إصداراتسياسات

القوى الصاعدة في إفريقيا وتأثيراتها الإقليمية والدولية الجزائر كفاعل إقليمي: عوامل الصعود والتحديات

إعداد: إيهاب العاشق ــ باحث في المركز الإفريقي للأبحاث ودراسة السياسات

 

ملخص
أسهمت جائحة كورونا وتداعياتها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية على مستوى العالم في تغيير موازيين القوى الدولية بشكل أو بآخر. لذا، سوف يسلط هذا المقال الضوء على مظهر من مظاهر هذه التغييرات في موازين القوى الدولية والإقليمية في القارة الإفريقية؛ حيث برزت ملامحها في العامين الماضيين بشكل جليّ، خاصة مع وصول الرئيس الحالي عبد المجيد تبون تولدت إرادة جزائرية للعب دور إقليمي فاعل  فيها. فالجزائر تمتلك كل المؤهلات التي تخولها للعب دور ريادي في إفريقيا وتسد فراغ قوى أخرى تصدرت خلال فترات ماضية زعامة القارة الإفريقية. لذلك سيتناول البحث في بداياته تاريخ الدول الفاعلة إقليميا في إفريقيا، أما المحور الثاني سيتطرق إلى مظاهر القوة التي تخول الجزائر للعب دور ريادي وسيادي في القارة عبر التطرق إلى الإمكانيات التي تمتلكها الجزائر اقتصاديا وعسكريا ومن ثم إلى دورها في القارة والعالم عبر تطبيق نظرية الدور في العلاقات الدولية، وأخيرا سنستعرض أكبر العوائق والتحديات التي يمكن أن تعرقل هذا الصعود أو تساهم في إبطائه.

تمهيد
بعد سقوط الاتحاد السوفياتي سنة 1991 ونهاية الحرب الباردة التي تحكمت في العلاقات الدولية طيلة أكثر من نصف قرن، بدأت تظهر أفكار جديدة من قبيل نهاية التاريخ (كتاب ميشيل فوكو ياما) وانتصار فكرة الرأسمالية والقطب الأوحد، ولكن في سنة 1993 صدر مقال للمفكر الأمريكي صامويل هنتنغتون بعنوان: “صدام الحضارات وإعادة تشكيل النظام العالمي”؛ حيث يتنبأ فيه بعالم متعدد الأقطاب ومليء بالصراعات والمنافسة الدولية وموت فكرة الرأسمالية والعولمة.
وفي أواخر التسعينات بدأت تظهر قوى جديدة في العالم كالصين وبعد الازمة العالمية الاقتصادية سنة 2008 ظهرت تكتلات اقتصادية جديدة ومحاور دولية وإقليمية تحاول منافسة الولايات المتحدة الأمريكية. ومن المعروف في التاريخ، أن بعد كل ازمة دولية (حرب، وباء، مجاعة…) تتغير الموازين الدولية وهو ما يحدث على إثر وباء كورونا وما اعقبه من أزمات اقتصادية وسياسية عالمية، فقد أعلن هذا الوباء عن نهاية العولمة ودخول العالم في حالة الصدامات الثقافية أو الحضارية وهذا ما تجلى في الحرب الروسية الأوكرانية.
وفي هذا الإطار اتجه العالم نحو التغيير وعادت العديد من الدول إلى لعب الأدوار الإقليمية في ظل تراجع الدور الأمريكي ودور بعض القوى التقليدية الأوروبية وخاصة فرنسا في العديد من المناطق بصفة عامة وفي إفريقيا بصفة خاصة، وهو ما فتح الأبواب أمام دخول فاعلين دوليين جدد في المنطقة (روسيا، الصين، تركيا، إيران) وبروز قوى إقليمية محلية تبحث عن دور ريادي في القارة كمصر، ونيجريا، وجنوب إفريقيا، والجزائر.
وبناء عليه، ستناقش هذه الورقة أبرز العوامل التي تخول للجزائر لعب دور قوة إقليمية في القارة الإفريقية ومساعيها لتحقيق هذا الهدف، عبر توضيح أهم نقاط القوة التي تمتلكها الجزائر (بشريا، جغرافيا، عسكريا اقتصاديا)، ومن ثم تطبيق نظرية الدور في العلاقات الدولية لتبيين مدى فاعلية الجزائر على المستوى الإقليمي والدولي وأخيرا التطرق إلى أهم الصعوبات التي تقف أمامها داخليا وخارجيا في عملية صعودها نحو الفعل الإقليمي. وسنقسم هذا البحث إلى خمسة عناصر رئيسية: أولا القيادة الإفريقية تاريخيا، ثانيا العوامل المساهمة للجزائر في الصعود كلاعب إقليمي، ثالثا دور الجزائر في المنظمات الإقليمية والدولية، وأخيرا التحديات الداخلية والخارجية التي تقف حاجزا امام هذا الصعود.

قيادة القارة الإفريقية تاريخيا
1- الزعامة المصرية للقارة الإفريقية
تصدرت الجمهورية العربية المصرية في فترة جمال عبد الناصر القارة الإفريقية؛ حيث كانت سياسة القاهرة بصفة عامة تسعى إلى دعم حركات التحرر العالمية المطالبة بالاستقلال في دول العالم الثالث، وإفريقيا بصفة خاصة.
مثلت مصر خلال تلك المرحلة العاصمة الإفريقية المحتضنة لجلّ حركات المقاومة ضد المستعمر في إفريقيا، فقد قام عبد الناصر بعقد أول اجتماع للدول الإفريقية المستقلة على إثر استقلال كل من غانا وليبيريا وضم كل من تونس والمغرب والسودان. ([1]) وقامت مصر بافتتاح مكاتب عديدة لهذه الحركات في القاهرة وقدمت لها دعما سياسيا، وزودتها بالأسلحة مثل حركة “الماو ماو” الكينية التي كانت تناضل ضد الاستعمار البريطاني ([2]) والتي قامت القاهرة بافتتاح إذاعة لها تحت اسم “صوت إفريقيا” وهي إذاعة ناطقة باللغة السواحلية، ([3]) كما أنها دعمت جبهة التحرير الجزائرية بالمال والسلاح وافتتحت لها مكتبا بالقاهرة، وكانت إذاعة “صوت العرب” بالقاهرة إذاعة الثورة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي حينها([4]) , وفي سنة 1965 افتتحت الحركة الشعبية لتحرير أنغولا أول مكتب إقليمي لها بالقاهرة للتعريف بقضيتها في الكفاح ضد المستعمر البرتغالي، ([5]) وكانت مصر حينها تضم العديد من الإذاعات التي تبث بما يقرب من 25 لغة لدعم حركات التحرر في القارة الإفريقية.
هذا الدعم السخي الذي قدمته مصر للدول الإفريقية عزز مكانتها في القارة وجعل من عبد الناصر زعيم إفريقيا وهذا يتجلى في كلمتين: الأولى قالها الرئيس الكيني جوم كينياتا: “سنظل نذكر ناصر دائما أن مساندته لأفريقيا حررت الكثير من الشعوب.” والثانية قالها وزير الخارجية الأمريكية جون دالاس: “لن تستطيع الولايات المتحدة تحقيق أهدافها في إفريقيا إلا باغتيال عبد الناصر أو إقصائه.” ([6])
ومع نهاية حكم عبد الناصر ومجيء السادات، تخلت مصر عن دورها الريادي في إفريقيا، وذهبت نحو تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وهو ما أثار سخط الأفارقة على سياسات الرئيس المصري أنور السادات وحتى خليفته حسني مبارك ومع محاولة اغتياله في أديس أبابا سنة 1996 أعلنت القطيعة بين مصر وإفريقيا. ([7]) هذا الغياب المصري فتح الباب أمام إسرائيل لتغلغل داخل القارة الإفريقية وملأت عديد القوى العالمية والدولية مكان القاهرة في القارة، على غرار صعود فاعل إقليمي جديد بعد مصر يتبنى نفس منهجية عبد الناصر في دعم حركات التحرر في العالم ألا وهو معمر القذافي الذي اعتبر نفسه امتداد لأيدولوجيا عبد الناصر.

2- الزعامة الليبية للقارة الإفريقية
توجهت سياسة معمر القذافي في بداية حكمه لليبيا نحو تحقيق مشروع الوحدة العربية؛ ولكنه اصطدم بواقع انقسامات وصراعات داخل العالم العربي وتوجه العديد من الدول العربية خلال تلك الفترة نحو تطبيع العلاقات مع إسرائيل، مما دفع بالقذافي إلى تغيير الوجهة نحو القارة الإفريقية بحثا عن مشروع وحدة إفريقية.
أسهم القذافي في دعم العديد من الجماعات والحركات التحررية في القارة الإفريقية كالحركات المسلحة المناضلة ضد العنصرية وحكم الأقلية بالمال والسلاح. فقد قام القذافي بتمويل حملة نيلسون مانديلا سنة 1994 وهو ما تسبب في أزمة بين أمريكا وليبيا، ([8]) كما أن القذافي قام بدعم حركات تمرد عديدة في ليبيريا وسيراليون، وساهم القذافي مساهمة أساسية في تأسيس منظمة الوحدة الإفريقية التي تحولت إلى الاتحاد الإفريقي في الوقت الحالي باعتباره أحد أكبر مموليه وصاحب النفوذ الأكبر داخل المنظمة الإفريقية، وهو ما تجلى في إعلانه من قبل الاتحاد ملك ملوك إفريقيا سنة 2009. ([9])
لم تتوقف طموحات معمر القذافي عند هذا الحد؛ بل كان يطمح إلى تأسيس وحدة إفريقية تحت مشروع الولايات الإفريقية المتحدة ورصد ميزانية تقارب 90 مليار دولار سنة 2010 على إثر انعقاد قمة الساحل والصحراء بتشاد، ([10]) مشروع الولايات الإفريقية المتحدة كان يهدف إلى إنشاء جيش وعملة وجواز سفر موحد بين كل الدول الإفريقية وهو نموذج كالولايات المتحدة الأمريكية أو الاتحاد الأوروبي، وهي فكرة مستمدة من أطروحات الناشط الجمايكي ماركوس غاروفي. ([11])
ومع اندلاع ثورات الربيع العربي عام 2011، ووصولها إلى ليبيا وانتهاء نظام معمر القذافي، صارت الساحة الإفريقية مفتوحة أمام فاعلين دوليين جدد مستغلين الأزمات السياسية وضعف الأنظمة في المنطقة؛ ولكن في الآونة الأخيرة وجدت الجزائر الطريق مفتوحة أمامها لإعادة لعب الدور المصري أو الليبي في القارة.

العوامل المساهمة في صعود الجزائر كقوة إقليمية
1- الحراك الشعبي والإصلاحات الدستورية في الجزائر
في تاريخ 22 فيفري 2019، اندلعت احتجاجات في العديد من المدن الجزائرية رفضا لترشح الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة، وتواصلت الاحتجاجات طيلة ثلاث أسابيع إلى أن تم الإعلان عن تأجيل الانتخابات وتعهد بوتفليقة بعدم الترشح لعهدة خامسة.([12]) إلا أن الحراك الشعبي في الجزائر لم يقف عند هذا الحد، وشمل العصيان المدني الواسع جلّ القطاعات الحيوية في البلاد بتاريخ 10 مارس 2019، ([13]) الأمر الذي دفع الرئيس بوتفليقة للاستقالة بعد ضغوط داخلية كبيرة، وتحديدا من القيادات العسكرية الجزائرية وهو ما تجلى في مطالبة القايد صالح مرار وتكرار في تفعيل الفصل 102 من الدستور الجزائري. ([14])
توجه الجزائريون نحو إقامة انتخابات رئاسية، واستلم الرئاسة قائد أركان الجيش، أحمد القايد صالح، وسط رفضٍ شعبيٍّ كبيرٍ بسبب تواجد مرشحين محسوبين على المنظومة السابقة ضمن السباق الرئاسي؛ ([15]) ولكن الجيش الجزائري ضغط نحو اكمال العملية الانتخابية، وبقيت الاحتجاجات متواصلة طيلة هذه المرحلة إلى حين فوز عبد المجيد تبون في 12 ديسمبر 2019 بالرئاسة، وسجلت نسبة المشاركة في هذه الانتخابات 39.93% وهي الأضعف في تاريخ الانتخابات الرئاسية الجزائرية. ([16])
وأعلن الرئيس الجديد، تَبُّون، عن عزمه إجراء حزمة من الإصلاحات الدستورية والقانونية في البلاد، ومحاربة الفساد. وفي سنة 2020 نُظٍّم استفتاء على تعديلات دستورية في 1 نوفمبر 2020 وكان الإقبال ضعيفا؛ حيث بلغت نسبة 23.7 % وهو ما يعادل ربع الناخبين الجزائريين، ([17])فقد دعت الأحزاب اليسارية في البلاد إلى مقاطعة الاستفتاء، واختارت الأحزاب الإسلامية المشاركة؛ ولكن بالتصويت ضد التعديلات الدستورية؛ ([18]) حيث اعتبرتها أحزاب المعارضة وأفراد الحركة الاحتجاجية (الحراك الشعبي) بأن هذه الإصلاحات لا تتطابق مع تطلعات الحراك الشعبي، ولا مع تغيير الثقافة السياسية في الجزائر؛ ولكن الرئيس عبد المجيد تَبُّون يرى بأنها مطابقة لمطالب الحراك الشعبي وتطلعاته. ([19])
وشملت التعديلات 7 أبواب في الدستور الجزائري، منها تعديل العهدة الرئاسية وإسناد قرار إرسال الجيش للمهام خارج الجزائر لرئيس الجمهورية بعد موافقة ثلثي أعضاء البرلمان. ([20]) كما أجريت انتخابات نيابية في يونيو 2021 تشكل على إثرها البرلمان، ومن ثم قام بتركيز محكمة دستورية، وفي نهاية شهر نوفمبر من سنة 2021 أجريت الانتخابات المحلية. تمكن الرئيس عبد المجيد تبون من خلال هذه الإجراءات من احتواء جزء من الحراك الشعبي. ([21])
وما إن فرغ الرئيس تبون من الشأن الداخلي الذي مازال يتعرض للعديد من الصعوبات والمشاكل، وسنتطرق إليها في العناصر التالية في البحث، حتى توجه لتنشيط الديبلوماسية الخارجية وعودة الجزائر كلاعب إقليمي وخاصة في إفريقيا وهو ما استفادت منه الجزائر عبر العائدات الكبرى التي حققها لها قطاع النفط والغاز مع تزامن الحرب الروسية الأوكرانية، والتوجه الجزائري الحالي لتسليح الجيش والرفع من قدراته، وهذه استراتيجية تَبُّون على المستوى الخارجي التي سنتناولها خلال هذا البحث.

2- الثقل الجغرافي والديمغرافي للجزائر
تعتبر الجزائر أكبر دولة في إفريقيا من ناحية المساحة وخاصة بعد تقسيم السودان؛ حيث تبلغ مساحتها 2.382.000 كم² ([22]) وتتميز بتنوع طبيعي كثير جدا. حيث جنوب البلاد صحراء، ومناطق جبليه عديدة وشريط ساحلي في الشمال يبلغ طوله 1280 كم وهو من أطول السواحل في إفريقيا. ([23]) فالجزائر تمتلك حدود بحرية مشتركة مع أربع دول (تونس، والمغرب، وإسبانيا، وإيطاليا) بطول 1200 كم، ([24]) في البحر الأبيض المتوسط الذي يعتبر قلب العالم، ومركز التجارة الدولية منذ قديم الزمن.
وأما عن حدود الجزائر البرية، فهي تناهز 6343 كم ([25]) مع ستة دول (تونس، وليبيا، والنيجر، ومالي، وموريتانيا، والمغرب) ومع منطقة حدودية محدودة مع إقليم الصحراء الغربية المتنازع عليه، هذه الحدود المميزة تجعل من الجزائر نقطة وصل بين أوروبا وإفريقيا أو ما يعرف ببوابة إفريقيا.
أما بالنسبة لعدد السكان، فقد بلغ، حسب إحصائيات سنة 2021، 45 مليون ساكن، ([26]) وتأتي الجزائر في المرتبة العاشرة إفريقيا من حيث عدد السكان وثانية في شمال إفريقيا بعد مصر.

3- القوة الاقتصادية
المساحة الكبرى للجزائر وامتداده شمالا (بحر وغابات)، وجنوبا (صحراء)، وفّر لها هذا المجال الشاسع وثروات طبيعية هامة (طاقية ومنجمية هائلة)، يعتمد الاقتصاد الجزائري أساسا على عائدات الطاقة؛ حيث تمثل هذه العائدات الطاقية ما يناهز %90 من الاقتصاد الجزائري. ([27]) ومع اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية ارتفعت عائدات النفط والغاز الجزائري خلال 5 أشهر 12.6 مليار دولار، ([28]) كما أن دوائر صناعة القرار الجزائرية رفعت شعار “2022 سنة الانطلاقة الاقتصادية”، وهذا بعد قيام الرئيس عبد المجيد تبون بتعديلات دستورية وتجديد البرلمان والمجالس الجهوية والمحلية. ([29])
وخلال هذه المرحلة، وتحديدا على إثر اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية وطرح الجزائر كبديل عن روسيا في مجال المحروقات بالنسبة للسوق الأوروبية، حقق انتعاشا كبيرا انعكس على الاقتصاد الجزائري، وهذا ما تشير إليه التقارير والاحصائيات. ففي شهر سبتمبر 2022 رفع صندوق النقد الدولي من توقعاته بخصوص نمو الاقتصاد الجزائري إلى 4.7% بعد ان كانت توقعاته في شهر أبريل من نفس السنة بـ 2.4 % ([30]) أي تضاعف مرتين خلال 5 أشهر فقط.
حيث صنف نفس هذا التقرير الجزائر ضمن أعلى نسب النمو سرعة في العالم، كما أن رئيس الوزراء أيمن بن عبد الرحمن أعلن عن بلوغ الميزان التجاري لسنة 2022 إلى حدود شهر أغسطس 13.9 مليار دولار وقد يبلغ 17 مليار دولار حتى نهاية السنة حسب تصريحات المسؤولين الجزائريين. ([31])
وتوجهت الإدارة الجزائرية الحالية إلى محاولات إصلاحية في سنة 2021 لتقوية الاقتصاد حيث عدّلت الدستور لتحرير الاقتصاد، بما في ذلك تحسين الشفافية عبر اتخاذ القرارات القضائية والحكومية، وتطوير أنظمة أكثر ديناميكية، بما في ذلك إصلاح قانون المنافسة المالية الحالي، وإنشاء لائحة للشراكات بين القطاعين الخاص والعام. ([32])
وتأمل الجزائر من خلال انضمامها إلى المنظمات الدولية كمنظمة التجارة الدولية، ومجموعة (البريكس) إلى تقوية اقتصادها وتنويعه.

4- القوة العسكرية
يعتبر الجيش الجزائري من أقوى جيوش المنطقة؛ حيث يأتي في المرتبة 31 عالميا، والمرتبة الثالثة إفريقيا بعد مصر (المرتبة 10 عالميا والأولى إفريقيا)، وجنوب إفريقيا (27 عالميا، والثانية إفريقيا)؛ ([33]) حيث تبلغ ميزانية الجيش الجزائري حوالي 11 مليار دولار، وخاصة أن هناك توجه مع مطلع الألفية الثانية وتحديدا بعد انتهاء العشرية السوداء إلى تقوية الجيش؛ إذْ لوحظ في السنوات الأخيرة زيادة في الانفاق العسكري الذي بلغ نحو 20 مليار دولار منذ سنة 2010. ([34])
كما أن ميزانية وزارة الدفاع التي كانت تبلغ 2.6 مليار دولار في سنة 2004 وصلت في سنة 2011 إلى 11 مليار دولار تقريبا، ومؤخرا خُصِّص 22 مليار دولار لسنة 2023 كميزانية للجيش الجزائري، ([35]) ويبلغ تعداد الجيش الجزائري قرابة 520 ألف جندي و272 ألف جندي احتياط وهو ما يعادل قرابة 1.29 % من تعداد السكان. ([36])

جدول 1: العتاد العسكري للجيش الجزائري
المصدر: إعداد الباحث

وتعتمد الجزائر في تسليح جيشها أساسا على المدرسة السوفياتية منذ استقلالها، وتواصلت حتى بعد سقوط الاتحاد السوفياتي. وفيما يلي جدول يبين أهم صفقات الأسلحة خلال السنوات الأخيرة بين الجزائر وروسيا:

جدول 2: صفقات السلاح الروسية الجزائرية من سنة 2006 حتى سنة 2018
المصدر: إعداد الباحث

ويتميز الجيش الجزائري بإتقانه لحرب العصابات، فنواة تكوين الجيش المنبثقة عن جبهة التحرير الجزائرية التي كانت تقاوم الاستعمار الفرنسي، كما أن السنوات الطويلة في محاربة الجزائر للجماعات الإرهابية أكسبت جيشها خبرات كبيرة في هذا المجال.

دور الجزائر في المنظمات الإقليمية والدولية
لفهم الدور الجزائري وجب تطبيق نظرية الدور حيث تعتبر نظرية الدور «Rôle Approche» من أهم النظريات في دراسة العلاقات الدولية وهي تحاول تفسير السياسة الخارجية لدولة ما، ويضع kal Hostli ثلاث مصادر هامة، وهي: ([37])

1- مصادر الدور: والتي تتخذها كمتغيرات مستقلة في التفسير، ويقصد بها الخصائص الوطنية للدولة من مقومات وإمكانيات مادية وغير مادية.
2- تصور الدور:  وتتخذها كمتغيرات وسيطة، والتي تعنى بتصورات وادراكات صناع القرار لأدوارهم سواءً كان إقليميا أو دوليا، فامتلاك الدولة لمقومات مادية أو غير مادية لا يعنى بالضرورة أنها سوف تُؤدي دور خارجي فعال، حيث يجب على صانع القرار أن تكون لديه خبرة وإرادة القيادة التي تتحدد من خلال الخصائص الشخصية التي يحوز عليها؛ فلهذه العوامل تأثير كبير في تحديد سلوك الدولة على المستوى الخارجي، فضلاً عن أنها قادرة على أن تلعب دوراً في عملية اتخاذ القرار، وفي التمييز بين سلوك الوحدة مع باقي الوحدات.
3- أداء الدور:  وهو مخرجات السياسة الخارجية من قرارات وسلوكيات، والتي تُعد متغيرات تابعة، حيث تتحكم فيها درجة الفاعلية الأداء.

1- الدور الأممي للجزائر
خاضت الدبلوماسية الجزائرية إبان ثورة التحرير ضد فرنسا داخل الجمعية العامة لأمم المتحددة نضالات كبيرة طيلة 5 سنوات (1955-1960)، إلى حين حصولها على لائحة تعترف بحق الشعب الجزائري في تقرير مصيره واستقلاله، وفي 8 أكتوبر 1962 وبعد استقلالها بثلاث أشهر تمكنت الجزائر من الحصول على عضوية كاملة في الأمم المتحدة. ([38])
وهذا ما جعل توجه الديبلوماسية الجزائرية داخل الأمم المتحدة منصبا دائما على مساندة حركات التحرر في العالم، فقد أشاد رئيس جمهورية تيمور الشرقية جوزيه راموس
هوتا المتحصل على جائزة نوبل لسلام بمجهودات الجمهورية الجزائرية لوقوفها إلى جانب الشعب التيموري في حصوله على حقوقه واستقلاله. ([39])
كما أن الجزائر ساهمت مساهمة كبرى عبر التوسط في عديد النزاعات الدولية أبرزها الاتفاقية المبرمة سنة 1975 بين العراق وإيران، ([40]) ودورها في تحرير الرهائن الأمريكان في طهران سنة 1981. ([41]) ولطالما أشادت المنظمة بالدور الجزائري في مكافحة الإرهاب الدولي، حيث تشير أخر تقارير الأممية إلى مساهمة الجزائر بشكل نشيط في عديد المبادرات الأممية في مجال مكافحة الإرهاب على المستوى الدولي والإقليمي وعلى أهمية الدور الجزائري في حفظ الأمن والاستقرار بمنطقة الصحراء الكبرى وغرب إفريقيا. ([42])

2- الوكالة الدولية للتعاون الفني
تأسست الوكالة الجزائرية الدولية للتعاون الفني سنة 1993 على يد الرئيس اليامين زروال، ([43]) ولكن تزامن توقيت تأسيسها مع ما يعرف في الجزائر بالعشرية السوداء مما عطل مهام هذه الوكالة ومع نهاية العشرية ومجيء الرئيس عبد العزيز بوتفليقة قام بإلغاء هذه الوكالة.
وفي 9 فبراير 2022 عشية انعقاد قمة الاتحاد الإفريقي بأديس أبابا أعلن عبد المجيد تبون عن إنشاء الوكالة، ([44]) وفي يوم 12 فيفري 2022 أصدر مرسوم رئاسي ([45]) يتضمن إنشاء الوكالة وتعيين شفيق مصباح على رأسها ذو الخلفية الأمنية، وعرف بتحليلاته بين 2013 و2015 بالأحداث الدائرة في منطقة الساحل والصحراء.

ومن بين أهم مهام الوكالة التي ذكرت في المرسوم الرئاسي ما يلي: ([46])
المشاركة في تنفيذ السياسة الوطنية للتعاون الدولي في المجال الاقتصادي والإنساني والاجتماعي، والعلمي، والثقافي، والديني. تكوين الجزائريين بالخارج والأجانب في الخارج عبر تقديم دورات تدريب في مجال إقامة مشاريع التعاون الدولي والارتقاء بالعمل الإنساني والتضامن لفائدة بلدان أخرى.
– إنجاز الدراسات الاستراتيجية والتحاليل التي تعاضد السياسية الجزائرية في مجال التعاون الدولي.
ووضعت الوكالة أول أهدافها في التعاون مع دول الجوار وخاصة منطقة الساحل الإفريقي وخاصة فيما يتعلق بالتعاون الاقتصادي والثقافي وتقديم المساعدة لهذه الدول، التي تعتبر في غاية الأهمية بالنسبة للجزائر وخاصة من الناحية الأمنية حيث تعتبر المنطقة الحدودية الجنوبية للجزائر مع دول الساحل أكثر المناطق الحدودية هشاشة بالنسبة للجزائر.
ولو قمنا بقراءة في رمزيات البيان الذي تم فيه الإعلان عن إنشاء الوكالة ومهامها رفقة الشخصية المعينة على رأسها يمكن ملاحظة الوجهة الجزائرية نحو إفريقيا وإعادة تنشيط الديبلوماسية الجزائرية في القارة ومحاولة فرضها لتواجدها داخلها وربط مصالح الإقليم بها.

3- منظمة الأوبك
انضمت الجزائر لمنظمة الأوبك سنة 1969، ([47]) وهي منظمة الدول المصدرة للنفط وتضم 13 دولة حول العالم، وتعتبر الجزائر من بين أهم الدول النفطية داخل المنظمة، فقد عقد أول قمة للمنظمة بالجزائر سنة 1975، ([48]) وفي سنة 2008 على إثر الأزمة الاقتصادية العالمية وما نتج عنه من انهيار للأسواق النفطية جاءت اتفاقية وهران ([49]) التي نجحت في تقريب وجهات النظر بين أعضاء المنظمة وأنهت نوعا ما الأزمة. وفي 28 سبتمبر 2016 احتضنت الجزائر قمة لدول الأوبك مما أفرز ما يعرف اليوم باتفاقية الجزائر ([50]) وهي الاتفاقية التي نجحت في إيجاد أرضية تفاهم مشتركة بين الدول المنتجة والمستهلكة. وفي سنة 2020 تحصلت الجزائر على رئاسة المنظمة النفطية لمدة سنة كاملة، وطالما يعول على الدور الجزائري الفعال والبارز نفطيا واقتصاديا داخل المنظمة كما صرح الامين العام للأوبك مؤخرا. ([51])

4- منظمات دولية
تتواجد الجزائر حاليا في عدد كبير من المنظمات الدولية لكن أهم مساعيها الحالية تتمثل في انضمامها لكل من منظمة التجارة العالمية ومنظومة البريكس ((BRICS التي تضم الدول صاحبة أسرع نمو اقتصادي في العالم، بنسبة للمنظمة التجارة العالمية فهناك مساعي جزائرية لدخول هذه المنظمة منذ 34 سنة ولكن هذه مساعي لطالما عرقلتها نقاط تطرحها المنظمة وترفضها الجزائر أو العكس، لكن مؤخرا وخلال الآونة الاخيرة بقيت مسألة انضمام الجزائر أمرا حتميا حسب تصريحات المسؤولين الجزائريين، وقد تقدمت الجزائر خلال مطلع شهر نوفمبر 2022 بطلب رسمي للانضمام للمنظمة. ([52]) فمنظمة التجارة العالمية يمكن أن تمكن البضائع الجزائرية من غزو الأسواق العالمية بسبب ما توفره هذه المنظمة لمنتسبيها بما يعرف بالتبادل الحر.
أما بالنسبة للبريكس فالجزائر تعول على ثقلها الطاقوي في الانضمام إلى هذه المنظمة التي ستوفر للجزائر العديد من الامتيازات الاقتصادية والسياسية لها وحسب تصريحات الرئيس تبون بأن الجزائر تمتلك كل المقومات المخولة لها للانضمام لهذا التكتل، ورحبت كل من روسيا والصين بانضمام الجزائر للمنظمة التي تضم 5 دول (روسيا، الصين، الهند، جنوب إفريقيا، البرازيل) تعمل دول المنظمة على التعاون فيما بينها، سياسياً واقتصادياً وثقافياً. وتمثل 40% من مساحة العالم، وتساهم في ربع إجمالي الناتج المحلي العالمي، بينما يبلغ عدد سكانها نحو 41,13% من سكان العالم. ([53]) وتبحث الجزائر داخل هذا التكتل عن تطوير اقتصادها وجلب فرص استثمارية وخاصة في مجال الصناعات وتطوير البنية التحتية، وتوفير دعم سياسيا لها من خلال هذه المنظمة خاصة وأن العالم يتجه نحو نهاية العولمة والقطب الواحد إلى عالم متعدد الأقطاب والمحاور الدولية والإقليمية، والبريكس من ضمن أهم المحاور الدولية القادمة التي تضم أهم القوى العالمية والإقليمية.

5- الاتحاد الافريقي
انضمت الجزائر للاتحاد الافريقي منذ تأسيسه عندما كان يعرف بمنظمة الوحدة الإفريقية في 22 ماي 1963 بأديس أبابا، وعندما تحولت المنظمة سنة 2001 إلى  النسخة الحالية للاتحاد الإفريقي، احتكرت الجزائر طيلة سنوات عديدة منصب مفوض مجلس السلم والأمن الإفريقي فقد تم تعيين سعيد جنيت الديبلوماسي الجزائري على رأس المجلس من سنة (2002- 2008) ([54]) وهو حاليا يشغل منصب المبعوث الخاص لأمين العام لأمم المتحدة الإفريقية لدول غرب إفريقيا، ([55]) وبعده مباشرة عين رمطان العمامرة وزير الخارجية الحالي مفوض لمجلس الأمن من سنة (2008- 2013) وكان يلقب “بسيد أفريقيا”، ([56]) وفي سنة 2013 شغل المنصب الديبلوماسي الجزائري إسماعيل الشرقي وأعيد انتخابه مرة أخرى كمفوض لمجلس الأمن والسلم سنة 2017 لولاية ثانية. ([57])

شكل  1: صلاحيات مفوض مجلس السلم والأمن الإفريقي

* تكتل الأربعة الكبار في إفريقيا
بدعوة من رئيس الوزراء الأثيوبي أبي أحمد على إثر انعقاد مؤتمر بروكسل بين كل من الاتحاد الافريقي والاتحاد الأوروبي، تم تشكيل تكتل الأربعة الكبار أو ما يعرف اختصارا ب «G4» ([58]) ويضم أهم القوى الإفريقية في الأقاليم الأربعة للقارة، الجزائر (شمال القارة الإفريقية)، وجنوب إفريقيا (جنوب القارة)، ونيجريا (غرب القارة)، وأثيوبيا (شرق القارة)، وبنيت أهداف هذا التكتل على التعاون داخل الاتحاد الافريقي بصفة خاصة والتعاون في التحديات التي توجهها القارة الإفريقية داخليا وخارجيا بصفة عامة ([59])
وتجمع بين هذه الدول الأربعة عديد الملفات المشتركة والجزائر تمثل مركز كل هذه العلاقات:
تشترك حليفة الجزائر في شرق القارة أثيوبيا في ملفات عديدة أبرزها الدور الذي تلعبه في محاولة إيجاد حلول فيما يتعلق بقضية السد النهضة. ([60])
– تجمع الجزائر ونيجريا قضايا متعددة ومصالح مشتركة عطلتها القضايا الأمنية بمنطقة الساحل والصحراء، أبرزها طريق الوحدة الإفريقية ومشروع أنبوب الغاز الجزائر-أبوجا وكل المشاريع توقفت مؤقتا بسبب أن المناطق التي تمر بها هذه المشاريع تشهد نشاطا كبيرا للجماعات المسلحة. ([61])
– جنوب إفريقيا تجمعها علاقات تاريخية كبيرة مع الجزائر وتشتركان حاليا معا في مسألة محاربة التغلغل الإسرائيلي داخل القارة الإفريقية. ([62])
هذه التكتلات التي تقف في وجه تكتلات أخرى داخل الاتحاد الإفريقي (المغرب، مصر، تنزانيا، توغو) ([63])، هذا الصراع داخل الاتحاد الافريقي في ظل الصراعات الدولية في إفريقيا سيضعف من استقلالية القرار الإفريقي وسيجعله عرضة لتدخلات أجنبية ويمهد أكثر للاستعمار الغير مباشر للقارة.

التحديات الداخلية والخارجية التي تقف حاجزا امام هذا الصعود
التحديات الداخلية
1- التحديات الاقتصادية

يرتكز الاقتصاد الجزائري أساسا على الريع البترولي، وهو ما يجعله في غاية الهشاشة والقابلية للانهيار بحكم ارتباطه بأسعار أسواق النفط العالمية أو الإقليمية وهو ما حدث سنة 2014 ومن ثم سنة 2020 على إثر الهبوط الحاد في أسعار النفط، مما انعكس سلبا على الاقتصاد الجزائري وتسبب في نزول إيراداته من النقد الأجنبي وأدى إلى تراجع صرف الدينار الجزائري سنة 2021.
وبالرغم من أن الحكومة الجزائرية تقوم بمساعي للخروج من هذه التبعية وإيجاد بدائل أخرى إلا أن الأرقام الحالية لازالت تشير إلى هيمنة المحروقات على الاقتصاد الجزائري ([64]) وهو ما يجعله في حالة خطر داهم دائما.
ومثلّ إيجاد بدائل أخرى في الصادرات الجزائرية على غرار النفط والغاز تحديا واجه الحكومات الجزائرية المتعاقبة منذ 30 سنة وقد فشلت جلّها في رفع صادراتها من غير المحروقات إلى أكثر من 3 مليار دولار. ([65])
ويعتبر هذا من بين أبرز التحديات التي تواجهها إدارة الرئيس عبد المجيد تبون فنجاحها في هذه المسألة سيجعل من الاقتصاد الجزائري أكثر قوة وصمودا في ظل المتغيرات الاقتصادية العالمية، وسيساهم في تعزيز وجودها ودورها كقوى إقليمية في إفريقيا والحوض الأبيض المتوسط.

2- الأقليات العرقية والمذهبية
يعتبر الأمازيغ والمتواجدين بمنطقة القبائل (القبايل كما تلفظ محليا أو التيزووزو) شمال شرق الجزائر ويتبع أغلبهم المذهب الإباضي الذي انتشر في العصر الوسيط بين سكان شمال إفريقيا والبربر منهم تحديدا، من بين أهم الأقليات في الجزائر.
ففي سنة 2013 اندلعت مواجهة في مدينة غرداية جنوب الجزائر بين من يطلق عليهم الشعابنة، وترجع أصولهم لقبائل بنو سليم العربية أحد أفرع القبائل الهلالية من العرب المالكيّين (نسبة لأتباع المذهب المالكي) ([66]) والمزابين نسبة لمنطقة واد مزاب بالجزائر الأمازيغ الإباضين (نسبة لأتباع المذهب الإباضي)، ([67]) وتواصلت هذه الصدامات المتقطعة بين الطرفين إلى حدود سنة 2015 حينما أمر بوتفليقة قوات الجيش للتدخل وضبط الأمن بالمنطقة. ([68])
كما أن إشكالية منطقة القبائل وما يعرف اختصارا بالماك أو حركة تقرير المصير في منطقة القبائل، ([69]) تأسست هذه الحركة تحت مسمى حركة استقلال القبائل سنة 2001 على إثر أحداث الربيع الأسود([70])  على يد فرحات مهني التي حولها في 3 أكتوبر 2003 إلى ما يسمى حاليا بالماك وأعلن نفسه رئيسا، وقام بتعيين حكومة مؤقتة من فرنسا، ([71]) وتحظى هذه المنظمة بدعم من قبل المغرب وفرنسا، وصُنّفتْ سنة 2021 كتنظيم إرهابي من قبل الجزائر مع تنظيم رشاد. ([72])

3-الملف الأمني
عرفت الجزائر حرب أهلية من أطول الحروب في إفريقيا، حيث امتدت هذه الحرب قرابة 10 سنوات فيما سمي بالعشرية السوداء، ([73]) وأفرزت هذه الحرب الأهلية بالرغم من نهايتها جماعات جهادية تنشط في الساحل الإفريقي وتدور بينها وبين الجزائر مواجهات في بعض الأحيان. كما أن الصحراء الجزائرية تشهد نشاطا كبيرا لعديد الجماعات الإسلامية والحركات الانفصالية في القارة الإفريقية وهي منطقة تعرف بأنها من أكبر الأسواق السوداء في العالم حيث توجد فيها جماعات الجريمة المنظمة (تجارة مخدرات، أسلحة، تهريب).
وكانت من بين أكبر عمليات هذه الجماعات اقتحام حقل الغاز الطبيعي الواقع بالجنوب الشرقي للبلاد عين آميناس قرب الحدود الليبية سنة 2013 كرد فعل على العملية العسكرية الفرنسية شمال مالي، حيث تم اقتحام الحقل واحتجاز رهائن ومهاجمة حافلة تقل العمال، ([74]) ولكن القوات الجزائرية نجحت في القضاء على العناصر المنفذة للعملية الذي ينتمون إلى جماعة المرابطون أحد فروع تنظيم القاعدة التي يتزعمها الملقب “بمختار بالمختار” جزائري الأصل، وجاءت هذه العملية على إثر إعلان الجماعات الجهادية في الساحل والصحراء (تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، حركة مرابطون، أنصار الدين…) المتحالفة مع حركة أزواد (طوارق) عن قيام إمارة مالي الإسلامية سنة 2012 والواقعة على الحدود الجنوبية للجزائر، ([75]) وأما المنطقة الحدودية الشرقية الجنوبية مع ليبيا كانت أيضا تشهد نشاطا كبيرا للجماعات الجهادية التي أفرزتها أحداث الفوضى في ليبيا.
كل هذه العوامل ساهمت في عملية عين آميناس الواقعة في شرق الجزائر قرب الحدود الليبية وسهلت على الجماعات المتخذة لمنطقة الصحراء الكبرى (جنوب الجزائر، شمال النيجر، شمال مالي، شمال نيجريا) والتي دخلت الجزائر عبر ليبيا والنيجر لتنفيذ عملية أميناس([76])، لذلك يعتبر استقرار هذه الدول هاجسا أمنيا كبيرا بالنسبة للجزائر، وهو ما دفع الجزائر لدعم أحد أطراف الصراع في ليبيا المتمثل في حكومة طرابلس بقيادة عبد الحميد الدبيبة بل مؤخرا ذهبت الجزائر أبعد من ذلك، فقد أعلن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون خلال اجتماع مع الولاة أن الجزائر ستدخل عسكريا في حال تم تقسيم مالي أو حتى حماية طرابلس في ليبيا من السقوط في أيدي جماعات تابعة لقوى إقليمية أخرى تعادي الجزائر. ([77])
وهو ما يعكس التوجه الجزائري في حماية أمنه القومي لأهمية هذه المناطق وهشاشتها الأمنية التي تنعكس سلبا على الجزائر وتتأثر بكل المتغيرات فيها، فهي تمتلك حدود شاسعة صحراوية مع هذه الدول يصعب مراقبتها والتحكم فيها، لذلك يمثل الحل الأمثل لتقييد هذه الجماعات المحافظة على الأمن والاستقرار في دول الساحل والصحراء وليبيا، لكي يتم التنسيق الأمني بين جميع الأطراف.

– التحديات الإقليمية والدولية
سنقوم خلال هذا العنصر باستعراض أهم المشاكل الدولية والإقليمية التي تواجهها الجزائر ويمكن أن تعرقل مساعيها للصعود كفاعل إقليمي:

1- العقوبات الأمريكية
كانت أولى التهديدات الأمريكية للجزائر سنة 2018، حين ما أبدت رغبتها في شراء منظومة الدفاع الصاروخي س400 من موسكو، حيث قامت مباحثات بين الجزائر وسفير الأمريكي بها ليسانس كنوكس برون في تسليط عقوبات على الجزائر حسب القانون الذي اقره مجلس الشيوخ الأمريكي سنة 2017 والمتعلق بقطع الإعانات الأمريكية وحظر التداول بالدولار وحزمة من العقوبات الأخرى تناهز 12 عقوبة. ([78])
وجاءت ثاني التهديدات الامريكية في مارس 2022 على إثر اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، بعد تقديم 27 عضو من الكونغرس الأمريكي رسالة لوزير الخارجية الامريكية انتوني بلينكن تحثه على فرض عقوبات على الجزائر بما انها أحد أكبر شركاء روسيا سياسيا وعسكريا في العالم، ([79]) أما آخر التهديدات الأمريكية بفرض عقوبات جاء خلال شهر سبتمبر 2022، بعد تقدم السيناتور الجمهوري عن فلوريدا ماركو روبيو بدعوة لوزير الخارجية الامريكية انتوني بلينكن بتسليط عقوبات على الجزائر باعتبارها أكبر مستورد للأسلحة الروسية في العالم، لكن الجهات الرسمية في واشنطن لم تتفاعل مع هذا الطلب الأخير. ([80])
وتقف وراء المقترحات الأخيرة لتسليط عقوبات على الجزائر شخصيات سياسية مقربة لجماعات الضغط اليهودية في الولايات المتحدة الأمريكية كالسيناتور ماركو روبيو، ([81]) وهي ردة فعل للموقف الجزائري من التطبيع مع إسرائيل أو حتى الحملة التي تقودها رفقة جنوب إفريقيا لسحب صفة المراقب داخل الاتحاد الافريقي من تل أبيب.
كما يمكن قراءة هذه العقوبات أيضا خلال هذه الآونة بالذات بمحاولة ممارسة ضغوط غير مباشرة على الجزائر من قبل واشنطن لتوفير امدادات الغاز الطبيعي لدول الاتحاد الأوروبي وخاصة أنها تزامنت خلال محدثات تجريها الجزائر فيما يتعلق بالغاز مع عديد الدول الأوروبية وخاصة مع فرنسا.
ولكن ما يمكننا استخلاصه في النهاية وفي ظل غياب أي تصريح رسمي أمريكي حول هذه العقوبات أو حتى رد رسمي جزائري، بأن الولايات المتحدة الامريكية لكسب نفوذ أكبر في شمال إفريقيا وخاصة أن روسيا دخلت على الخط في المنطقة وتمددت في عديد الدول الإفريقية، والدخول في عداء مع الجزائر حاليا أهم دولة من ناحية الثقل السياسي والعسكري سينعكس سلبا على المصالح الأمريكية بالمنطقة.

2- المشاكل الحدودية في المتوسط
أما على المستوى الإقليمي فتعرف الجزائر عديد الإشكاليات مع جوارها حول مسائل حدودية، فللجزائر صراع مع كل من إيطاليا وإسبانيا حول مسألة ترسيم الحدود البحرية. ومع بداية الصراع الإقليمي داخل حوض الأبيض المتوسط سنة 2020 على ضوء الأزمة الليبية وإعلان تركيا عن إعادة ترسيم حدودها، اندلعت أزمة بين أغلب الدول المتوسطية ومن بينها أزمة بين كل من إيطاليا والجزائر، ومن الجهة المقابلة بين الجزائر ومدريد.
تكمن الإشكالية بين روما والجزائر في تحديد المنطقة البحرية الاقتصادية، وتتهم إيطاليا في هذا الصدد تواطئ شركة إيني النفطية الإيطالية والشريك الاستراتيجي للعملاق النفطي سوناطراك مع الجزائر للسيطرة على مناطق حدودية بينها مليئة بالغاز الطبيعي. ([82])
وبالرغم من هذا الاختلاف إلا أن روما أكبر مستورد للغاز الجزائري في القارة الأوروبية وقد أبرمت عقود مع الجزائر لزيادة كميات الغاز المتدفق نحوها، وستظل العلاقات بين إيطاليا والجزائر جيدة وحتى مع صعود حكومة يمينية إيطالية في الوقت الحالي على العلاقات بين البلدين أو حتى الاتفاقيات المبرمة بينهما.
أما الاشكال مع إسبانيا يتمثل حول جزيرة “كابريرا” حيث تعتبرها الجزائر ضمن المنطقة الجزائرية الاقتصادية الخالصة *، وتحتوي هذه المنطقة البحرية على كميات هامة من الغاز الطبيعي.

3- العلاقات الجزائرية الإسبانية
علقت الجزائر معاهدة الصداقة مع إسبانيا كما أنها ألغت المعاملات التجارية والمالية بينهما في 8 جويلية 2022 وذلك على خلفية تصريحات رئيس الحكومة الاسبانية حول دعم مقترح الحكم الذاتي في الصحراء الغربية تحت سيادة مغربية، وهذا ما ترفصه الجزائر مما دفعها لقطع العلاقات مع إسبانيا واستدعاء سفيرها من مدريد. ([83])
ويفهم من هذا الموقف الإسباني أنه محاولة غض طرف المغرب عن منطقتي سبتة ومليلة التي تحتلهما وإسبانيا وإصلاح علاقتها مع المملكة المغربية تشهد في السنوات الأخيرة نوع من الفتور.
ولكن بعد شهر من العلاقات المقطوعة بين البلدين بدأت تصدر أنباء عن زيارة سرية قامها وفد رسمي من الحكومة الإسبانية للجزائر لإعادة ترميم العلاقات كما أكدت صحف إسبانية، وبعد هذه الزيارة نقلت الصحف الاسبانية عن عودت تدفق الغاز الطبيعي من الجزائر نحو إسبانيا لكن بدون أي إعلان رسمي من قبل البلدين. ([84])

وسنقوم بتسليط الضوء على أهم الورقات التي استعملتها الجزائر في الضغط على مدريد:
أولا: عقب تحرك الديبلوماسية الجزائرية في قطع العلاقات مع إسبانيا ووقف إمدادات أنبوب الغاز الطبيعي المار عبر المغرب، قامت حرب تصريحات داخل اسبانيا بسبب قطع العلاقات مع الجزائر، حيث وجهت رئيسة حزب الشعب الاسباني انتقادات حادة تجاه رئيس الحكومة الاسبانية سانشاز ودعت الجزائر إلى التفرقة بين الشعب الاسباني والحكومة التي لا تمثل آراء وتطلعات الشعب الحقيقية، مما دفع رئيس الحكومة إلى دخول معها في حرب تصريحات أفرزت أزمة سياسية داخل إسبانيا. ([85])
ثانيا: حاجة أوروبا للغاز بصفة عامة وإسبانيا بصفة خاصة وتداعيات الحرب الأوكرانية الروسية في هذا الصدد.
ثالثا: إعلان المستشار الألماني أولاف شولتس دعمه لبناء خط أنابيب غاز لنقل الطاقة من البرتغال إلى شمال ووسط أوروبا عبر إسبانيا وفرنسا،  والزيارة الاسبانية كانت بعد يوم واحد فقط من إعلان المستشار الألماني عن هذا القرار.

4- العلاقات مع فرنسا
تسببت الكلمة التي ألقاها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والتي قال فيها إن “الجزائر لم تكن أمّة قبل الاستعمار، والرئيس تبون رهين نظام عسكري”، ([86])في قطع العلاقات بين فرنسا والجزائر. حيث قامت الجزائر على إثرها بسحب سفيرها من باريس ومنع الطائرات العسكرية الفرنسية من استعمال مجالها الجوي، مع الغاء التجارة معها، مما تسبب في خسائر اقتصادية كبرى لفرنسا التي تراجعت للمرتبة الثانية بعد الصين كأكبر مورد للجزائر، كما أن أرباح شركة توتال الفرنسية تراجعت كثيرا.
ولكن الآونة الأخيرة بدأ البلديين في فتح قنوات اتصالية بينهما لإعادة العلاقات وتجلى ذلك في زيارة الرئيس الفرنسي للجزائر في يومي 27/28 أغسطس 2022. ([87])
وتكمن أهمية الجزائر بالنسبة لفرنسا في الوقت الراهن على غرار الروابط التاريخية إلى أربع ملفات هامة وكبرى:
– أولا ملف الهجرة غير الشرعية: حيث تسعى باريس لعودة التنسيق الأمني مع الجزائر للحد من أعداد المهاجرين غير الشرعيين الوافدين إليها من الجزائر وعبرها.
– ثانيا الملف الاقتصادي: تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين وخاصة كما ذكرنا الآن الجزائر تعتبر من أكبر الأسواق الاستهلاكية للبضائع الفرنسية.
– ثالثا ملف التعاون الإقليمي: تسعى باريس إلى إعادة فتح المجال الجوي الجزائري أمام طائرتها العسكرية لاستكمال أنشطتها في منطقة الساحل والصحراء، حيث إن تواصل هذا الإغلاق يزيد من خسارة نفوذها في المنطقة والذي بدأ يتفاقم مع دخول الفاعل الروسي على الخط. ولذلك مع عودة التنسيق الأمني والعسكري مع الجزائر يمكن لباريس استغلال نفوذ الجزائر في المنطقة للمحافظة على ما تبقى لها من نفوذ من المنطقة.
– رابعا ملف الطاقة: تهدف باريس كباقي العواصم الأوروبية إلى تأمين احتياجاتها من الطاقة وخاصة بعد تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية ومع اقتراب حلول فصل الشتاء، ترغب فرنسا في زيادة حصتها من الغاز الطبيعي الجزائري وخاصة بعد نجاح جارتها إيطاليا في إبرام عقد مع الأخيرة لزيادة تدفق الغاز الطبيعي نحوها. ([88])
كما أن المشكل الأكبر للجزائر مع جارتها المغرب فيما يتعلق بقضية الصحراء الغربية، وتعتبر هذه القضية من أطول القضايا النزاعية في القارة إفريقية وأكثرها تعقيدا ويمكن أن تتسبب في صدام عسكري بين الجارتين في أية لحظة وخاصة مع التصعيدات الأخيرة بينهما. ([89])

التوصيات
فيما يلي أبرز التوصيات لكي تواصل الجزائر في مساعيها نحو الصعود الإقليمي والمتمثل في التحدي الاقتصادي والأمني داخليا والصراعات الإقليمية:
 يمكن للجزائر أن تتفادى الأزمات الداخلية وخاصة مسألة الصراعات العرقية عبر القيام بمشاريع تنموية لتلك المناطق، والضغط على فرنسا فيما يتعلق بحركة الماك التي تهدد السلم والأمن القومي في الجزائر وهي ورقة لطالما تلاعب بها الاستعمار.
– على الجمهورية الجزائرية استغلال أحد أهم قواها الناعمة والمتمثلة في الجزائريين بالخارج وخاصة بأوروبا في ضغط على الدول الأوروبية عبر توظيف ما يعرف بالديبلوماسية الشعبية.
– استغلال التغييرات الكبرى الحالية للتوازنات الدولية للتمدد أكثر وصناعة قوى عسكرية عبر الاعتماد على التصنيع المحلي للأسلحة وتطوير التكنولوجيا العسكرية.
– التقليل من الاعتماد على الطاقة في الاقتصاد والانتقال إلى مجالات أخرى عديدة، حيث تمتلك الجزائر كل مقومات القطب الصناعي العملاق في عديد المجالات، كما أنها تمتلك كل مقومات البلد السياحي لو استثمرت في البنية التحتية وخففت من الإجراءات المعقدة فيما يتعلق بالتأشيرات.
– أن تسعى للحفاظ على الاستقرار الأمني في منطقة شمال إفريقيا والساحل الإفريقي إلا أن الفوضى في المنطقة ستنعكس سلبا عليها وهو ما يظهر بجلاء حاليا في السياسية الخارجية الجزائرية، ولكن يجب التركيز أكثر في هذا الملف.
– التخفيف من حدة التوترات مع دول الجوار ومحاولة الوصول إلى حلول توافقية لأنه كما أشارنا إلى أن أي فوضى في دول المنطقة ستكون انعكاساتها سلبية على كامل الإقليم، وخاصة مع المغرب لأن هذا الصراع عطل عديد المشاريع التنموية التي كانت ستعود على كلا البلدين وحتى ما يعرف بدول المغرب العربي بإيجابيات كثيرة، وهو ما ساهم في عدم استقلالية قرارات هذه الدول بحكم التدخلات الأجنبية في هذا الصراع.
– توظيف القدرات الجزائرية الاقتصادية والمقبولية في التعامل ودبلوماسيتها العريقة في ربط أواصر العلاقات مع الدول الإفريقية بسد الفجوة التي تركها الزعيم الراحل معمر القذافي على مستوى التعامل مع الدول الإفريقية، وقيادة إفريقيا مع رفيقاتها الثلاث.

قائمة المصادر


[1]- فايق محمد، الثورة الإفريقية وعبد الناصر، دار الوحدة لطباعة والنشر بيروت.  
[2]-  نفس المصدر.  
[3]-  نفس المصدر.
[4]-  نفس المصدر.
[5]-  نفس المصدر. 
[6]-  إفريقيا.. هوية عبد الناصر التي أضاعها السادات، وكالة وطن للأنباء، الرابط: https://www.wattan.net/ar/news/163594.html 
[7]-  عبد الرزاق علاء، مليون دولار ثمن لرأس مبارك... أسرار محاولة اغتياله في أديس أبابا قبل 26 عام، الجزيرة، رابط المقال:  
[8]-  الخولي إسماعيل، مانديلا مناضل إفريقي بعباءة عربية: صديق مقرب للقذافي وداعم للقضية الفلسطينية، الشروق نيوز، رابط المقال: https://www.shorouknews.com/news/view.aspx?cdate=06122013&id=5f6c5f8a-7627-4d0b-94c1-2f6eae8a8441 
[9]-  Union Africaine. « 12ème Sommet de l'Union africaine » :lien, http://www.africa-union.org/root/au/conferences/20... page consultée le 22 février 2009 
[10]-  Libye: Kadhafi met 90 milliards de dollars à la disposition de l’Afrique, Aujourd'hui, lien: https://aujourdhui.ma/societe/libye-kadhafi-met-90-milliards-de-dollars-a-la-disposition-de-lafrique-71944 
[11]- Afrik. « Les Etats-Unis d'Afrique, une idée au long cours », 2 juillet 2007, Lien :  http://www.afrik.com/article12042.html , page consultée le 22 février 2009      
[12]-  حسام الدين إسلام، لماذا مظاهرات الجزائر استثناء في العالم العربي، وكالة الأناضول، رابط المقال:    
[13]-  مباشر أحداث 10 مارس: إضراب عام ضد العهدة الخامسة، الجزائر اليوم، رابط المقال:  
[14]-  ردود فعل الأحزاب حول الدعوة إلى تفعيل المادة 102 من الدستور، الجزائر1، رابط المقال:  
[15]-  فاطمة حمدي، أحمد قايد صالح.. رجل المفاجآت الذي أخرجه الحراك للواجهة، الجزيرة، رابط المقال:   
[16]-  الانتخابات الرئاسية الجزائرية: نسبة المشاركة تبلغ أقل من 40% والنتائج تعلن ظهر الجمعة، فرانس 24، رابط المقال:  
[17]-  استفتاء الدستور الجزائري: هل تعزز التعديلات الدستورية روح ثورة نوفمبر أم تضعفها، BBC، رابط المقال: https://www.bbc.com/arabic/inthepress-54778989 
[19]-  نفس المصدر. 
[20]-  نفس المصدر. 
[21]-  نفس المصدر. 
[22]-  الديوان الوطني للإحصائيات، رابط الصفحة: https://www.ons.dz/ 
[23]-  نفس المصدر. 
[24]-  Fatima Zohra Mohamed-Cherif, Les liaisons maritimes de l’Algérie dans l’espace Euro – Méditerranée: réalités et perspectives, Open Edition Journals, p. 86-97, Lien: https://doi.org/10.4000/tem.1907 
[25]-  الجمهورية الشعبية الجزائرية، السمات الجغرافية، موسوعة مقاتل من الصحراء، رابط:  http://www.moqatel.com/openshare/Behoth/Dwal-Modn1/Algeria/Sec02.doc_cvt.htm 
[26]-  مرجع سابق، الرابط: https://www.ons.dz/ 
[27]-  International Monetary Fund, IMF Staff Completes 2022 Article IV Mission to Algeria November 21, 2022, Link: https://www.imf.org/en/News/Articles/2022/11/21/pr22396-algeria-imf-staff-completes-2022-article-iv-mission-to-algeria 
[28]-  ارتفاع عائدات الجزائر من مبيعات النفط والغاز إلى 12.6 مليار دولار خلال 6 أشهر، الجزيرة، رابط المقال:    
[29]-  عبد الله هوادف، « مسودة التعديل الدستوري في الجزائر: سياقاته وانعکاساته على المشهد السياسي »، سلسلة تقييم حالة، المرکز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، يونيو 2022، ص.2.
[30]-  مرجع سابق، رابط المقال: https://www.imf.org/en/News/Articles/2022/11/21/pr22396-algeria-imf-staff-completes-2022-article-iv-mission-to-algeria 
[31]-  كحال حمزة، الصادرات النفطية تعيش فائض تجاري، رابط المقال:  
[32]-  بوعتروس عبد الحق، الإصلاح المالي والمصرفي في الجزائر وتحديات المرحلة المقبلة، مخبر البحث المغرب الكبير الاقتصاد والمجتمع، كلية العلوم الاقتصادية وعلوم التسيير جامعة منتورى قسنطينة، رابط: https://www.asjp.cerist.dz/en/downArticle/17/1/1/3129 
[33]-  Global Fire Powe, 2022 Military Strength Ranking, Link: https://www.globalfirepower.com/countries-listing.php
[34]-  Ibid.
[35]-  En Algérie, très forte hausse du budget de la défense prévue pour 2022, Le Monde Afrique, Lien: https://www.lemonde.fr/afrique/article/2022/11/23/en-algerie-tres-forte-hausse-du-budget-de-la-defense-prevue-pour-2023_6151208_3212.html 
[36]-  مرجع سابق، رابط: https://www.globalfirepower.com/country-military-strength-detail.php?country_id=algeria#viewNotes   
[37]-  Holsti, Kalevi J, "National Role Conceptions in the Study of Foreign Policy". International Studies Quarterly, Vol. 14, No. 3, 1970.
[38]-  UNITED NATIONS SUSTAINABLE DEVELOPMENT GROUP, Algeria, link: https://unsdg.un.org/un-in-action/algeria 
[39]-  M. Lamamra reçu à New York par le président de la République du Timor-Oriental, AL24News, Lien: https://al24news.com/fr/m-lamamra-recu-a-new-york-par-le-president-de-la-republique-du-timor-oriental/  
[40]-  Encyclopedia Britannica, Algiers Agreement 1975, Iran-Iraq, Link: https://www.britannica.com/topic/Algiers-Agreement 
[41]-  ALGIERS ACCORDS January 19, 1981, DECLARATION OF THE GOVERNMENT OF THE DEMOCRATIC AND POPULAR REPUBLIC OF ALGERIA, Link: https://www.parstimes.com/history/algiers_accords.pdf .
[42]-  عبد العالي، كل التفاصيل حول المرشحون للوظائف العليا لمناصب الوكالة الجزائرية للتعاون الدولي من أجل التضامن والتنمية، رابط المقال:  https://algeriemaintenant.dz/2021/10/246512/ 
[43]-  Tebboune annonce la création d’une  agence algérienne de coopération internationale, ALGERIE ECO  , Lien : https://www.algerie-eco.com/2020/02/09/tebboune-annonce-la-creation-dune-agence-algerienne-de-cooperation-internationale/  
[44]-  Organisation Internationale du Travail, Lien: http://www.ilo.org/dyn/natlex/natlex4.detail?p_lang=fr&p_isn=112048&p_country=DZA&p_count=1078 
[45]-  Ibid.
[46]- Ibid.  
[47]-  ماجد بن عبداالله المنيف، منظمة الدول المصدرة للبترول أوبك، بحوث اقتصادية عربية، مجلة علمية فصلية محكمة، الجمعية العربية للبحوث الاقتصادية، العدد 41 ، :السنة الرابعة عشرة، شتاء 2008 ،ص .73
[48]-  جمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية وزارة الـطــــاقــــة والمناجم، الجزائر تتسلم رئاسة منظمة الاوبك لسنة 2020، رابط المقال: http://bit.ly/3XGlDXUhttp 
[49]-  خالد أحمد عثمان، "أوبك" من مؤتمر فيينا إلى مؤتمر وهران، صحيفة الاقتصادية أخبار اقتصادية، الرابط: https://www.aleqt.com/2008/12/26/article_177592.html 
[50]-  مرجع سابق، الرابط: http://bit.ly/3XGlDXUhttp 
[51]-  نفس المصدر. 
[52]-  الجزائر تقدّم طلباً رسمياً للانضمام إلى مجموعة "بريكس"، الشروق نيوز، رابط المقال: https://bit.ly/3XWmzXMv  
[53]- Les 5 pays BRICS, données mondiale, lien: https://www.donneesmondiales.com/alliances/brics.php   
[54]-  BENJAMIN NICKELS, Algeria’s Role in African Security, CARNEGIE ENDOWMENT FOR INTERNATIONAL PEACE, Link:   https://carnegieendowment.org/sada/55239 
[55]-  Ibid.
[56]- Ibid. 
[57]-  Ibid.
[58]-Mohamed Jaouad EL KANABI, Ce G4 qui veut du bien à l'Afrique, mais pas à lui-même, Hespress, lien:   https://fr.hespress.com/250280-ce-g4-qui-veut-du-bien-a-lafrique-mais-pas-a-lui-meme.html 
[59]-  إيهاب العاشق، القضية الصحراوية: قراءة في أطول صراعات القارة الإفريقية جذور الصراع وآفاقه المستقبلية، المركز الإفريقي للبحوث ودراسة السياسات رابط المقال: http://bit.ly/3XQKsA2 
[60]- نفس المصدر.   
[61]-  نفس المصدر. 
[62]-  لأكثر تفاصيل حول الصراع بين الجزائر والمغرب يمكن الاطلاع على مقال القضية الصحراوية: قراءة في أطول صراعات القارة الإفريقية جذور الصراع وآفاقه المستقبلية، رابط المقال: http://bit.ly/3XQKsA2 
[63]-  نفس المصدر. 
[64]-  مرجع سابق، الرابط: http://bit.ly/3XQKsA2 
[65]-  عراب سمية، تبعية الاقتصاد الجزائري لقطاع المحروقات وتحليل درجة تنوعه حسب مؤشر هرفندل-هيرشمان خلال الفترة (2001-2019)، مجلة التمويل والاستثمار والتنمية المستدامة، Volume 6, Numéro 2. Pages 8-28, 2021-12-31.
[66]-  Ruffié Jacques, Ducos J., Larrouy Georges. 9, « Etude hémotypologique des populations de la région du M'Zab (département des Oasis). In : Bulletins et Mémoires de la Société d'anthropologie de Paris, XI », Série. Tome 3, pas de fascicule 4, 1962. p. 354-371.  
[67]-  Merghoub B., 1971 – Le développement politique en Algérie, étude des populations de la région du Mzab, Armand Colin, Paris.  
[68]-  بودهان ياسين، غرداية الجزائرية.. أعراض التهميش و"عجز" النظام، الجزيرة، رابط المقال:  https://bit.ly/3kMExOg 
[69]-  Yassin Temlali, La révolte de Kabylie ou l’histoire d’un gachis, Confluences Méditerranée 2003/2 (N° 45), pp32-56. 
[70]- الربيع الأسود: اندلعت أحداث القبائل أو ما يعرف بالربيع الأسود، على إثر موت الشاب ماسينيسا قرماح يوم 20 أفريل 2001 بعد يوميين من إعتقاله متأثرا برصاصة أطلقها عليه أفراد الدرك الجزائري، لتندلع موجة كبرى من الاحتجاجات في منطقة التيزووزو (القبايل)، واستمرت على مدى سنة كاملة من أفريل 2011- أفريل 2022، وقامت على إثرها مفاوضات بين العشائر الكبرى والحكومة الجزائرية ليتم تعديل الدستور والإعتراف باللغة الأمازيغية ملغة رسمية في الجزائر. ينظر إلى: Hamid Chabani, Le printemps noir de 2001 en Kabylie.
[71]-  Algérie : Le Mouvement pour l'Autodétermination de la Kabylie (MAK) Notamment sa place au sein du mouvement du Hirak et la situation de ses militant, Office français de protection des réfugiés et apatrides DIDR – OFPRA : https://www.ofpra.gouv.fr/sites/default/files/atoms/files/2111_dza_actualisation_situation_militants_mak_154668_web.pdf 
[72]-  Sofiane Orus-Boudjema, Algérie : qui sont le MAK et Rachad, les mouvements accusés d’être derrière les incendies, Jeune Afrique, lien:  https://www.jeuneafrique.com/1220291/politique/algerie-qui-sont-le-mak-et-rachad-les-mouvements-accuses-detre-derriere-les-incendies/ 
[73]-  حبيب سويدية، الحرب القذرة، وردة للطباعة والنشر والتوزيع، 19 أفريل 2007.
[74]-  Karim Djad, Prise d'otages d'In Amenas: récit d’une opération kamikaze, Jeune Afrique, Lien : https://www.jeuneafrique.com/138486/politique/prise-d-otages-d-in-amenas-r-cit-d-une-op-ration-kamikaze/ 
[75]-  Ibid.
[76]-  Ibid.
[77]-  تبون يحدّد الحالة التي يمكن للجزائر التدخل فيها عسكريًا بمالي، أمد للإعلام، رابط المقال:  https://www.amad.ps/ar/post/429647 
[78]- الجزائر مهددة بعقوبات أمريكية... ماذا يجري داخل الغرف المغلقة، sputnikarabic، الرابط: https://bit.ly/3kMJztQ 
[79]-  عبد السلام الشامخ، 27 عضوا في الكونغرس الأمريكي يطالبون بفرض عقوبات على الجزائر، هسبريس، الرابط:  https://bit.ly/3kFdBQh 
[80]-  ماذا وراء الحملة داخل الكونغرس الأمريكي لفرض عقوبات على الجزائر؟، القدس العربي، الرابط: https://bit.ly/402Pjjx 
[81]-  نفس المصدر. 
[82]-  تبون: الجزائر كانت مستعدة "للتدخل" في ليبيا لمنع سقوط طرابلس، France 24، رابط المقال:  https://bit.ly/3H3knGY 
[83]-  الخلاف الجزائري-الإسباني يتصاعد.. هل تخوض مدريد حرب ضغوط بالوكالة؟ TRT عربي، الرابط : https://bit.ly/3WUZdkB 
[84]-  تراجع الجزائر عن حظر التعاملات التجارية مع إسبانيا.. ماذا تغير؟، الحرة، الرابط: https://bit.ly/3H3kRgg 
[85]- محمد مسلم، سانشيز يتهم أكبر أحزاب المعارضة بدعم الجزائر، الشروق، رابط المقال: https://bit.ly/3DiiPbe 
[86]-  Pourquoi de nouvelles tensions entre Alger et Paris ? SudOuest.fr avec AFP, link : https://www.sudouest.fr/international/pourquoi-de-nouvelles-tensions-entre-alger-et-paris-6347027.php 
[87]-  Emmanuel Macron se rendra en Algérie du 25 au 27 août pour relancer les relations et apaiser les tensions, le Figaro international, link : https://www.lefigaro.fr/international/emmanuel-macron-se-rendra-en-algerie-du-25-au-27-aout-pour-relancer-les-relations-et-apaiser-les-tensions-20220820 
[88]-  L’Italie scelle l’augmentation de sa fourniture de gaz depuis l’Algérie, Le Monde, link : https://www.lemonde.fr/afrique/article/2022/07/19/en-visite-en-algerie-le-premier-ministre-mario-draghi-scelle-l-augmentation-de-la-fourniture-de-gaz-a-l-italie_6135326_3212.html 
[89]-  لأكثر تفاصيل حول الصراع بين الجزائر والمغرب يمكن الاطلاع على مقال القضية الصحراوية: قراءة في أطول صراعات القارة الإفريقية جذور الصراع وآفاقه المستقبلية، رابط المقال: https://bit.ly/3XQKsA2

 

أفروبوليسي

المركز الإفريقي للأبحاث ودراسة السياسات (أفروبوليسي) مؤسسة مستقلة تقدم دراسات وأبحاثاً حول القضايا الأفريقية لدعم صناع القرار بمعرفة دقيقة وموثوقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى