إيهاب العاشق | باحث بالمركز
Russia is making a strategic move in Africa, and Niger is its latest Target. Russia has been expanding its influence in the region through economic investment projects and other development projects, presenting itself as a security and military solution to the dilemma of the jihadist groups active in the Sahel region, which is considered one of the most dangerous groups in the world today. This has allowed the Kremlin to gain a foothold on the African continent in general and in Niger in particular. Although it is difficult to trace the impact of this foothold in Niger, many indications and events are shownig its presence and the possibility of its exacerbation more and more in the coming period in light of the intensification of the power struggle. Africa, and in the rich Sahel region in particular
تقوم روسيا بخطوة استراتيجية في إفريقيا، والنيجر هو آخر هدف لها. تعمل روسيا على توسيع نفوذها في المنطقة من خلال مشاريع الاستثمار الاقتصادي ومشاريع التنمية الأخرى وطرح نفسها كحل أمني وعسكري في معضلة الجماعات الجهادية الناشطة بمنطقة الساحل التي تعتبر من أخطر الجماعات في العالم حاليا. وقد سمح ذلك للكرملين بالحصول على موطئ قدم في القارة الأفريقية بصفة عامة وفي النيجر بصفة خاصة، بالرغم من صعوبة تتبع الأثر المادي لهذا الموطئ في النيجر إلا أنه توجد عديد المؤشرات والأحداث تشير إلى تواجده وإلى إمكانية تفاقمه أكثر فأكثر في الفترة القادمة في ظل احتدام صراع النفوذ الدولي في القارة الإفريقية وفي منطقة الساحل الغنية بالثروات على وجه الخصوص.
تمهيد
تعتبر النيجر من أهم دول الساحل الإفريقي لعدة اعتبارات، من الناحية الاستراتيجية تتوسط النيجر الساحل وهي نقطة جيواستراتيجية مهمة جدا فيه حيث تشترك في حدودها البرية مع سبع دول (ليبيا، الجزائر، تشاد، نيجريا، بوركينافاسو، مالي، بنين)، كما أنها دولة مركزية ضمن دول ما يعرف بحوض بحيرة تشاد، من جهة أخرى تزخر النيجر بثروات هامة وضخمة تقع حاليا تحت السيطرة الفرنسية وأهمها الأورانيوم الذي يثير مطامع العديد من القوى الدولية والإقليمية. في نفس الوقت هنالك العديد من الملفات التي تعاني منها نيامي أهمها التنمية وأعمال العنف التي نقف ورائها الجماعات المسلحة فيها.
ومع تراجع النفوذ الفرنسي بمنطقة الساحل الإفريقي وبداية توغل موسكو في المنطقة عبر ذراعها العسكري المتمثل في قوات فاغنر مما ساهم في احتدام الصراع الدولي والإقليمي حول التموقع في القارة الإفريقية بصفة عامة والنيجر بصفة خاصة، بدأ الكرملين منذ سنة 2019 في وضع إستراتيجية لتغلغل داخل القارة الإفريقية، ونيامي هي أحد أهداف الروس في إيجاد موطئ قدم فيها، ولكن هذه المساعي الروسية تصطدم بمساعي دولية أخرى، تقف حاجزاً أمام طموحات موسكو في دخول النيجر.
يستكشف هذا المقال المساعي الروسية في إيجاد موطئ قدم داخل النيجر، عبر الكشف عن العلاقات العسكرية بين البلدين، حيث يعتبر الهاجس الأمني في دول الساحل بصفة عامة هو الملف الأبرز والطرح رقم واحد لها، ومحاولة الكشف عن حجم العلاقات التنموية والاقتصادية بين البلدين خاصة وأن النيجر من أفقر دول العالم وهذه الهشاشة الاقتصادية سبب رئيسي وراء ظاهرة تنامي أعمال العنف بها، ومن ثم قراءة مستقبل التغلغل الروسي داخل النيجر في ظل الصراع الدولي والإقليمي في القارة الإفريقية.
التعاون العسكري بين روسيا والنيجر
مثلت القمة الروسية الإفريقية في “سوتشي” في أكتوبر 2019 انطلاقة الاستراتيجية الروسية للتغلغل في القارة الإفريقية، وكانت من بين مخرجات هذه القمة توقيع أكثر من 30 دولة إفريقية عقود مع موسكو للتزود بالسلاح والمعدات العسكرية ومن ضمنها الاتفاقية التي عقدت مع نيامي والمتمثلة في تزويد النيجر ب 12 طائرة هليكوبتر هجومية من طراز MI-35. ([1]) لم تكن هذه أولى العلاقات العسكرية بين البلدين ففي 2017 وقعت كل من النيجر وروسيا اتفاقية للتعاون العسكري بين البلدين فيما يتعلق بمكافحة الجماعات الإرهابية بالمنطقة ([2]). فالنيجر تعتمد حسب تصريحات وزير دفاعها على الطائرات الروسية ومئات الضباط الذين تدربوا في المدارس العسكرية الروسية في محاربة الإرهاب. ([3])
تعتبر النيجر شريك أساسي لفرنسا المستعمر التقليدي لها، ومع بداية سقوط فرنسا في دول الساحل الإفريقي الواحدة تلو الأخرى وبداية انسحاب قوات “برخان” الفرنسية التي تتواجد في عدد من الدول الساحل بحجة محاربة الإرهاب، ([4]) بدأت هذه القوات تعوض بقوات فاغنر الروسية وهي تتواجد حاليا في مالي وبوركينا فاسو التي يتكتم مجلسها العسكري عن الاستعانة بقوات فاغنر على أراضها وتواجدها بها. ([5])
ومن أبرز معالم هذا التعاون الزيارة الأخيرة التي أداها وفد روسي في 16 نوفمبر 2022 إلى العاصمة نيامي، برئاسة السفير فوق العادة والمفوض للاتحاد الروسي لدى النيجر إيغور جروميكو والمقيم في جمهورية مالي ويضم رئيس البعثة العسكرية الروسية في النيجر والمقيم في مالي، التقى هذا الوفد وزير الدفاع الوطني القسوم إنداتو. تم خلال هذا اللقاء النقاش حول تطوير التعاون الثنائي في المجال العسكري، مع إشادة النيجر بالمساعدة الروسية عبر تكوين ضباط النيجر (خاصة الجو) والطائرات الروسية في محاربة الجماعات الجهادية بالمنطقة. ([6])

المصدر: المركز الإفريقي للأبحاث ودراسة السياسات (أفروبوليسي)
يعتبر التواجد الروسي العسكري قريب جدا من النيجر وإن تتبعنا مناطق انتشار قوات فاغنر في الساحل الإفريقي والقارة ككل فهي تتواجد على أعتاب النيجر، كما تبين الخريطة مواقع الانتشار الروسي عبر قوات فاغنر فهي تطوق تقريبا النيجر من شمال (ليبيا) ومن الغرب والجنوب الغربي (مالي وبوركينا فاسو)، ومع تنامي العمليات الإرهابية بعد الانسحاب الفرنسي من مالي خاصة وتمركزها في النيجر، صارت فاغنر تطرح نفسها كبديل في مساعدة دول الساحل الإفريقي في مكافحة الجماعات الجهادية والتي يعتبر أوج نشاطها في منطقة جنوب النيجر ([7]) كما تبين الخريطة التالية.

المصدر: المركز الإفريقي للأبحاث ودراسة السياسات (أفروبوليسي)
في الوقت الراهن تواجه موسكو فاعليين دوليين آخرين على غرار القوى التقليدية في إفريقيا وخاصة في مجال العسكري، حيث تم توقيع اتفاقية عسكرية شاملة وتعاون بين تركيا والنيجر، بموجب الاتفاقية تنشأ قاعدة عسكرية استراتيجية برية وجوية مع تدريب جيش النيجر وتزويده بأحدث الأسلحة وتدريب قواته، ([8]) وتتضمن هذه الاتفاقية أساس تزويد النيجر بطائرات بدون طيار، وهو ما يصعب مهمة الكرملين أكثر بالرغم من أنه المصدر رقم واحد للسلاح في إفريقيا، ولكنها مع ذلك تبقى من أضعف المستثمرين في إفريقيا مقارنة مع القوى الأخرى، حيث تساهم بأقل من 1٪ من الاستثمار الأجنبي المباشر في القارة. ([9]) وهو ما يجعلها تبحث عن مصادر أخرى تمكنها من خلق شركات اقتصادية وترفيع في حجم تجارتها مع الدول الإفريقية وبعث مشاريع تنموية واستثمارية بها.
الاستثمار الاقتصادي الروسي ومشاريع التنمية في النيجر
بالرغم من اعتماد روسيا على التجارة في اقتصادها مع الدول الإفريقية إلا انها تمثل 14 مليار دولار فقط مقارنة بباقي القوى التي تبحث عن نفوذ لها في القارة، إذ تبلغ قيمة التجارة الأفريقية مع كل من الاتحاد الأوروبي والصين والولايات المتحدة 295 مليار دولار و254 مليار دولار و65 مليار دولار على التوالي. ([10])

المصدر: إعداد الباحث
هذا الفارق الشاسع في قيمة التجارة مع إفريقيا تحاول روسيا سدها في الآونة الأخيرة وهذا ما أعلن عنه الرئيس الروسي بوتين ضمن استراتيجيته في إفريقيا عقب عقد قمة سوتشي في 2019.
اما بالنسبة للمساعي الروسية في الاقتصاد ومشاريع التنمية مع النيجر بدأت أولى خطواتها في سنة 2019، حيث نظم وفد روسي برئاسة رجل الأعمال الروسي ورئيس مجلس إدارة مجموعة Tsargrad Media Group كونستانتين مالوفيف إلى العاصمة النيجرية نيامي حيث التقى برئيس الجمهورية إيسوفو محمدو، وأبدى مالو فيف خلال هذا اللقاء رغبته في تمويل مشاريع البنية التحتية والطاقة والنقل. واكد الجانب النيجري عن رغبته في التعاون في مجال التنمية والأمن مع الجانب الروسي. ([11])
تعتبر البنية التحتية في دول الساحل الإفريقي بصفة عامة وفي النيجر بصفة خاصة من أكثر البنى التحتية المتخلفة عالميا، وتسعى موسكو عبر هذه البوابة من دخول إفريقيا، كما أن النيجر تحظى بثروات طبيعية ضخمة جدا وخاصة فيما يتعلق باليورانيوم والنفط، ومن هنا تحاول روسيا الدخول حيث تعرض خدماتها في مجال البنية التحتية والطاقة.
لكن الحاجز الذي يعترض الروس في النيجر هو تواجد عدد من الفاعلين الإقليمين والدوليين فيها، ففيما يتعلق بالبنية تحتية حظيت شركة المقاولات المغربية “إيمي فيناس هولدينغ” باتفاق مع مجلس مدينة نيامي لاستثمار ما يقارب 1.824 مليار فرنك إفريقي (3.3 مليار دولار) لإقامة مشاريع صناعية وفي مجال البنية التحتية في سنة 2021. لا يقتصر الوجود المغربي في النيجر على هذا الاستثمار، فالرباط أكبر مستثمر بنكي في النيجر وتستحوذ على أهم ثاني مؤسسة مصرفية فيها وهي البنك الدولي الإفريقي. ([12])
أما فيما يتعلق بمجال الطاقة تعتبر النيجر من عمالقة إنتاج اليورانيوم في العالم، وتقدر احتياطاتها النفطية ب 320 مليون برميل وإنتاجها ب 20 ألف برميل يوميا، كما تحتوي النيجر على عديد مناجم الفحم والمعادن والذهب، حيث يبلغ عدد المناجم بها 69 منجم ذهب. ([13]) ولكن هذه الثروات تستحوذ عليها باريس وشركات فرنسية، إذ تمتلك شركة “أريفا” الفرنسية حقوق استخراج اليورانيوم من النيجر وهو ما يوفر 35% من الحاجيات الفرنسية في الطاقة النووية و75% من الطاقة الكهربائية في فرنسا. ([14])
بالرغم من تعدد اللقاءات بين الجانب الروسي والنيجري ورغبة كلا الطرفين في التعاون في مجال التنمية والاقتصاد وخاصة خلال سنة 2019، إلا أنه لا يوجد توثيق لأي مبادلات او علاقة اقتصادية مباشرة بين الطرفيين، ومع ذلك تستفيد النيجر بالمنتجات الروسية وخاصة فيما يتعلق بالمجال الزراعي الأسمدة والحبوب بطريقة غير مباشرة عبر دول الجوار وخاصة نيجريا. ([15])
مستقبل الاختراق الروسي في النيجر
وإن كانت موسكو تعول على المجال الأمني والاقتصادي لإيجاد موطئ قدم لها في النيجر، إلا أنها نجحت في دخول نيامي وتغلغل فيها سياسيا، ففي يوم 18 سبتمبر 2022 خرج المئات من المتظاهرين في العاصمة نيامي يطالبون برحيل القوات الفرنسية “برخان” وبسقوط فرنسا، حاملين لافتات كتب عليها “عاشت روسيا وبوتين”. ([16])
خلال هذه الحركة انتبهت كل الفواعل الدولية والإقليمية إلى نجاح الكرملين في إيجاد موطئ قدم سياسي له في النيجر، وتقف وراء هذه المظاهرة حركة م 62 وهي حركة مناهضة للقوات الفرنسية متكونة من 15 منظمة مجتمع مدني، تأسست هذه الحركة في شهر أغسطس 2022 على عقب انسحاب أخر جندي فرنسي من مالي، وهي تدعو إلى طرد القوات الفرنسية من النيجر وإعادة كرامة الشعب النيجري. ([17])
لا يقف الاختراق الروسي عند هذا الحد، فقد تم الكشف مؤخرا عن شبكة معلوماتية ضخمة تنشط على وسائل التواصل الاجتماعي تحت مسمى “Russosphère ” (الفضاء الروسي) ناطقة باللغة الفرنسية، تروج هذه الشبكة لصالح قوات فاغنر والرئيس الروسي بوتين، كما تركز هذه الشبكة على الدور الاستعماري لفرنسا في إفريقيا ونهبها للثروات، وتستهدف هذه الشبكة إفريقيا الفرنكفونية. ([18])
كل هذه المظاهر تُبرز مدى النجاح الروسي في التغلغل داخل منظمات المجتمع المدني في النيجر وعملها على التغلغل أكثر داخل المجتمع عبر الشبكات الناشطة على وسائل التواصل الاجتماعي، وهو ما سيوفر لموسكو أنصار آخرين مستقبلا من الشارع السياسي والاجتماعي في النيجر وخاصة مع تنامي مشاعر العداء ضد فرنسا التي ساهمت في نهب الثروات وتخلف البلاد على مدار قرن كامل من الزمن.
أما على المستوى العسكري فالحواجز أمام الكرملين عديدة، فحاليا تتمركز بالنيجر قوات برخان الفرنسية والأوروبية التي انسحبت من مالي بترحيب من رئيس جمهورية النيجر محمد بازوم، كما أن الاتحاد الأوروبي وضع مخطط لإرسال قوات عسكرية إلى النيجر في مطلع سنة 2023 بغاية مكافحة النفوذ الروسي وإيقاف تمددها بالساحل. ([19])
وفيما يتعلق بالمجال الطاقي يصعب كثيرا على الروس دخول هذا المجال خاصة وأن فرنسا تعتمد اعتمادا كليا على اليورانيوم النيجري في توفير حاجياتها الطاقية والكهربائية، وتستحوذ منذ سنوات طويلة على المناجم النيجرية عبر عقود طويلة الاجل للشركات الفرنسية، وهو ما يثمل تحديا كبيرا بين أمام الكرملين، حيث يدرس الإليزيه استراتيجية جديدة له في التعامل مع الدول الإفريقية سيتم الإعلان عنها خلال هذه الأشهر، وهي حركة تندرج ضمن إعادة هيكلة السياسة الفرنسية تجاه مستعمراتها القديمة في ظل تراجعها وتنامي مشاعر العداء تجاهها في المنطقة.
لا تصطدم طموحات روسيا في النيجر مع باريس وحدها، إذ نزلت حاليا الولايات المتحدة بثقلها في القارة الإفريقية ضد التمدد الروسي، حيث مثلت زيارة بلنكين وزير الخارجية الأمريكية إلى عاصمة نيامي في مارس 2023، هي الزيارة الأولى من نوعها لوزير خارجية أمريكية إلى النيجر، وأعلن بلنكين عن تقديم واشنطن ل 150 مليون دولار دعماً لدول الساحل الإفريقي لدعم اللاجئين بسبب الصراعات وانعدام الأمن الغذائي، كما أكد على أن النيجر تعتبر قاعدة عسكرية رئيسية للقوات الغربية في مكافحة الجماعات الجهادية، وتدعم واشنطن النيجر ببرنامج إعادة تأهيل المقاتلين بميزانية تبلغ 20 مليون دولار. ([20])
يبقى التعويل الروسي في النيجر أكثر على طرحها لنفسها كقوة عسكرية وأمنية يمكنها توفير المعدات العسكرية والتدريبات لجيش النيجر في حربه ضد الجماعات الجهادية، كما يعول الكرملين على القمة الروسية الإفريقية المزمع إقامتها في مدينة سان بطرس بورغ الروسية بتاريخ يوليو 2023، وتراهن موسكو على مشاركة كل الدول الإفريقية في هذه القمة بالرغم من الضغوطات الغربية وخاصة من قبل الولايات المتحدة الامريكية في إفشال هذه القمة حسب ما صرح به عديد المسؤولين الروس. ([21]) وستحاول روسيا خلق شراكات حقيقية خلال هذه القمة وخاصة مع دول الساحل الإفريقي ومنها النيجر في المجالات الاقتصادية والتنموية.
لكن أيضا السمعة السيئة لقوات فاغنر والانتهاكات التي تقوم بها وخاصة في إفريقيا الوسطى من نهب وأعمال عنف، يمكن أن تؤثر على محاولات الروسية التغلغل في النيجر عبر ذراعها العسكري فاغنر، الذي يراهن عليه الكرملين كثيرا كموطئ قدم له في القارة الإفريقية.
خلاصة
تعتبر النيجر إضافة إلى تشاد، أخر المعاقل القوية لفرنسا في منطقة الساحل الإفريقي، كما ان نيامي على وجه الأساس تتجاوز أهميتها بالنسبة لباريس عديد الدول الإفريقية الاخرى وخاصة انها ترتبط بأمنها الطاقوي وهي القاعدة الأهم لها عسكريا في المنطقة حاليا.
وهو ما سيصعب على الكرملين التغلغل في المجال الطاقوي في النيجر، اما بالنسبة للجانب العسكري فتمركز القوا ت الأوروبية والفرنسية حاليا بالنيجر رفقة نزول واشنطن بثقلها في هذا الملف سيصعب الأمر على روسيا أكثر فأكثر، إلا إذا نجح الكرملين كعادته في دعم انقلاب عسكري في نيامي وهو أمر مستبعد كثيرا وخاصة أن الأجواء السياسية في النيجر حاليا تعيش ضمن مناخ ديموقراطي.
تتوجه الدول الأوروبية لدعم دول الساحل الإفريقي ماديا وتنمية الاقتصاد وخاصة من قبل ألمانيا التي رصدت ميزانية لدعم هذه الدول من بينها النيجر خلال القمة الأخيرة لمؤتمر حوض بحيرة تشاد تصب كلها ضمن المساعي الغربية في مكافحة التغلغل الروسي، وهو ما يصعب المسألة أكثر أمام روسيا، التي لا تصطدم رغبتها فقط مع القوى الغربية، بل مع قوى إقليمية ودولية أخرى صارت فاعلة إفريقيا (المغرب، تركيا) والصين العملاق التجاري في القارة.
لذلك يبقى الرهان الرئيسي لروسيا هو نجاحها في التغلغل داخل منظمات المجتمع المدني في النيجر، وهو ما ستقوم بالعمل عليه أكثر في المستقبل عبر خلق ظهير سياسي لها في البلاد، مستغلة المناخ الديمقراطي الذي تعيشه النيجر وهو ما سيكون بوابتها في المستقبل.
تحليلات المركز الأفريقي للأبحاث ودراسة السياسات (أفروبوليسي)
المركز الإفريقي للأبحاث ودراسة السياسات
المصادر
[1]- روسيا توقع اتفاقا لتزويد النيجر بطائرات هليكوبتر، REUTERS، رابط المقال: https://www.reuters.com/article/russia-niger-dr5-idARAKBN1X2221 [2]- نفس المرجع. [3]- Niger-Russie : le développement de la coopération dans le domaine militaire au centre d’une rencontre entre le ministre de la défense nationale et une délégation russe, Actuniger l'information en temps réel, lien: https://www.actuniger.com/politique/18784-niger-russie-le-developpement-de-la-cooperation-dans-le-domaine-militaire-au-centre-d-une-rencontre-entre-le-ministre-de-la-defense-nationale-et-une-delegation-russe.html [4]- Opération Barkhane : les derniers militaires français ont quitté le Mali, Le Parisien avec Pauline Théveniaud, et AFP, Le Parisien, lien: https://www.leparisien.fr/international/barkhane-les-derniers-militaires-francais-ont-quitte-le-mali-15-08-2022-JXFXOH53BNA3TD7JMOQFAJLALE.php [5]- La Russie juge «sans fondement» les rumeurs sur la présence du Groupe Wagner au Burkina Faso, Le Monde avec AFP, Le Monde, lien: https://www.lemonde.fr/afrique/article/2023/02/23/la-russie-juge-sans-fondement-les-rumeurs-sur-la-presence-du-groupe-wagner-au-burkina-faso_6163003_3212.html [6]- مرجع سابق، الرابط: https://www.actuniger.com/politique/18784-niger-russie-le-developpement-de-la-cooperation-dans-le-domaine-militaire-au-centre-d-une-rencontre-entre-le-ministre-de-la-defense-nationale-et-une-delegation-russe.html [7]- لتفاصيل أكثر حول نشاط الجماعات الجهادية في النيجر ومنطقة الساحل والدور الدولي الاطلاع على تقرير: بين تفاقم الأزمة الإنسانية والبيئية وتنامي أعمال العنف... مؤتمر حوض بحيرة تشاد الثالث رفيع المستوى بنيامي، المركز الإفريقي للأبحاث ودراسة السياسات، رابط المقال: [8]- Le Niger et la Turquie signent plusieurs accords de coopérations dont trois relatifs à la sécurité, Agence nigérienne de presse, lien: http://www.anp.ne/article/le-niger-et-la-turquie-signent-plusieurs-accords-de-cooperations-dont-trois-relatifs-la [9]- Décoder les engagements économiques de la Russie en Afrique, Joseph Siegle,Centre Africain d'Etudes Stratégiques, lien: https://africacenter.org/fr/spotlight/decoder-les-engagements-economiques-de-la-russie-en-afrique/ [10]- نفس المرجع. [11]- Un opérateur russe veut investir au Niger, Moutiou Adjibi Nourou, Agence nigérienne de presse, lien: http://www.anp.ne/article/un-operateur-russe-veut-investir-au-niger [12]- Une entreprise marocaine investit dans les infrastructures au Niger, Par Le Figaro avec AFP, lien: https://www.lefigaro.fr/flash-eco/niger-le-maroc-va-investir-3-3-milliards-de-dollars-dans-la-capitale-niamey-20210705#:~:text=Le%20groupe%20marocain%20Ymmy%20Finance,ville%20et%20le%20groupe%20marocain. [13]- روسيا في القارة السمراء.. أنظار موسكو تتجه صوب النيجر، سيد أعمر ولد شيخنا، الجزيرة، رابط المقال: [14]- نفس المرجع. [15]- Impacts socioéconomiques potentiels de la guerre Russie Ukraine au Niger, UNDP, lien : file:///C:/Users/HP/Downloads/Impacts_Potentiels_Guerre_Russie-Ukraine_Niger_14042022_cover.pdf [16]- Niger: la société civile manifeste pour exiger le départ des forces françaises, Radio France internationale, lien: https://www.rfi.fr/fr/afrique/20220918-niger-la-soci%C3%A9t%C3%A9-civile-manifeste-pour-exiger-le-d%C3%A9part-des-forces-fran%C3%A7aises [17]- Déclaration de presse des organisations de la société civile du 03 août 2022, Actuniger l'information en temps réel, lien: https://www.actuniger.com/societe/18439-declaration-de-presse-des-organisations-de-la-societe-civile-du-03-aout-2022.html [18]- Poutine - France : La campagne pro-Kremlin visant l'Afrique, Grigor Atanesian, BBS NEWS AFRIQUE, lien: https://www.bbc.com/afrique/region-64482246 [19]- اتجاه بروكسل لتشكيل قوة عسكرية في النيجر تحسباً للنفوذ الروسي، مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة، رابط المقال: https://apa-inter.com/post.php?id=5322 [20]- Antony Blinken au Niger, alors que le soutien occidental s'érode en Afrique de l'Ouest, Par Le Figaro avec AFP, Le Figaro, lien: https://www.lefigaro.fr/flash-actu/antony-blinken-au-niger-alors-que-le-soutien-occidental-s-erode-en-afrique-de-l-ouest-20230316 [21]- Senior diplomat doubts West can disrupt arrangements for Russia-Africa summit, RUSSIAN NEWS AGENCY, lien: https://tass.com/politics/1594769?utm_source=google.com&utm_medium=organic&utm_campaign=google.com&utm_referrer=google.com