إصداراتتقدير موقف

انتخابات النيجر: بين إشكالات التوريث ومخاطر الانزلاق الأمني

انتخابات النيجر: بين إشكالات التوريث ومخاطر الانزلاق الأمني

محمد سالم

تسعى النيجر إلى العبور إلى انتقال ديمقراطي بعد عشر سنوات من حكم الرئيس الحالي للبلاد محمدو يوسفو، ويأتي هذا الانتقال في سياق إفريقي غير مساعد على احترام آجال المأموريات الدستورية للحكام، وإلى جانب ذلك تأتي الانتخابات في أجواء أمنية واقتصادية لم تسعف المقاربات الأمنية والسياسية السابقة في البلاد في تجاوزها.

فما لذي تمثله هذه الانتخابات في سياقات المسارات السياسية والسلطوية في النيجر، وإلى أي حد يمكن لمرشح السلطة الوزير محمد بازوم أن يخلف صديقه محمد يوسفو، أم أن المعارضة بطوائفها المختلفة ورموزها المتعددة، ستتمكن من جر بازوم إلى شوط ثان ثم الهزيمة.

النيجر: حبيس الجغرافيا والديمقراطية

تصنف النيجر على أنها دولة حبيسة تحيط بها سبع دول إفريقية، فيما يشق أراضيها نهر النيجر الشهير الذي قامت على بعض ضفافه حضارات إفريقية عريقة.
وتمتد على مسحة 1270000 كلم مربع، ويصل عدد سكانها إلى 17.129076 نسمة، يتركز معظمهم في جنوب وغرب البلاد، وشرقي نهر النيجر.
وتحتل الصحاري القاحلة جزء كبيرا من أراضي النيجر التي تعتبر واحدة من أفقر نمو العالم، وأكثر تدنيا في مؤشرات النمو، رغم أن أراضيها تحتوي على واحد من أهم مناجم اليورانيوم في العالم، والذي يمثل أهم مصادر الطاقة التي تعتمد عليها الشركات الفرنسية في الإنتاج الطاقوي.

وضمن هذا الضعف الاقتصادي، عاشت النيجر خلال العقود المنصرمة أوضاعا اقتصادية مضطربة، أظهرت عجز الدولة عن توفير الخدمات الأساسية بشكل جيد في قطاعات التعليم والصحة والمصادر الغذائية والبنى التحتية الأساسية.
وإلى جانب الاضطراب السياسي والأزمات الاقتصادية والاختلال التنموي تعيش النيجر أزمة أمنية متفاقمة، بفعل تزايد الهجمات التي ينفذها تنظيم بوكو حرام، واتخاذ تنظيم الدولة الإسلامية من أراضي النيجر منطلقا لهجمات متعددة، تستهدف الجيش والأمن النيجري والقواعد الأجنبية المقيمة على الأراضي النيجرية، إضافة إلى عمليات الخطف التي تستهدف بين الحين والآخر عمالا وسياحا غربيين، زيادة على توجيه ضربات متعددة وهجمات مختلفة إلى بعض دول الجوار.
ويمكن اعتبار النيجر الآن إحدى المنصات الأساسية للإرهاب والعنف المسلح في المنطقة، وقد شهدت خلال هذا العام سلسلة من أعنف أعمال العنف والهجمات المسلحة على جنودها والمقيمين على أرضها وإلى جانب العنف ذي الصبغة الدينية فقد عانت النيجر طوال فترات طويلة من تاريخها المعاصر من سطوة العنف السياسي والعرقي، فقد قاد المسلحون الطوارق تمردا واسعا طيلة سنوات، واستطاعوا إيلام الحكومة بأكثر من تفجير وعملية عسكرية مؤلمة، طوال سنوات متعددة. كما أن انهيار النظام الليبي وما نتج عنه من فوضى السلاح وتعميم العنف في المنطقة، قد أضفى بعدا أمنيا بالغ التعقيد على أزمات النيجر المتعددة.

وقد تعاقب على النيجر منذ استقلالها عن فرنسا سنة 1960 عدة أنظمة، وعانت كغيرها من الدول الإفريقية، ويلات الديكتاتورية والانقلابات، وقد بدأت النيجر بحكم مدني أحادي قاده السياسي هاماني ديوري مدة 14 سنة قبل الإطاحة به في انقلاب عسكري بقيادة رئيس حكومته العقيد ساني كونتشيه، الذي استمر في حكم عسكري أحادي إلى وفاته سنة 1987، ليخلفه العقيد علي سايبو، الذي انتهج الانفتاح السياسي الجزئي قبل أن يرضخ أخيرا لرياح الانفتاح الديمقراطي التي هبت على إفريقيا بداية تسعينيات القرن المنصرم، وإقامة مؤتمر المصالحة الوطنية في يونيو 1991 والذي انتهى إلى تجريد العقيد علي سيابو من السلطة، وتشكيل حكومة انتقالية، وتكليف العقيد أندريه ساليفو، بإدارة المؤتمر الوطني الذي يعتبر أعلى هيئة في البلاد خلال تلك المرحلة.
ومع بداية العام 1993 تمكن السياسي ماهامان عثمان من الفوز برئاسة النيجر ليكون أول رئيس مدني منتخب للبلاد، واستطاع توقيع اتفاق سلام مع متمردي الطوارق سنة 1994، حيث حصلوا على حكم ذاتي محدود الصلاحيات والإطار الجغرافي.
ولم تنعم النيجر بجمهوريتها الثالثة كثيرا، حتى تدخل العسكر من جديد، وأطاح العقيد إبراهيم باري بالرئيس عثمان في يناير 1996، دخلت إثرها النيجر موجة هائلة من الاضطرابات السياسية والاقتصادية، وفرضت عليه دول غربية حصارا اقتصاديا استمر لأكثر من سنتين قبل أمقتل باري خلال انقلاب الرائد داودا مالام وانكي، مؤسسا لمرحلة انتقالية آلت إلى رئاسة الرئيس الراحل مامادو تانجا الذي حكم بلاده لمأموريتين وسعى للثالثة، قبل أن يصطدم برفض المعارضة، ثم الانقلاب العسكري الذي قاده العقيد سالي جيبو – وهو مرشح حالي للانتخابات للرئاسية – وتعيش النيجر اليوم على الإيام الأخيرة لحكم الرئيس المنتخب لمأموريتين محمدو يوسفو، والذي يسعى إلى تسليم السلطة لصديقه محمد بازوم، ضمن انتقال ديمقراطي لا يمثل بالضرورة في سياقه الخاص والمحلي أهم علاج للأزمات الاقتصادية والأمنية التي تعانيها النيجر

انتقال في فضاء المأموريات الثلاثة

تأخذ الانتخابات النيجرية بعدا بالغ الأهمية باعتبارها انتقالا ديمقراطيا في فضاء يعيش ما يمكن اعتباره ردة ديمقراطية، من خلال العودة إلى المأموريات الثلاثة، في ساحل العاج، وغينيا كوناكري، وفي بوركينا فاسو التي عاشت هي الأخرى أزمة سياسية بفعل المأمورية الثانية، كما أن خروج يوسفو من السلطة، وتسليمها لصديقه بازوم عبر المسار الانتخابي قد يجنبه والنيجر على حد سواء مصيرا شبيها بما آلت إليه الأوضاع في مالي، بعد إصرار الرئيس المطاح به إبراهيما بوبكر كيتا على الترشح لمأمورية ثالثة وعلى بناء طبقة سياسية تدين له بالولاء، وتمنح أسرته صك استمرار النهب والفساد المالي غير المسبوق في تاريخ مالي.
ويكتسي الانتخابات في النيجر حالة استثنائية، شبيهة بالحالة الموريتانية، حيث يقدم الرئيس المنتهية ولايته محمد يوسفو الذي يقدم أحد أهم أصدقائه الأكثر قربا ليخلفه على السلطة، بما يمنحه ضمانات متعددة، له ولأسرته ونظامه الغارق في الفساد إلى أقصى درجة.

أبرز المترشحين وأهم القوى الفاعلة

يتنافس على الانتخابات الرئاسية في النيجر 30 مرشحا بعد إقصاء مجموعة أخرى من المرشحين من أبرزهم زعيم المعارضة حما آمادو، ومن أبرز المرشحين في الانتخابات:

محمد بازوم

وهو الوزير الأول الحالي ورئيس الحزب النيجري من أجل الديمقراطية والاشتراكية الحاكم في البلاد، ينتمي بازوم إلى قبيلة أولاد سليمان المنتمية إلى الأقلية العربية. ويواجه بازوم حملة تشكيك وسعة في أصوله، حيث يعتبر البعض أنه ليس نيجيري بالأصل، ولذلك لا يحق له الترشح للرئاسيات في بلاده، ورغم هذه التهمة المتداولة بكثرة فإن بازوم ظل منذ العقود الثلاثة المنصرمة، أحد أبرز الوجوه السياسية والأسماء الفاعلة في مشهد المعارضة والحكم في بلاده.

يعود بازوم جغرافيا إلى منطقة ديفا، وهو ستيني حاصل على شهادة عليا في الفلسفة من جامعة دكار بالسنغال، ونقيب سابق لاتحاد المعلمين في النيجر، وأحد أبرز الوجوه البرلمانية المعارضة التي أسقطت حكومة حما آمادو، أيام حكم الرئيس طنجا محمدو.
تولى بازوم عدة مناصب سيادية في حكم صديقه محمد يوسفو، منها وزارة الخارجية، وأخيرا وزارة الدولة للداخلية والأمن التي يشغلها لحد الآن. وإضافة إلى ذلك فإن بازوم يمثل أحد دواليب ملف الأمن في النيجر، وقد أدار ملف العلاقات مع القوى الغربية من خلال مناصبه المتعددة، وتحول مع الزمن إلى رجل ثقة ورهان بالنسبة للغرب وخصوصا فرنسا. ويتمتع بازوم بنقاط قوة متعددة، أبرزها:

– وقوف مؤسسات الدولة والنظام خلفه، مما يجعل فرصه في الفوز أكثر، خصوصا في بلد قبلي لا يزال الوعي الديمقراطي فيه دون مستوى استقلالية الناخب في قراره أو تنافس البرامج في مضامينها التنموية والإصلاحية.

– الدعم الغربي، الذي يركز على الاستقرار والثبات ويسعى إلى ترسيخ النظام في النيجر، سعيا إلى تضييق دائرة الاضطرابات الأمنية التي تعيشها النيجر، والتي تستهدف بين الحين والآخر مراكز ومصالح غربية متعددة.

لكن بازوم أيضا يواجه نقاط ضعف من بينها الحملة السياسية الشديدة ضده: والتي تقدمه على أنه أجنبي يترشح لرئاسة النيجر، وقد سعت المعارضة للمرة الثالثة إلى المحكمة الدستورية لمنع ترشح بازوم للسلطة باعتباره غير نيجري، وأنه ديكتاتور متشدد، سوف يرمي خصومه في السجون، وأنه مجرد واجهة لحكم أسرة يوسفو، المتهمة بالفساد المالي تحالفات المعارضة المتعددة، وخصوصا موقف زعيم المعارضة الممنوع من الترشح حما آمادو الذي تعهد بمنع بازوم من الوصول إلى السلطة من خلال صناديق الاقتراع.

سالي جيبو: انقلابي يسعى للسلطة عبر الانتخابات

يمثل سالي جيبو أحد أهم الرموز السياسية الساعية إلى نيل الرئاسية في النيجر، وجيبو هو قائد الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس الراحل طنجا محمدو في 2010، وأشرف على انتخابات رئاسية انتهت بفوز الرئيس الحالي محمدو يوسفو
كان سالي جيبو يراهن على أن يوسفو سيختاره خليفة من بعده، وهو ما جاءت النتائج بعكسه. يترشح جيبو تحت لواء حزب العدالة والسلامة، وتدعمه شخصيات سياسية متعددة من أبرزها وزراء ومسؤولون خلال الفترة الانتقالية التي قادها، ولا يستبعد أن ينال نسبة معتبرة من تصويت عناصر المؤسسة العسكرية التي تواجه منذ سنوات اضطرابات أمنية أدت إلى مقتل المئات من عناصرها.

ماهمان عثمان

يحلم بالعودة إلى الرئاسة وإلى العودة الديمقراطية إلى كرسي الرئاسة الذي وصله منتخبا سنة 1993 قبل أن يغادره بانقلاب عسكري أطاح به بعد ثلاث سنوات من الحكم المضطرب.
يرأس محمن عثمان حزب التجديد الجمهوري الديمقراطي، وينتمي إلى مدينة زندر الشهيرة شرقي البلاد، وسبق لهذا الرجل السبعيني أن تولى رئاسة البرلمان طيلة مأموريتين من 1999-2009، كما شعب منصب رئيس برلمان المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا منذ 2006 إلى اليوم. ورغم كونه أحد الأسماء السياسية المرتبطة بالديمقراطية والنضال إلا أنه لا يبدو أكثر المرشحين حظوظا لحسم الانتخابات المفصلية في تاريخ النيجر.

سيني عمارو والمحاولة الثالثة

من بين الأسماء البارزة في انتخابات النيجر، يظهر سيني عمارو الذي يترشح للمرة الثالثة، ورغم أن عمارو كان مسؤولا بارزا في نظام يوسفو ممثلا شخصيا لرئيس الجمهورية، إلا أنه يعمل جاهدا الآن لكي يكون الرئيس الفعلي للبلاد، بعد أن منح يوسفو ثقته ودعمه لمحمد بازوم، قاطعا بذلك الطريق على سيني عمارو. ينتمي سيني  للأغلبية، لكنه ينافس مرشح الحزب الحاكم محمد بازوم، وسبق أن حل سيني أومارو ثالثا في الانتخابات الرئاسية في 2016، لكنه يأمل الآن الوصول إلى سلطة، ومن غير المستبعد أن يتحالف مع بازوم إذا لم يكن منافسه في الشوط الثاني، كما أن سيني عمارو مرشح أكثر من غيره لأن ينال دعم صديقه زعيم المعارضة حما آمادو، رغم أنهما كانا متنافسين وهزما أمام يوسفو في انتخابات 2016.

إبراهيما يعقوب الطموح البراغماتي

تصف الصحافة الفرنسية وزير الخارجية النيجري السابق والمرشح الحالي للانتخابات الرئاسية ابراهيما يعقوب بأنه ذئب سياسي ذو طموح شديد.
وسبق أن حصل الدبلوماسي الشاب على أقل من 5% من أصوات الناخبين في رئاسيات 2016، ورغم أنه قادم أيضا من صفوف الأغلبية فإنه يسعى الآن إلى خلافة يوسفو والفوز بمقعد الرئاسة وتولى يعقوبا (49 سنة) منصب وزارة الخارجية في حكومة يوسفو لمدة سنتين قبل أن يقال منها بسبب “ضعف ولائه للرئيس” وفق ما يتهمه به خصومه. ويقدم يعقوبا نفسه على أنه مرشح الشباب، وأمل التغيير الذي يمكن أن يحقق أهداف النيجر في التنمية والسلام.

أهم السيناريوهات المتوقعة

رغم أن محمد بازوم يخوض حملة منذ إعلان ترشيحه للرئاسة قبل ثلاث سنوات، مستعينا في ذلك بقوة الدولة النيجرية ووسائلها وبالدعم القوي والفعال من صديقه الرئيس محمد يوسفو وعائلته، إضافة إلى دعم خارجي متعدد الجوانب، حيث تراهن قوى دولية مثل فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية على بازوم باعتباره عراب العلاقات الأمنية مع الغرب خلال الفترة المنصرمة، إلا أن طريقه إلى الرئاسة ليس مفروشا بالورود، ولا ميسور الخطوات، ويواجه بازوم عدة سيناريوهات أبرزها:

سيناريو الحسم في الشوط الأول: ورغم صعوبة هذا الخيار بسبب حدة التنافس وقوة الحملة المناوئة لبازوم، إلا أنه يبقى خيارا ممكنا، لم رشح يتحكم في السلطة، ويحظى بدعم دولي، ويخوض تحالفاته وتنسيقاته الانتخابية منذ أكثر من ثلاث سنوات، إضافة إلى إدارته لملف الداخلية التي تعتبر المشرف الفعلي على الانتخابات. ويستبعد مراقبون أن يتمكن بازوم من الفوز في الشوط الأول دون تزوير قوي وواسع للنتائج، وهو ما يعني دون شك مواجهة قوية بين السلطة والمعارضة، وهي مواجهة قادمة في كل الحالات.

خيار تحالفات الشوط الثاني: يمكن القول إن تعدد رؤوس المعارضة وتعدد مطامعها، سوف يشتت حصتها الانتخابية، لكنه في المقابل، قد يضعف حصة مرشح السلطة، ويدفعه إلى الشوط الثاني، حيث سيكون خيار التوحد أو التحالف بين بعض قوى المعارضة خيارا منطقيا ومتوقعا. ويراهن مراقبون للمشهد في النيجر على الموقف الذي سيعلنه زعيم المعارضة حما آمادو، وهو العدو اللدود لمحمد يوسفو ولصديقه هما، خصوصا أن هما طالب أنصاره بانتظار قرار دعمه لأحد المرشحين.
ومع ذلك لا يمكن الذهاب بعيدا في القول إن بازوم لن يكون حظ في الشوط الثاني، حيث لا يستبعد أن يحقق اختراقات بالتحالف مع بعض المرشحين، وخصوصا القادمين من أجواء قريبة من السلطة.

خيار فوز مرشح المعارضة: يبدو هذا الخيار مستبعدا لظروف متعددة من بينها ضعف الشفافية في الانتخابات، وتعدد رموز المعارضة، وتضارب مصالحها، زيادة على الموقف الفرنسي بشكل خاص، والذي يدعم التغيير في ظل الاستقرار والثبات، وما من شك أن التعاطي مع بازوم كرئيس للجمهورية سيكون أسهل وأكثر إيجابية بالنسبة للقوى الغربية من التعاطي مع رئيس وبرنامج جديد.

بازوم ويوسفو: هل تتكرر ثنائية الغزواني وعزيز

رغم اندفاع يوسفو بقوة في دعم محمد بازوم، إلا أنه لا شيء يضمن ليوسفو أن يحظى بوضعية بوتين – مدفيديف، خصوصا أن تركة يوسفو ثقيلة جدا إلى أقصى درجة، ولن يكون في مقدور بازوم الحفاظ على مصالح يوسفو، والتي تقتضي في أبسط الاحتمالات حماية الفساد المالي والأخلاقي الذي غرقت فيه أطراف متعددة من أسرته ونظامه.
ولا يبدو النموذج الموريتاني الذي آل إلى صراع سريع بين الرئيس الحالي محمد ولد الشيخ الغزواني وصديقه الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز احتمالا بعيدا عن المشهد المستقبلي في النيجر، حيث يبدو كل نظام جديد حريصا على وضع بصمته، وكالعادة تكون محاربة الفساد والإرهاب أبرز الشعارات السياسية التي ترفعها الأنظمة الجديدة قبل أن تغرف في ذات الوحل.

خلاصات

رغم مركزية هذه الانتخابات في المسار السياسي للنيجر، إلا أنها لا تمثل حدثا فارقا في المنطقة، ولا تحظى أيضا باهتمام إعلامي مناسب لضخامة الحدث الرئاسي في النيجر.
يمكن اعتبار محمد بازوم المرشح الأوفر حظا في الفوز في رئاسيات بلاده، نظرا للاعتبارات السابقة، التي من بينها دعم الدولة وأجهزتها والتحكم في الهيئات المشرفة على الانتخابات سواء تعلق الأمر باللجنة المستقلة للانتخابات، أو المجلس الدستوري، أو وزارة الداخلية. لا يمكن استبعاد انجرار النيجر إلى العنف، إذا ما فاز بازوم في الشوط الأول، وهو ما تعتبره المعارضة النيجرية مستحيلا دون التزوير الفاضح. يحظى الانتقال الدستوري الهادئ في النيجر بالاهتمام الدولي، خصوصا أن النيجر تعتبر أكثر منصات العنف في المنطقة.

أفروبوليسي

المركز الإفريقي للأبحاث ودراسة السياسات (أفروبوليسي) مؤسسة مستقلة تقدم دراسات وأبحاثاً حول القضايا الأفريقية لدعم صناع القرار بمعرفة دقيقة وموثوقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى