إصداراتتقدير موقف

معركة السيطرة على الخرطوم: المشهد السوداني في اسبوع

إعداد: فريق المركز

تجددت إعلان الهدنات ووقف إطلاق النار إلا أن القتال والمواجهات الميدانية لم تتوقف لحظة وعلى الرغم من أن المواجهات تتم في مناطق ونطاقات محمدودة إلا أنها لم تتوقف، كما يلاحظ المراقبون، أن قوات الدعم السريع بادرت الجيش بهجوم معاكس في عدد من المواقع في الأيام الماضية ربما ردا على محاولات الجيش لتمشيط عدد من المناطق إضافة إلى نشر قوات الاحتياطي المركزي بغرض حفظ الأمن وبسط السيطرة في المناطق التي شهدت تفلتات مختلفة.

الموقف الميداني للعمليات العسكرية
– شهدت مدينة الجنينة هدوءً نسبيا بعد فترة من انتشار الفوضى الواسعة، وحالة الاقتتال التي عادة ما تتحول إلى قتال قبلي، بسبب وجود الأسباب الكفيلة بإشعالها منذ تفجر تمرد دافور قبل حوالي عشرين سنة.
كما شهدت مدينة الأبيض هجوما من قبل قوات الدعم السريع عبر ثلاث محاور تصدت لها قوات الفرقة الخامسة مشاة وفق بيانات الجيش السوداني اليومية.
أما في العاصمة الخرطوم وهي المسرح الرئيسي للقتال فيمكن تلخيص العمليات العسكرية على النحو التالي:
أغلق الجيش كبري المنشية الذي يربط مركز المدينة بمنطقة شرق النيل في إطار محاصرة المليشيات المنتشرة في عدد من أحياء المنطقة ومنعا لها من الوصول إلى قلب المدينة، كما أغلقت كبري شمبات الذي يربط بين مدينتي الخرطوم بحري وأم درمان، تمهيدا لعمليات واسعة خطط لها الجيش.

كما تم رصد مواجهات قوية في أم درمان في مناطق حي الملازمين ومحيط الإذاعة والتيلفزيون كما أفادت تقارير الجيش باحتراق مخزن للذخيرة يتبع للدعم السريع بمعسكر كافوري.
– كرر الدعم السريع محاولاته في الهجوم على المنطقة العسكرية في بحري كما هجم على قيادة الدفاع الجوي كما تم رصد اشتباكات في دوار بري فضلا عن تصريح الجيش بأنه قتل  قناصا أجنبيا لم يتم التعرف عليه وتصنيفه لعدم وجود أي وثائق معه تحدد هويته.
– نفذ سلاح الجو عددا من الغارات في عدد من الأحياء التي يتمركز فيها الدعم السريع في منطقة شرق النيل وعدد من نقاط الارتكار للدعم الرسيع في الطريق الدائري ومعسكر الجريف.

تفاقم الأوضاع الإنسانية
حذرت الأمم المتحدة من تفاقم الأوضاع في السودان وتخشى وصول الأمر إلى نقطة اللاعودة، وفي هذا الصدد تفيد الإحصاءات بأن عدد الوفيات منذ تفجر الحرب بلغ 551 قتيلا بينما بلغ عدد الجرحى 4,926 جريحا، وهذه الأرقام ليست هي الأرقام الحقيقية، لصعوبة الوصول إلى بعض الحالات بسبب أعمال العنف المتصلة، كما يبلغ عدد الذين فروا إلى الولايات الآمنة حسب تقديرات الأمم المتحدة  انتقل 75 ألف شخص إلى مناطق أخرى في السودان، وعبر 20 ألفاً على الأقل نحو تشاد وستة آلاف نحو جمهورية أفريقيا الوسطى وغيرهم إلى إثيوبيا وجنوب السودان. وكانت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين أبدت خشيتها من أن تدفع المعارك لفرار ما يصل إلى 270 ألفاً نحو تشاد وجنوب السودان.
كما حذرت الأمم المتحدة من تدهور الأوضاع الصحية والتي يشهد قطاعها ظروفا صعبة بسبب اعتداءت قوات الدعم السريع واحتلالها لعدد من المستشفيات وفي تقديرات بعض المؤسسات الدولية فقد شهدت المؤسسات الصحية عدد 18 اعتداء وراح ضحيته عدد من الأطقم العاملة في المجال الصحي وجرح آخرون، وأن 60% من المرافق الصحية خرجت من العمل.

المبادرات والوساطات
درجت الوساطات على طرح مبادرات وقف إطلاق النار إلا أن الالتزام بها يكاد يكون معدوما مع اصرار الأطراف على المضي في الحسم العسكري، كما أن الوساطات بذلت جهدا لجمع الأطراف المتقاتلة طمعا في الوصول إلى وقف دائم لإطلاق النار ومن ثم الشروع في المفاوضات المفضية إلى العودة إلى العملية السياسية.
اجتمعت الأطراف قي جدة في السادس من مايو الجاري بعد قبول المبادرة الأمريكية السعودية وغادر الوفدان إلى جدة حيث يضم وفد الجيش يضم أربعة أعضاء أبرزهم اللواء فقيري واللواء محجوب والسفير عمر صديق للشئون الخارجية، أما وفد الدعم السريع يتكون من أربعة أشخاص أيضا أبرزهم العميد عمر حمدان، فارس النور للشئون الإنسانية والرائد قوني حمدان دقلو. وصرح الناطق الرسمي للجيش السوداني بأن محادثات جدة ستبحث الجوانب التي تتعلق بالهدنة لخدمة الأغراض الإنسانية أولاً، ولا نبحث اتفاقا نهائيا لوقف إطلاق النار بل نبحث تمديد الهدنة. ولم تصدر حتى اللحظة أي بيانات عن نتائج اللقاء.

المؤتمر الوطني المحلول يصدر بيانا
في السادس من مايو الجاري أصدر حزب المؤتمر الوطني المحلول بيانا يرحب فيه وبحذر شديد بانطلاق مفاوضات الجيش السوداني مع متمردي الدعم السريع حسب البيان لغراض الهدنة التي تستجيب للاحتياجات الإنسانية الملحة للمواطنين مشددا على ألا تكون الهدنة مدعاة لإعطاء قبلة حياة للتمرد، مؤكدا على افض اي عملية سياسية لقوى ومنظمات مشبوهة ومنظمات مدنية مفضوحة كانت سببا في الحرب وفي مقدمتها قوى الحربة والتغيير، وكما أكد البيان بأن الهدنة حتى تكون لها جدوى لا بد ان تتضمن الهدنة إعادة انتشار ما تبقى من القوة المتمردة خارج المدن ومناطق تجمع محددة ومحدودة لإطلاق عملية تسريح ودمج فوري.

إعتداءات على السفارات الأجنبية
تعرضت عدد غير قليل من السفارات الأجنبية في الخرطوم إلى اعتداءات تُرجح التقارير بانتمائهم لقوات الدعم السريع، فقد أفادت التقارير بتعرض السفارة الهندية لإطلاق نار واقتحام مكتب السفير وسرقة محتويات قيمة كما تعرضت سفارة سلطنة عمان للاقتحام وسرقة إحدى سياراتها، كما تمركزت قوات الدعم السريع  امام عدد من السفارات مثل السفارة كوريا الجنوبية وسفارة روسيا الاتحادية وسروريا واليمن وإثيوبيا والمغرب واسبانيا والاعتداء على السفارة الاندونيسية، كما تم اقتحام الملحقية الثقافية السعودية ومقر غقامة الدبلوماسيين السويسريين والقسم القنصلي للسفارة التركية.

الاستجابات إنسانية
يبحث مفوض الأمم المتحدة لشئون الإنسانية مارتن غريفث في جدة بعد وصول وفدي الجيش والدعم السريع إيصال المساعدات للسودان، وهو أبرز الأهداف التي وصل من أجلها الطرفان إلى جدة حسب بيان الجيش السوداني.

ومع استمرار الحرب ونزوح الآلاف من العاصمة وبعض ولايات غرب السودان وانقطاع العديد في العاصمة من الخدمات الصحية التي تجهورت بسبب الاقتحامات التي تعرضت لها المستشفيات، اقامن عدد من الدول في بدايتها قطر التي اقامت جسرا للمساعدات الإنسانية والطبية عبر مطار بورتسودان، كما أعلنت المملكة العربية السعودية أعلنت تقديم مساعدات ب 100 مليون دولار للجانب الإنساني، إضافة إلى مساعدات مماثلة وصلت من الكويت.

الرئيس الأمريكي يوسع العقوبات على أطراف الصراع
أصدر الرئيس الأمريكي قرارات تنفيذية ” تحمل الأفراد المسؤولية عن تهديد السلام والأمن والاستقرار في السودان” مشيرا إلى تقويض التحول الديمقراطي، واستخدام العنف ضد المدنيين، وارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، ووجه بايدن رسالة إلى رئيس مجلس النواب، كيفن مكارثي، يفيد فيها بأنه أصدر قراراً تنفيذياً بشأن ذلك، بناء على قانون السلطات الاقتصادية في حالات الطوارئ الدولية وقانون الطوارئ الوطنية، وغيرهما من الإجراءات القانونية لـ«حظر ممتلكات الحكومة السودانية وحظر المعاملات مع السودان.
وقال بايدن -في رسالة للكونغرس- إن الوضع في السودان يشكل تهديدا استثنائيا للأمن القومي والسياسية الخارجية الأميركية، مشيرا إلى أن العنف هناك “مأساة وخيانة لمطلب الشعب السوداني الواضح بحكومة مدنية والانتقال إلى الديمقراطية.
ولكن لم تفرض الإدارة الأمريكية أي عقوبات حتى الآن ما يُهم من السياق على أنه تهديد للأطراف المتحاربة في حال استمرار القتال وتهديده للبلاد والإقليم الذي يعاني الهشاشة منذ ما يقرب من عقد من الزمان.”

أفروبوليسي

المركز الإفريقي للأبحاث ودراسة السياسات (أفروبوليسي): مؤسسة مستقلة متخصصة بإعداد الدراسات، والأبحاث المتعلقة بالشأن السياسي، والاستراتيجي، والاجتماعي، الأفريقي لتزويد المسؤولين وصناع القرار وقطاعات التنمية بالمعرفة اللازمة لمساعدتهم في اتخاذ القرارات المتوازنة المتعلقة بقضايا القارة الأفريقية من خلال تزويدهم بالمعطيات والتقارير المهنية الواقعية الدقيقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
بدء محادثة
💬 هل تحتاج إلى مساعدة؟
مرحبا 👋
هل يمكننا مساعدتك؟