تمدد العنف في منطقة الساحل
مخاطر الانتشار وفرص الحوار مع الحكومات الإقليمية
مقدمة
ودعت منطقة الساحل وغرب إفريقيا بالعام 2020 بكثير من الدماء والأزمات، ومئات الآلاف من المشردين، تاركة بذلك بصمة أخرى على نهر الدم الذي يسيل منذ سنوات في هذه المنطقة الأكثر اشتعالاً منذ عقود. وإذا كانت السنة المنصرمة، دون شك، إحدى السنوات الأصعب على العالم، بسبب جائحة كوفيد 19 وما ترتب عليها من أزمات اقتصادية واجتماعية فاقمت مهام الدول والحكومات الضعيفة في منطقة الساحل، فإنها أيضاً كانت إحدى السنوات المحورية في مسارات العنف في المنطقة، وفي متغيرات السياسات المحلية لدول الساحل التي عاشت أزمات داخلية خاصة، زادت من حدتها تواصل وتمدد أعمال العنف وضربات الإرهاب. ولم تكن الاستراتيجيات الدولية تجاه المنطقة بمنأى من الاضطراب والارتباك خلال هذه السنة، فقد أصبح من الوارد جداً أن تسحب فرنسا بعض قواتها في المنطقة، متذرعة بما تراه نجاحات لقوة برخان ولحربها المفتوحة على الإرهاب، وإن كان لوقائع الميدان ويوميات العنف، رأياً آخر أكثر حدةً وإرهاباً.