدا داخل الاتحاد الافريقي وتعتبر من أكبر القوى الإقليمية الحالية المتواجدة في القارة، وهي من المكونين الرئيسين لما يعرف داخل الاتحاد الافريقي بتكتل الأربع الكبار (الجزائر، جنوب إفريقيا، أثيوبيا، نيجيريا).
ويُشَبّه الدور الذي تلعبه كل من الجزائر وجنوب إفريقيا داخل الاتحاد الافريقي بالدور الألماني الفرنسي في الاتحاد الأوربي، ([2]وتشترك كل من الجزائر وجنوب إفريقيا ضمن المنظمة الإفريقية في عديد الملفات من أبرزها التصدي لتغلغل الإسرائيلي داخل القارة حيث قادت كل من الجزائر وجنوب إفريقيا حملة لطرد تل أبيب التي حصلت على صفة مراقب داخل الاتحاد الافريقي، كما أن جنوب افريقيا من بين الدول التي تعترف بجبهة البوليساريو.
أما الحليف الثاني للجزائر في شرق القارة الإفريقية أثيوبيا، سعت الجزائر لإقامة علاقات مع أديس أبابا بعد أن أعلنت الرباط بوضع شركات كبيرة مع أثيوبيا وخاصة مشروع مصنع الأسمدة الذي تم رصد استثمارات تقدر ب 2.4 مليار دولار،41 مما دفع بالرئيس الجزائري لاستدعاء رئيس وزراء أثيوبيا لزيارة الجزائر وأعلنت الجزائر عن مساعيها لتوسط في قضية سد النهضة بين كل من مصر وأثيوبيا، وتوجه عديد الأطراف تهم للجانب الجزائري بانحيازه لصالح أديس أبابا، وهو وبسبب اعتراف أديس أبابا بالجمهورية العربية الصحراوية. 42
وفي غرب إفريقيا تعتبر نيجيريا الحليف الاستراتيجي الأكبر للجزائر، فبعيد استقلالها مباشرة قامت الجزائر وكل من تونس ومالي ونيجريا، وتشاد والنيجير، بتشكيل لجنة ربط الطريق العابر للصحراء الذي عرف حينها بطريق الوحدة الإفريقية، الذي سيمتد على مسافة 9900 كم وينطلق من العاصمة الجزائرية وصولا إلى لاغوس بنيجيريا.  وهو ما سيتيح لدول الساحل الإفريقي إمكانية الولوج إلى موانئ البوابات الشمالية للقارة الإفريقية (تونس، الجزائر). ولعدة أسباب تعطل هذا المشروع طيلة ستة عقود، ولكن مؤخرا وبسبب العائدات النفطية الكبيرة للجزائر قامت بإنجاز حصتها من المشروع عبر النيجير وصولا إلى أكبر مدن غرب إفريقيا لاغوس العاصمة التاريخية لنيجيريا بطريق بلغ طوله 4500 كم بتكلفة 2.6 مليار دولار. 43
كما أن نيجيريا تشترك مع الجزائر في ملف محاربة التنظيمات الجهادية المتواجدة في الساحل والصحراء، كما أن الأمن القومي لكليهما مرتبط كثيرا بما يقع في مالي والنيجير، حيث تشترك الجزائر في حدودها الجنوبية مع مالي والنيجير في حين نيجيريا تشترك حدودها الشمالية مع دولة النيجر، وهي من أكثر المناطق في العالم فيها نشاط للجماعات المسلحة والتنظيمات الجهادية وسوق سوداء كبرى لمجموعات الجريمة المنظمة.
وهذا النشاط في منطقة الساحل وصحراء وتحديدا جماعة بوكو حرام في شمال نيجريا وامتدادها إلى النيجر، عطل مشروع مد خط أنبوب الغاز الطبيعي (الجزائر- أبوجا) طيلة 16 سنة الأخيرة، هذا الخط الذي سيمر عبر النيجير والجزائر نحو أوروبا. 44

2.4- التحركات الجزائرية دوليا
المحور الأوروبي
تسعى الجزائر في الآونة الأخيرة إلى حشد دعم أكبر إقليمي ودولي فيما يتعلق بقضية الصحراء الغربية مستعملة ورقة الغاز الطبيعي مع دول الأوروبية (فرنسا، إسبانيا)، والديبلوماسية الناعمة حيث قامت بقطع علاقاتها مع مدريد وإيقاف تزويدها بالغاز على إثر إعلانها عن مغربية الصحراء،45 ولكنها سرعان مع عادة إلى مفوضات سرية مع الجانب الاسباني لاستئناف العلاقات وعودة ضخ الغاز الطبيعي نحوها، حتى ان هذه الازمة تسببت في صراع سياسي داخل اسبانيا بين الحكومة والمعارضة. وللجزائر اتفاقيات عديد فيما يتعلق بالغاز مع دول اوربية كإيطاليا ومؤخرا علاقات حميمة مع باريس.
ويبدو أن الموقف الجزائري داخل أروقة مجلس الأمن قوي جدا، حيث تتواجد كل من روسيا وفرنسا والصين حلفاء الجزائر التقليدين ضمن الخمس الكبار، كما أن موسكو تمتلك نفوذا مهم وتأثير كبير على الاتحاد الافريقي. ولكن تبقى هيمنة الكبرى على الأمم المتحدة وأذرعها لواشنطن لعديد الاعتبارات.
ففي السابق لطالما مثلت فرنسا المدافع عن التوجه المغربي في أروقة المجلس الأمن فيما يتعلق بالبوليساريو، من جاك شيراك إلى ساركوزي، هولاند، ولكن مع مجيء ماكرون والتوترات الأخيرة التي تشهدها العلاقات المغربية الفرنسية، ومع دخول موسكو كفاعل أساسي في القارة الإفريقية. ففي سنة 2016 توجه المغرب نحو موسكو لإيجاد دعم داخل مجلس الأمن وردا على تصريحات الأمين العام لأمم المتحدة بان كي مون، عبر زيارة الملك المغربي لروسيا حيث أبدت موسكو في البداية فيما يتعلق بالقضية الصحراوية تقاربا كبيرا مع المغرب،46 حينما قامت بنقد البوليساريو في مجلس الأمن. وتجلى حينها ان روسيا تدعم التوجه المغربي، ولكن في نفس الوقت حافظت موسكو على علاقتها مع حليفيها التقليدي والاستراتيجي بشمال إفريقيا الجزائر.

المحور الروسي والعربي
مثل اعتراف ترامب بمغربية الصحراء صدمة كبرى لموسكو التي كانت تشهد علاقات جيدة جدا حينها مع المغرب، فقامت بانتقاد الموقف الأمريكي معتبرة إياه خرق صارخ للقانون الدولي،47 واتجهت نحو الدفاع عن التصورات الجزائرية، فمؤخرا تعيش العلاقات بين موسكو والجزائر رخاء كبير، خاصة بعد صفقة الأسلحة المبرمة بين البلدين.
وعلى ضوء الصفقة الأخيرة المتمثلة في بيع أسلحة الروسية للجزائر، يبرز الموقف الروسي المضمن نحو الملف الصحراوي في دعم التوجه الجزائري، لأن أغلب الأسلحة التي تستخدمها البوليساريو أسلحة روسية مصدرها الجزائر. وتميل دائم العقيدة الروسية لدعم الطرف الأقوى عسكريا في النزاعات الإقليمية وهو ما يجعلها تقف مع الجزائر ولو بطريقة غير مباشرة.
وتحاول الجزائر حشد دعم عربي للبوليساريو، وهو ما جعلها تقوم بمساعي حثيثة لإعادة مقعد سوريا المعترفة بالبوليساريو إلى الجامعة العربية، ولكن سوريا عبرت عن عدم رغبتها في الوقت الحالي للعودة للمنظمة العربية، كما أنها تحاول دفع دول عربية قطعت علاقتها مع سوريا لإعادتها. 48

2.4- التحركات المغربية إفريقيا
قبيل عودتها إلى المنظمة الإفريقية، سعت المغرب لإنشاء علاقات وروابط اقتصادية وسياسية مع دول إفريقية وتحديدا مع الدول التي تعترف بالبوليساريو، فالمملكة المغربية أكبر مستثمر في منطقة غرب إفريقيا وثاني مستثمر في القارة الإفريقية بعد جنوب إفريقيا.
وتمت هذه المكانة الاستثمارية المغربية في القارة بناء على استراتيجية الديبلوماسية الاقتصادية التي اتبعتها المغرب للتقرب من عديد الدول الإفريقية وخاصة التي تعترف بجبهة البوليساريو وممهدة لعودتها للمنظمة الإفريقية.  وتتواجد حاليا بإفريقيا أكثر من 1000 مقاولة مغربية، استثمرت ما بين 2008 و2015، ما مجموعه 2.2 مليار دولار أمريكي، خاصة في إفريقيا جنوب الصحراء.49

وجاءت سنة 2016 لتعلن المغرب عن رغبتها استعادة مقعدها في الإتحاد الافريقي وهو ما تم لها، وانطلقت هنا في استراتيجيتها لطرد الجمهورية الصحراوية من المنظمة الإفريقية، فقد تمكنت المملكة المغربية خلال السنوات الأخيرة بجمع ما يناهز 23 توقيع دولة إفريقية باحتساب صوت المملكة، من أجل إخراج البوليساريو الذي لا يمكن له أن يتم إلا بجمع توقيع ثلثي الدول الأعضاء أي ما يناهز 35 دولة عضو في المنظمة من أصل 55 دولة. 50
كما أن المغرب تمكنت عبر تحركاتها الديبلوماسية التي انطلقت سنة 2019 من دفع 27 دولة إلى منطقة الصحراء الغربية لبعث قنصليات عامة لها في مدينتي الداخلة والعيون. ومن بين 27 دولة من أنحاء العالم افتحت 21 دولة عضو في الاتحاد الافريقي قنصلياتها في الإقليم وكان آخرها جمهورية الرأس الأخضر في أغسطس 2022. 51
وتعول المغرب في هذا الإطار على حلفائها الأفارقة من القارة، وخاصة تنزانيا صاحبت الثقل الكبير في منطقة الشرق الإفريقي التي تشهد في الآونة الأخيرة تقارب كبير مع المملكة المغربية وهو ما يشكل تحالف بين البلدين في داخل الاتحاد الافريقي. 52
وتعتبر توغو الحليف الاستراتيجي الأكبر في منطقة غربي إفريقيا، بالرغم من صغر مساحتها إلا أنها صاحبة ثقل كبير جدا في غربي القارة وفي الاتحاد الافريقي، حيث تعتبر توغو رابع أكبر منتج للفوسفات في العالم45، كما أنها تشترك مع المملكة المغربية في عديد الملفات داخل القارة من أبرزها التواجد الإسرائيلي في إفريقيا، فالتوغو تعتبر بوابة تل أبيب في القارة الإفريقية، وتشترك الرباط مع لومي في عضوية دول إفريقيا الأطلسية، وهي منظمة أساستها المغرب سنة 2022 واحتضنت الرباط أولى اجتماعاتها وتضم 24 دول إفريقية مطلة على المحيط الأطلسي.53
ومن بين اهداف هذه المنظمة إنشاء تدخل عسكري مشترك ضد الإرهاب والقرصنة أو أية عملية عسكرية تتعرض لها القارة الإفريقية، وتهدف أيضا إلى تأمين أنبوب الغاز المغربي النيجيري54 الذي تنوي منه الرباط قطع الطريق أمام جارتها الجزائر فيما يعرف بمشروع أنبوب غاز الجزائر-أبوجا، وتأكيد شرعيتها الملكية للصحراء التي سيمر منها هذا المشروع في اتجاه أوروبا.

3.4- التحركات المغربية دوليا
المحور الأمريكي والعربي
توجهت المغرب في سنة 2020 إلى تطبيع العلاقات مع تل أبيب لكي تكسب اعتراف غربي وخاصة اعتراف واشنطن بالصحراء، وهذا ما تم لها حيث أعلن ترامب عن اعترافه بمغربية الصحراء وهذا ما أكدته إدارة بايدن أيضا على مواصلة الولايات المتحدة دعمها للمغرب في هذا الإطار وعن عزم الإدارة الأمريكية بعث قنصلية عامة لها بمدينة الداخلة بالصحراء الغربية. 55
وهذا التطبيع جلب للرباط اعتراف مباشر من البيت الأبيض وأيضا اعتراف دول عربية أخرى التي قامت بتشييد قنصليات لها في الصحراء الغربية وهي دول ما يعرف بمحور التطبيع العربي (الإمارات، البحرين، الأردن).56 وتحاول المغرب الحصول على اعتراف من القاهرة لتدعيم موقفها في القضية إفريقيا وعربيا عبر دعم القاهرة فيما يتعلق بقضية سد النهضة الأثيوبي، إلا أن التصريحات الرسمية المصرية تتمسك بمبدأ الحياد فيما يتعلق بقضية الصحراء بالرغم من محاولة القاهرة إيصال رسائل مشفرة للجزائر،57 وبالرغم من تقارب الكبير المصري المغربي إلا أن القاهرة لم تعترف بعد بمغربية الصحراء وربما يعود ذلك لعدم وضوح موقف المغرب مما يحدث في ليبيا حيث تلعب مصر دور أساسي في الصراع فيها.
وبالرغم من تطبيع المملكة لعلاقاتها مع تل أبيب إلا أن الأخيرة لم تعلن عن اعتراف رسمي بمغربية الصحراء ولا تعترف بسيادة حليفتها المغرب على المنطقة وحتى أنها لم تعلن عن نواياها في بعث قنصلية لها بالصحراء كما فعل بقية حلفاء البلدين، وهو ما دفع بالملك المغربي خلال خطابه الأخير بمناسبة عيد الملك والشعب إلى دعوة من سماهم بأصدقاء المملكة التقليدين في إشارة إلى باريس والجدد في إشارة إلى تل أبيب لإعطاء موقف واضح حول هذه القضية.

وتعود أسباب عدم اعتراف تل أبيب بمغربية الصحراء لعدة اعتبارات داخلية وخارجية أبرزها:
أولا: داخليا تعيش تل أبيب منذ ثلاث سنوات ازمة سياسية داخلية حادة حيث لم تفلح تل أبيب في تثبيت حكومة واحدة بعد القيام ب 5 انتخابات والسادسة على الأبواب كما أنها تشهد تجاذبات سياسية كبرى بين الائتلاف الحاكم والمعارضة ،58 وفي هذا الإطار السياسي المضطرب الذي تعيشه إسرائيل تم التطبيع من المغرب التي كانت تطمح إلى حصول على اعتراف إسرائيل بمغربية الصحراء، إلا أن نتناهيو لا يمكنه في الوقت الراهن بالمغامرة واتخاذ قرار كهذا خوفا من ردة فعل الرأي العام والمعارضة الإسرائيلية المتمثلة في اليسار الذي يدعو إلى حل الدولتين في النزاع الفلسطيني الإسرائيلي هو نفسه الذي يدافع عن أطروحة تقرير المصير في ملف الصحراء الغربية. في الجهة المقابلة الأحزاب اليمينة في إسرائيل تدعي عدم معرفتها بملف الصحراء الغربية وتقبل الاعتراف بمغربية الصحراء مقابل الاعتراف بيهودية القدس.59
ثانيا: خارجيا لا تهاجم إسرائيل جبهة البوليساريو لأنها لا تريد الاصطدام مع تيارات في الحزب الجمهوري والحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة، يدافعون عن أطروحة جبهة البوليساريو مثل عائلة كينيدي ووزير الخارجية الأمريكي الأسبق جون كيري ورئيس لجنة الدفاع في الكونغرس الأمريكي حاليا الجمهوري جيم إنهوف، الذي طالب مؤخرا بنقل مناورات الأسد الافريقي من المغرب لأنه يعتقد أن المغرب لا يتقدم في حل نزاع الصحراء.60 كما أن تل أبيب لا ترغب في عداء الجزائر لعدة اعتبارات بسبب ثقل ووزن الجزائر داخل القارة الإفريقية وهو ما سيقوم بتعطيل عديد المصالح الإسرائيلية فيها وخاصة تمددها في غرب القارة ودول الساحل التي تمتلك الجزائر فيها نفوذا كبير.
ولحشد أكثر دعم غربي قامت الرباط بقطع علاقتها مع طهران، بعد ان قدمت تهم تتعلق بتقديم إيران لأسلحة عن طريق حزب الله اللبناني الذي قام بتدريب عناصر من البوليساريو وتم تهيل ذلك عبر سفارة طهران بالجزائر، بالرغم من نفي إيران والجزائر هذه التهم الموجهة إليهم، إلا أن الرباط تصر وتقدمت بشكوى لدى المحكمة الدولية.
وهو ما يوضح استراتيجية المغرب في إخراج الصراع أكثر من إطاره الإقليمي لصراع ذو صبغة دولية، مؤكدة فيه الرباط على تواجدها ضمن المحور الأمريكي المعادي للمحور الروسي الإيراني الذي تتموقع فيه البوليساريو والجزائر.

المحور الأوروبي
أوروبيا نجحت المغرب في تحقيق مكاسب كبرى أزعجت البوليساريو والجزائر والمتمثلة في إقرار المستعمر السابق للإقليم والمتسبب الرئيسي في هذا الصراع المملكة الإسبانية، حيث اعترفت بمغربية الصحراء، وهو ما دفع الجزائر مباشرة لقطع العلاقات مع مدريد وتهديدها بقطع الغاز عنها،61 ويعتبر هذا الإقرار مكسب كبير للرباط في إطار اثبات حق ملكيتها للمنطقة، كما أن الاتحاد الأوروبي صرح في مطلع هذه السنة على إثر اجتماع بروكسل الذي تم فيه دعوة البوليساريو عن عدم اعترافه بها 62 وهو ما يوضح الإرادة الدولية الحالية وخاصة الغربية المرتبطة أساسا بتحالف داخل الناتو بقيادة واشنطن إلى إنهاء الملف لصالح الرباط.
كما أن المملكة المغربية تحاول عبر مشروعها الأخير المتمثل في مد خط أنبوب غاز ينطلق من نيجيريا ويمر عبر الصحراء الغربية نحو أوروبا مستغلة الحاجة الأوروبية للغاز في ظل الازمة الروسية الأوكرانية، التأكيد على شرعيتها وأحقيتها الملكية للإقليم وتقطع الطريق أمام جارتها  الجزائر التي كانت تخطط لهذا المشروع منذ 16 سنة، ولكن مشروع مد خط الغاز الطبيعي لازال يشهد بعض العوائق بسبب عدم توفر تمويلات كافية من دول الاتحاد الأوروبي للمشروع،63 كما أن الحليف التقليدي للمملكة المغربية في القارة الأوروبية فرنسا تعرف العلاقات بينهما حالة من التوتر وخاصة أن باريس في حالة تقارب كبير مع الجزائر خلال الآونة الأخيرة، وإلا لقامت فرنسا بتحريك ثقلها داخل الاتحاد الأوروبي لتوفير الدعم المادي من عند الاتحاد الأوروبي لإمداد خط الغاز المغربي النيجيري.
تردي العلاقات مع باريس برز خلال عدم دفاع فرنسا عن الأطروحة المغاربية داخل أروقة مجلس الأمن الدولي فيما يتعلق بطرد البعثة الأممية المينورسو من الكرارات إزاء التحول الجذري في الموقف الروسي من قضية الصحراء الغربية، وفرنسا التي تخشى مؤخرا من تعاظم النفوذ الأمريكي والروسي في حديقتها الخلفية (إفريقيا)، ومع الحرب الروسية الامريكية توجهت نحو إعادة ترميم علاقاتها مع الجزائر محاولة منع التغلغل الروسي وتوفير حاجيتها من الغاز.
ويمكن للجانب المغربي أن يجد الحل لهذا الملف عند ألمانيا التي هي في حاجة ماسة إلى توفير الغاز الطبيعي لها ولكامل دول أعضاء الإتحاد الأوروبي، كما أن الموقف الألماني من ملف الصحراء يصب ضمنيا في خانة الجانب المغربي مؤخرا، حيث تدعم ألمانيا المقترح المغربي لتسوية الملف المتمثل في خطة الحكم الذاتي.

الشكل 4: التكتلات داخل الاتحاد الافريقي

المصدر: إعداد الباحث

السيناريوهات المتوقعة
تجددت رئاسة المغرب لمرة أخرى على مجلس الأمن والسلم الإفريقي خلال مطلع شهر أكتوبر الحالي، مما سيمكنها من مواصلة مساعيها الحثيثة الرامية لطرد البوليساريو من الاتحاد الافريقي ، كما أن التقرير الاممي الأخير لديميستورا الذي تم مناقشاته خلال شهر أكتوبر 2022 في ثلاث جلسات جاء في مصلحة المملكة المغربية، مما دفع البوليساريو لانتقاده بشدة واعتباره مؤيدا للمغرب على حساب الجبهة.
ولكن على الرغم من كل ما توصلت إليه الرباط من نجاحات داخل القارة الإفريقية، إلا أن الثقل الجزائري أكبر بكثير داخل القارة وحتى في التأثير على قرارات الإتحاد الإفريقي.
وحتى إن نجحت المغرب في طرد البوليساريو من الإتحاد الافريقي قريبا، لن يوقف خروج الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب من الاتحاد الافريقي الصراع بينهما وخاصة أن الجزائر  ستواصل دعمها السياسي  والعسكري للجبهة، لكن أكبر المخاوف تتمثل في اندلاع مواجهات عسكرية بين المملكة والجزائر، فالعلاقات مقطوعة بين البلدين منذ سنة كاملة تقريبا، والجزائر تواصل في رفض أي وساطات دولية أو إقليمية بينها وبين الرباط وأعلنت صراحة عن عدم رغبتها الوقت الحالي في عودة العلاقات بينها وبين المغرب، وهو ما يتزامن في تطور المواجهات العسكرية داخل إقليم الصحراء بين كل من البوليساريو والرباط.
هذه كلها عوامل تنذر بإمكانية نشوب مواجهات عسكرية بين الطرفين، فالمنطقة الغربية والشمالية  للقارة الإفريقية تعيش تغييرات كبرى جدا في الوقت الراهن ولا يستبعد نشوب حرب بالوكالة في المنطقة في القريب العاجل وتحديدا بالمنطقة المغاربية على غرار ليبيا، بسبب احتدام صراع النفوذ بين الأطراف الدولية فيها والعقوبات المسلطة على روسيا دوليا الفاعل الجديد بها والبحاثة عن موطئ قدم لها في القارة، كما أن العلاقات في الإقليم المغاربي تعيش أسوء فتراتها التاريخية، ومع أن الميزان العسكري يميل لصالح الجزائر إلا أن نشوب حرب سيرهق ويضعف كلا الطرفين في الوقت الراهن ولا يصب في مصلحة أحد منهما.
التنسيق الأمني الكبير بين المغرب وتل أبيب الذي جعل الأخيرة متغلغلة داخل عمق المغاربي والإفريقي أكثر يمكن أن يؤجج إشكالية الأقليات وهو من بين أكبر الملفات التي تقوم تل أبيب بتوظيفها في إثارة الصراعات الإقليمية.
إمكانية عودة العلاقات الجزائرية المغربية على إثر القمة العربية بسبب حضور ملك المغرب شخصيا، ولكن عودة العلاقات من عدمها لن يمنع من مواصلة النزاع أو حتى احتدامه أكثر.
ستواصل هذه الأزمة في تمزيق العلاقات أكثر فأكثر بين دول شمال إفريقيا، وخاصة بعد الازمة الأخيرة بين تونس والمغرب التي لا تزال قائمة ضمنيا بسبب استقبال رئيس الجمهورية تونسية لإبراهيم غالي رئيس البوليساريو، بالرغم من نفي تونس التهم الموجهة لها من الرباط وتأكيدها البقاء على الحياد الإيجابي فيما يتعلق بالملف إلا أن الجانب المغربي لا يخفي مخاوفه في التقارب الحالي بين تونس والجزائر، كما أن موريتانيا ذات الموقف الهش أيضا في هذا الملف المحاولة لعب دور الوسيط يمكن أن تنشب بينها وبين المغرب ازمة ديبلوماسية في القريب العاجل.

التوصيات
عطل صراع الصحراء الغربية عديد المشاريع التنموية بالقارة الافريقية بصفة عامة وفي المغرب العربي بصفة خاصة، حتى منظمة الاتحاد المغرب العربي التي تأسست سنة 1989بقيت أهدافها ومخرجاتها لا تتعدى حبر على ورق، كما أن هذا الصراع يستنزف يوميا قدرات الجزائر والمغرب الاقتصادية والعسكرية وينعكس سلبا على التنمية الاقتصادية والبنية الاجتماعية لكليهما، ويتسبب هذا الصراع في توسيع بوتقة الخلافات والتفرقة يوم بعد يوم بين شعوب تمتلك نفس المقومات الثقافية والعرقية وتجمع بينهم روابط اجتماعية وثيقة جدا. ويضع عديد الدول في إحراجات كبيرة. لذلك من الحكمة أن يتم حل هذا الصراع ولو نسبيا حتى بمحاولة تخفيف التوتر بين البلدين عبر:
– عودة العلاقات بين الجزائر والمغرب، وفتح قنوات ديبلوماسية مباشرة بينهما دونما وسائط خارجية وخاصة أطراف دولية من خارج المنطقة التي تحاول تعميق الأزمة أكثر فأكثر بين البلدين.
– أن تحاول دول الجوار النأي بنفسها عن الصراع والسعي في إيجاد وساطات لخلق حوار بين الجزائر والمغرب.
– تشريك الزعامات القبلية والدينية المتواجدة بمختلف الأقاليم الصحراوية وبدول الجوار في المفاوضات والوساطات بين أطراف النزاع، فالمجتمع الصحراوي مجتمع قبلي ذو طابع بدوي لا يزال يحتكم للأعراف القبلية المستمدة من الشريعة الإسلامية، وهذه الزعامات – تعتبر صانعة للرأي العام داخل المجتمع القبلي الصحراوي ويمكنها المساهمة في الوصول إلى اتفاقات وحلول.
– مراعات التوازنات الدولية الحالية وتداعيتها على المنطقة حيال أي قرارات سيتم اتخاذها تجاه الملف الصحراوي.
 ويبقى مقترح مجلس الأمن في أن الحل السياسي للقضية عبر بناء حوار شامل ومبني على الثقة بين جميع الأطراف هو الحل الأمثل.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] السبخات جمع، ومفردها سبخة، وتستخدم لوصف أي شكل من أشكال الملح المسطح. فالسبخة هي منطقة طينية ساحلية أو سطحية أو رملية تتراكم فيها المعادن المالحة التبخيرية نتيجة للمناخ شبه الجاف إلى الجاف، وتُجمع على سبخات. السبخات هي تدريجي بين اليابسة ومنطقة المد والجزر ضمن سهول ساحلية مقيدة فوق مستوى المد المرتفع الطبيعي. في داخل السبخة، تتراكم رواسب معادن التبخر المالحة عادة تحت سطح السبخات الطينية أو السهول الرملية. وتتميز العديد من السبخات الموجودة على طول السواحل الحديثة بمعادن المبخرات المالحة، وفيضان المد والجزر، والرواسب الإيولية.  ينظر:

Neuendorf, K.K.E., J.P. Mehl, Jr., and J.A. Jackson, eds. (2005) Glossary of Geology (5th ed.). Alexandria, Virginia, American Geological Institute. 779 pp. ISBN 0-922152-76-4

[2]–  تهمين منذ سنوات عديدة كل من ألمانيا وفرنسا على صناعة القرار داخل الاتحاد الأوروبي، باعتبارهما دولتين من بين مؤسسي المنظمة واكبر قوى اقتصادية وعسكرية بالقارة كما انهما تمتلكان مصالح مشتركة عديدة، هذا ما جعل منهما يشكلان ثنائي يهيمن على الاتحاد الاوروبي، ووجهت لهما انتقادات عديدة ابرزها تصريحات الرئيس البولندي الذي وصف دور برلين وباريس داخل الاتحاد الاوروبي بالأوليغارشية. ولكن مؤخرا بدأت تظهر توترات بين المانيا وفرنسا على خلقية خياراتهما التي وصفت بالفردية فيما يتعلق بتوفير الغاز الطبيعي.

قائمة المصادر

1- Bulletin officiel de l'Empire chérifien : Protectorat de la République française au Maroc, Rabat, vol. 4, no 162, november 29th 1915, p. 838.
2- René Pélissier, "Spain's Discreet Decolonization", Foreign Affairs 43, 3 (1965), p. 523.
3- TAYLOR, RAYMOND M, DATED SYNTHESIS? Histoire de la Mauritanie: des origines à l'indépendance. By GENEVIÈVE DÉSIRÉ-VUILLEMIN. Paris: Editions Karthala, 1997. Pp. 652. FF 190, paperback (ISBN: 2-86537-788-1).
4- نفس المصدر. 
Mokhtar Ould Daddah, La Mauritanie contre vents et marées, Editions 5- 
Karthala 2003. P502-503.   
6- Alf Andrew Heggoy, Colonial Origins of the Algerian-Moroccan Border Conflict of October 1963, in African Studies Review, Vol. 13, No. 1, (avril 1970)، pp. 17-22..
7- d'après Rachid Lazrak, Le contentieux territorial entre le Maroc et l'Espagne, Casablanca, Dar El Kitab, 1974.
8- C. R. Pennell. Morocco since 1830: A History. New York University Press, 2000. p. 336.  
9- Ahmed Baba Miské, Front Polisario L’ âme d’un peuple, Editions rupture 18 avenue de la République 75011 Paris, p171-175.
10- نفس المصدر. 
11- Sahara occidental: le chef du Polisario Mohamed Abdelaziz est mort, Le Point International, link :
https://www.lepoint.fr/monde/sahara-occidental-le-polisario-annonce-la-mort-de-son-chef-mohamed-abdelaziz-31-05-2016-2043381_24.php#11 
12- , Front Polisario L’ âme d’un peuple مرجع سابق. 
13- محمد عيسى الشرقاوي، أزمة منظمة الوحدة الإفريقية وقضية عضوية البوليساريو، مجلة السياسية الدولية، مؤسسة الأهرام، مج ع د 69. ص 162-164. 
14-    Marguerite Rollinde, Le Mouvement Social, La Marche Verte: un nationalisme royal aux couleurs de l’islam, Editions de L’Attelier 2003.pp133-151. 
15- Accords secrets annexes aux accords tripartites (1975)، TRAITÉS INTERNATIONALES CONCERNANT LE SAHARA OCCIDENTAL, Universidade De Santiago De Compostela, Document original:
https://www.usc.gal/export9/sites/webinstitucional/gl/institutos/ceso/descargas/Acuerdo-de-Madrid_anejo1.pdf
16- Encyclopédie Universalis, OULD DADDAH MOKTAR (1924-2003), link :
https://www.universalis.fr/encyclopedie/moktar-ould-daddah/  
17- Appel global 2011 du HCR-actualisation, P136. link:
https://www.unhcr.org/fr/4d0b6c1d9.pdf
18- PAR. Célian Marcé. Au Sahara occidental, qui coupe le cordon de paix ? liberaton.fr. link : 
https://www.liberation.fr/planete/2020/11/13/au-sahara-occidental-qui-coupe-le-cordon-de-la-paix_1805551/
19- The United Nations and Decolonization, Western Sahara, United Nations, link :
 https://www.un.org/dppa/decolonization/en/nsgt/western-sahara 
20- موسوعة مقاتل من الصحراء، الأهمية الجيوبولوتيكية للصحراء الغربية المبحث الأول، رابط المقال: 
http://www.moqatel.com/openshare/Behoth/Siasia21/Polesario/sec04.doc_cvt.htm 
21- نفس المصدر. 
22- نفس المصدر.
23- مرجع سابق، الرابط: 
https://www.un.org/dppa/decolonization/en/nsgt/western-sahara  
24- مرجع سابق، الرابط: 
http://www.moqatel.com/openshare/Behoth/Siasia21/Polesario/sec04.doc_cvt.htm 
25 - نفس المصدر. 
26- " بوكراع" حكاية منجم للفوسفات في قلب "إقليم الصحراء" المتنازع عليه، لكم، رابط المقال: 
https://lakome2.com/economie/63074/ 
27- نفس المصدر.
28- أطول نزاع في إفريقيا وسبب الخلاف بين المغرب والجزائر.. ماذا نعرف عن الصحراء الغربية؟، رابط المقال: 
https://arabic.euronews.com/2022/03/31/longest-conflict-africa-morocco-algeria-what-do-we-know-about-western-sahara 
29- نفس المصدر. 
30- نفس المصدر. 
31- ميناء الداخلة الأطلسي.. مشروع استراتيجي متميز يجسد الالتزام الإفريقي للمغرب، المملكة المغربية وزارة التجهيز والماء، الرابط: 
http://www.equipement.gov.ma/ar/Actualites/Pages/Actualites.aspx?IdNews=3516
32- موسوعة مقاتل من الصحراء، مرجع سابق. 
33- United Nation, The United Nations and Decolonization, link : 
https://www.un.org/dppa/decolonization/en/nsgt/western-sahara 
34- حسن رشيدي، مستقبل الصراع على الصحراء المغربية، البيان رابط المقال: 
https://www.albayan.co.uk/MGZarticle2.aspx?ID=12347 
35- يوسف حمداني، 21 نوفمبر 1984.. عندما انسحب المغرب من منظمة الوحدة الإفريقية احتجاجا على قبولها عضوية البوليساريو، البيان، رابط المقال: 
https://www.yabiladi.ma/articles/details/59261/%D9%86%D9%88%D9%86%D8%A8%D8%B1-1984-%D8%B9%D9%86%D8%AF%D9%85%D8%A7-%D8%A7%D9%86%D8%B3%D8%AD%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%BA%D8%B1%D8%A8.html
36- UNITED NATIONS MISSION FOR THE REFERENDUM IN WESTERN SAHARA, CEASEFIRE MONITORING, link : 
https://minurso.unmissions.org/ceasefire-monitoring
37- سياسة المغرب الإفريقية وتأثيرها على نزاع الصحراء، مركز الجزيرة للدراسات رابط المقال: 
https://studies.aljazeera.net/en/node/4235  
38- المصدر السابق. 
39- المصدر السابق.
40- المصدر السابق.
41- اتفاقية بين المغرب وإثيوبيا لإنشاء مصنع أسمدة، الجزيرة، رابط المقال: 
https://www.aljazeera.net/ebusiness/2017/10/31/%D8%A7%D8%AA%D9%81%D8%A7%D9%82%D9%8A%D8%A9-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%BA%D8%B1%D8%A8-%D9%88%D8%A5%D8%AB%D9%8A%D9%88%D8%A8%D9%8A%D8%A7-%D9%84%D8%A5%D9%86%D8%B4%D8%A7%D8%A1 
42- تقارب جزائري – إثيوبي يثير انزعاج القاهرة ويهدد قمة الجزائر، العرب، رابط المقال: 
https://alarab.co.uk/%D8%AA%D9%82%D8%A7%D8%B1%D8%A8-%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1%D9%8A-%E2%80%93-%D8%A5%D8%AB%D9%8A%D9%88%D8%A8%D9%8A-%D9%8A%D8%AB%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%86%D8%B2%D8%B9%D8%A7%D8%AC-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D9%87%D8%B1%D8%A9-%D9%88%D9%8A%D9%87%D8%AF%D8%AF-%D9%82%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1 
43- عبد الحكيم حذاقة، الجزائر أنفقت 2.6 مليار دولار لربطه بنيجيريا.. ما أهمية الطريق العابر للصحراء الأفريقية؟، الجزيرة، رابط المقال: 
https://www.aljazeera.net/ebusiness/2021/6/10/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1-%D8%A3%D9%86%D9%81%D9%82%D8%AA-2-6-%D9%85%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B1-%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A7%D8%B1-%D9%84%D8%B1%D8%A8%D8%B7%D9%87 
44- أنبوب الغاز النيجيري الجزائري.. الاتحاد الأوروبي قد يشارك في التمويل لضمان الإمدادات، الطاقة، رابط المقال: 
https://attaqa.net/2022/07/27/%D8%A3%D9%86%D8%A8%D9%88%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%A7%D8%B2-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%8A%D8%AC%D9%8A%D8%B1%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA%D8%AD%D8%A7/ 
45- الصحراء الغربية: هل يمثل اعتراف إسبانيا بمقترح المغرب للحكم الذاتي "خيانة" للجزائر؟،
، رابط المقال: BBCNEWSعربي 
https://www.bbc.com/arabic/inthepress-60825360
46- الحسن أبو يحي، ماذا وراء توجه المغرب نحو روسيا؟، الجزيرة، رابط المقال: 
https://www.aljazeera.net/news/reportsandinterviews/2016/4/16/%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7-%D9%88%D8%B1%D8%A7%D8%A1-%D8%AA%D9%88%D8%AC%D9%87-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%BA%D8%B1%D8%A8-%D9%86%D8%AD%D9%88-%D8%B1%D9%88%D8%B3%D9%8A%D8%A7
47- روسيا تندد بالقرار الأمريكي الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، القدس العربي، رابط المقال: 
https://www.alquds.co.uk/%D8%B1%D9%88%D8%B3%D9%8A%D8%A7-%D8%AA%D9%86%D8%AF%D8%AF-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%83%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B9%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D9%81/ 
48- الجزائر: سوريا تفضّل عدم طرح عودتها للجامعة العربية خلال القمة، الجزيرة، رابط المقال: 
https://www.aljazeera.net/news/2022/9/5/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B8%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A-%D9%8A%D9%81%D8%B6%D9%84-%D8%B9%D8%AF%D9%85-%D8%B7%D8%B1%D8%AD
49- المغرب يعول على تعاون اقتصادي مع دول إفريقيا لتطوير علاقته، وكالة الأناضول، رابط المقال: 
https://www.aa.com.tr/ar/%D8%A7%D9%82%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D8%AF/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%BA%D8%B1%D8%A8-%D9%8A%D8%B9%D9%88%D9%84-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%82%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D8%AF%D9%8A-%D9%85%D8%B9-%D8%AF%D9%88%D9%84-%D8%A5%D9%81%D8%B1%D9%8A%D9%82%D9%8A%D8%A7-%D9%84%D8%AA%D8%B7%D9%88%D9%8A%D8%B1-%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%82%D8%A7%D8%AA%D9%87-%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%A8%D9%84%D8%A9/1082960
50- المغرب: جمهورية الرأس الأخضر تفتتح قنصلية بإقليم الصحراء، وكالة الأناضول، رابط المقال: 
https://www.aa.com.tr/ar/%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%BA%D8%B1%D8%A8-%D8%AC%D9%85%D9%87%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A3%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AE%D8%B6%D8%B1-%D8%AA%D9%81%D8%AA%D8%AA%D8%AD-%D9%82%D9%86%D8%B5%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D8%A8%D8%A5%D9%82%D9%84%D9%8A%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AD%D8%B1%D8%A7%D8%A1/2673627
51- Nadia lamili, Sahara occidental: la Tanzanie veut un règlement juste et mutuellement acceptable, Jeune Afrique, lien: 
https://www.jeuneafrique.com/370535/politique/sahara-occidental-tanzanie-dit-comprendre-position-maroc/ 
52- فاطمة أسماء أرسلان، توغو.. مساحة صغيرة ولاعب استراتيجي في غرب إفريقيا (تقرير)، وكالة الاناضول، رابط المقال:
https://www.aa.com.tr/ar/%D8%A3%D8%AE%D8%A8%D8%A7%D8%B1-%D8%AA%D8%AD%D9%84%D9%8A%D9%84%D9%8A%D8%A9/%D9%85%D9%82%D8%B9%D8%AF-%D8%AF%D8%A7%D8%A6%D9%85-%D9%85%D8%B7%D9%84%D8%A8-%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A-%D9%84%D8%A5%D9%86%D9%87%D8%A7%D8%A1-%D8%AA%D8%B9%D8%B3%D9%81-%D8%AF%D9%88%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%8A%D8%AA%D9%88-%D8%AA%D8%AD%D9%84%D9%8A%D9%84/2683848 
53- سمير شوقي، شوقي: الحلف الأطلسي الإفريقي.. ضربة معلم مغربية، أنفاس بريس، رابط المقال: 
https://www.anfaspress.com/index.php/news/voir/99400-2022-06-12-08-32-01 
54- هل تتحرك أوروبا لتسريع إنجاز خط الغاز بين نيجيريا والمغرب؟، DW بالعربي، رابط المقال: 
https://www.dw.com/ar/%D9%87%D9%84-%D8%AA%D8%AA%D8%AD%D8%B1%D9%83-%D8%A3%D9%88%D8%B1%D9%88%D8%A8%D8%A7-%D9%84%D8%AA%D8%B3%D8%B1%D9%8A%D8%B9-%D8%A5%D9%86%D8%AC%D8%A7%D8%B2-%D8%AE%D8%B7-%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%A7%D8%B2-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D9%86%D9%8A%D8%AC%D9%8A%D8%B1%D9%8A%D8%A7-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%BA%D8%B1%D8%A8/av-63158086 
55-DONALD J. TRUMP, Proclamation on Recognizing The Sovereignty Of The Kingdom Of Morocco Over The Western Sahara, The White Housse Web Site, link:
https://trumpwhitehouse.archives.gov/presidential-actions/proclamation-recognizing-sovereignty-kingdom-morocco-western-sahara/ 
56- بعد الإمارات والبحرين.. الأردن يفتتح قنصلية في إقليم الصحراء، العربي، رابط المقال: 
https://www.alaraby.com/news/%D8%A8%D8%B9%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%85%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B1%D8%AF%D9%86-%D9%8A%D9%81%D8%AA%D8%AA%D8%AD-%D9%82%D9%86%D8%B5%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A5%D9%82%D9%84%D9%8A%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AD%D8%B1%D8%A7%D8%A1 
57- بعد بيانها حول الصحراء.. هل تنحاز مصر للمغرب بهذه القضية الشائكة أم تبعث برسائل ضمنية للجزائر؟، عربي بوست، رابط المقال:
https://arabicpost.net/%D8%AA%D8%AD%D9%84%D9%8A%D9%84%D8%A7%D8%AA/2022/05/10/%D9%85%D9%88%D9%82%D9%81-%D9%85%D8%B5%D8%B1-%D9%85%D9%86-%D9%82%D8%B6%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AD%D8%B1%D8%A7%D8%A1/ 
58- حسين مجدوبي، لماذا لا تعترف إسرائيل بمغربية الصحراء؟، القدس العربي، رابط المقال:
https://www.alquds.co.uk/%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7-%D9%84%D8%A7-%D8%AA%D8%B9%D8%AA%D8%B1%D9%81-%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84-%D8%A8%D9%85%D8%BA%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AD%D8%B1%D8%A7/ 
59- نفس المصدر. 
60- نفس المصدر. 
61- الجزائر تعلق معاهدة تعاون مع اسبانيا بعد تغيير موقفها من الصحراء الغربية، France 24، رابط المقال: 
https://www.france24.com/ar/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AE%D8%A8%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%AA%D9%85%D8%B1%D8%A9/20220608-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1-%D8%AA%D8%B9%D9%84%D9%82-%D9%85%D8%B9%D8%A7%D9%87%D8%AF%D8%A9-%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D9%88%D9%86-%D9%85%D8%B9-%D8%A7%D8%B3%D8%A8%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A7-%D8%A8%D8%B9%D8%AF-%D8%AA%D8%BA%D9%8A%D9%8A%D8%B1-%D9%85%D9%88%D9%82%D9%81%D9%87%D8%A7-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AD%D8%B1%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9 
62- الاتحاد الأوروبي: لا نعترف بـ”البوليساريو” ولم ندعها لقمة بروكسل، القدس العربي، رابط المقال: https://www.alquds.co.uk/%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA%D8%AD%D8%A7%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D8%B1%D9%88%D8%A8%D9%8A-%D9%84%D8%A7-%D9%86%D8%B9%D8%AA%D8%B1%D9%81-%D8%A8%D9%80%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%B3%D8%A7/ 
63- مرجع سابق، رابط المقال: 
https://www.dw.com/ar/%D9%87%D9%84-%D8%AA%D8%AA%D8%AD%D8%B1%D9%83-%D8%A3%D9%88%D8%B1%D9%88%D8%A8%D8%A7-%D9%84%D8%AA%D8%B3%D8%B1%D9%8A%D8%B9-%D8%A5%D9%86%D8%AC%D8%A7%D8%B2-%D8%AE%D8%B7-%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%A7%D8%B2-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D9%86%D9%8A%D8%AC%D9%8A%D8%B1%D9%8A%D8%A7-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%BA%D8%B1%D8%A8/av-63158086

أفروبوليسي

المركز الإفريقي للأبحاث ودراسة السياسات (أفروبوليسي): مؤسسة مستقلة متخصصة بإعداد الدراسات، والأبحاث المتعلقة بالشأن السياسي، والاستراتيجي، والاجتماعي، الأفريقي لتزويد المسؤولين وصناع القرار وقطاعات التنمية بالمعرفة اللازمة لمساعدتهم في اتخاذ القرارات المتوازنة المتعلقة بقضايا القارة الأفريقية من خلال تزويدهم بالمعطيات والتقارير المهنية الواقعية الدقيقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
بدء محادثة
💬 هل تحتاج إلى مساعدة؟
مرحبا 👋
هل يمكننا مساعدتك؟