إثيوبيا منذ أن عرفت كدولة بهذا الاسم عمرها أكثر من قرن من الزمان كما وان جمعها في إطار دولة واحدة تم عن طريق الحروب وعلى يد منيليك الثانى في نهاية القرن التاسع عشر (1889). وقد مر عليها حتى الآن ثلاث أنظمة من الحكم (ملكية، اشتراكية، فيدرالية) ولم يجلب لها ذلك كله السلام والإستقرار ويعزى ذلك الى حدة المسالة القومية والتفاوت في توزيع السلطة والثروة وسيطرة الأقلية التي يطغى عليها الطابع الديني (لأرثوذكس) والإثني واللغوي والثقافي.
وتتشكل إثيوبيا من 85 جماعة إثنية ومن أبرزها: الأرومو ، الامهرا، التجراى ،السيدامو ، الصومال العفر وآخرون. وتشهد حاليا صراعات ونزاعات داخلية مختلفة تعكس النزاعات العرقية والسياسية التى نسلط الأضواء عليها عبر استعراضنا لأبرزها على النحو التالي: –
جبهة تحرير تجراى (TPLF) :1989- 2018
النشأة والبدايات: نشأت فى 18 فبراير عام 1975 وهي حركة سياسية وعسكرية وكان هدفها في البداية هو تحرير إقليم تجراي من نظام الحكم المركزي الدرك ( (Dergue Regime الذي وصل إلى الحكم بعد إطاحتة بنظام الإمبراطور هيلي سلاسي في عام 1974. وتأسست الحركة على يد مجموعة من المثقفين والمقاتلين من الإقليم رفضا للتهميش السياسي والاقتصادي والاجتماعي والاستبداد والانتهاكات التي كانت تمارس ضد سكان الإقليم. [1]
وكانت تشهد إثيوبيا في سبعينيات القرن الماضي حربا أهلية شديدة بين مختلف الجماعات المسلحة والنظام العسكري في ذلك الوقت وكانت هذه الحركة واحدة من عدة جبهات نشأت في هذا السياق حيث كان الحكم العسكري يتسم بالقمع والتهميش لمختلفة الاثنيات الاثيوبية.
منطقة النشاة:
تقع المنطقة التى نشأت بها الجبهة في إقليم تجراى شمالى اثيوبيا وتحديدا في قرية تسمى ددبيت شمال غرب تجراى وتمتاز بالتحصينات الطبيعية وتتوافر فيها المياه والزراعة كما وأنها قريبة من الحدود الإرترية الإثيوبية ويسهل الدخول والحركة ، و يعتبر الإقليم من أكثر الأقاليم الإثيوبية عزلة وفقرا بالرغم من عراقة تاريخه وحضارته المعروفة بمملكة (اكسوم ) التى تاسست في القرن السادس عشر قبل الميلاد ، ويشكل الاقليم 6% من سكان اثيوبيا البالغ عدده 120.00000.وعموما يصنف الإقليم بالطبيعة الجبلية الصخرية الوعرة وإرتفاع معدلات الرطوبة وتكرار موجات الجفاف والمجاعة كما أنه واقع فى منطقة حزام الزلازل. [2]
جذور النشأة:
ادت عدد من العوامل الداخلية والخارجية على قيام الجبهة ومن أبرزها:
- ترجع أحد جذور نشأتها الى ردة فعل على قمع واضطهاد الإمبراطور هيلى سلاسي ومن بعده نظام الدرك بقيادة منجستو هيلى مريام.
- هيمنة قومية الأمحرا على السلطة والثروة لعقود طويلة وتهميش العرقيات الأخرى وعلى راسها شعب إقليم تجراى.
- تأثر الجبهة بالأفكار الماركسية والاشتراكية التي ذاع صيتها في تلك الفترة خاصة بعد الثورة الإثيوبية التي أطاحت بالإمبراطور هيلى سلاسي عام 1974وتبنيها الأيدلوجية ذاتها مركزة على الإمبريالية والإستعمار الداخلى.
- كانت الثورة الإرترية ملهمة بالنسبة لها ومحفزة حيث أمنت لها التدريب والسلاح والمأوى. [3]
أبرز القيادات وتوجهاتها:
اتجهت قيادة الجبهة في بداياتها إلى انفصال الإقليم عن إثيوبيا إلا أنها تراجعت لاحقا عن ذلك في عام 1978م حيث تبنت خيار الحكم الذاتي للإقليم في إطار النظام الفيدرالي الإثيوبي وبصلاحيات واسعة في إدارة شؤونه الداخلية وتبنت كذلك أفكارا ماركسية لينينية ومن ثم تحولت عنها بعد وصولها إلى الحكم إلى نهج أكثر براغماتية مركزة على التنمية الاقتصادية والسياسية كما دعمت نظاما فدراليا يعطى صلاحيات واسعة للأقاليم لكنها كثيرا ما كانت تتهم بالمركزية الشديدة للحكم. ومعروف عن الجبهة أنها أفرزت قيادات كثيرة وكبيرة أدارت بها حكم إثيوبيا لسنوات باقتدار.
ومن أبرزها:
- ميليس زيناوى: يعتبر أحد أبرز قادة الجبهة حيث قادها خلال الكفاح المسلح وأصبح أول رئيس وزراء لها بعد اسقاط نظام منجستو عام 1991 واستمر في منصبه حتى وفاته عام 2012 ولعب دورا رئيسيا في تشكيل السياسة الإثيوبية. [4]
- سيوم مسفن: شغل منصب وزير الخارجية لفترة طويلة ثم أصبح سفيرا في الصين والحقت به ملفات ساخنة في الإقليم ولعب أدوارا مهما في السياسة الإثيوبية حتى قتل في الحرب التي اندلعت في نوفمبر2020 بين الحكومة الفيدرالية وإقليم تجراي. [5]
- جيتاشو اسفا: شخصية أمنية رفيعة المستوى حيث مكث على رأس جهاز الأمن والمخابرات طيلة فترة ميليس وجزء ا من فترة خليفة ميليس هيلى ماريام ديسالين الذى استقال عن الحكم في عام 2018 وخلفه على الحكم ابى احمد. وكان يوصف بالغموض والتكتم الشديدين ومتهم كذلك بتعذيب وتصفية الكثير من المعارضين والمناوئين للحكم. [6]
- دبريصيون جبريمكائيل: كان أحد القادة البارزين في الجبهة وشغل منصب وزير الاتصالات في الحكومة ثم خلف مليس زيناوى في رئاسة الجبهة وبعد اندلاع الصراع بين الحكومة الفيدرالية والإقليم أصبح شخصية مركزية في الأزمة. [7]
عموما توجد قيادات أخرى نافذة لا تخطئهم العين مثل سبحت نقا الزعيم الروحي للجبهة وفيتلى ورقى نائب رئيس الجبهة حاليا وجيتاشو ردا رئيس الادارة المؤقتة التى نشأت على خلفية اتفاقية بريتوريا 2022 وآخرين بعضهم قتلوا في الحرب الأخيرة التي دارت بين المركز والإقليم والآخر أصبح خارج اللعبة بحكم السن أو مغادرة البلد لأسباب سياسية وأمنية. كما دبت خلافات كثيرة وعميقة بين قيادتها بسبب السياسات التي أتبعت اثناء الحرب وما بعدها ولا تزال تستعر أوارها ويخشى ان تندلع الحرب مرة أخرى وتقضى على ما تبقى من الامكانات البشرية والمادية الشحيحة اصلا.
حركة فانو(FANO)
النشأة والبدايات : تأسست حركة فانو (FANO)في فترة تاريخية قديمة ولكنها برزت أكثر في الفترة الأخيرة مع تصاعد التوترات واندلاع الحرب في إقليم تجراي عام 2020.ويعود مصطلح فانو في ثقافة الأمهرا إلى المقاتلين المتطوعين الذين يقاومون المعتدين من الداخل والخارج كما حصل مع الايطاليين عند غزوهم المنطقة. [8]
وفي بداية ظهورها غلب عليها الطابع السلمى على حراكها من 2016- 2018 والتي تميزت بالمظاهرات المنادية للدفاع عن مصالح قومية أمهرا في مواجهة ما يعتبرونه اضطهادا من قبل الجبهة الشعبية لتحرير تجراي التي كانت تدير دفة الحكم في البلاد بالاضطهاد والقمع مما أكسبها أرضية جديدة عبر استخدامها وسائل التواصل الاجتماعي وامتلاكها القدرة على التحشيد والتعبئة. [9]
وتحولت الحركة لاحقا إلى حركة شبه عسكرية واعتبرت جزءا من التمرد المسلح الذى ظهر في المنطقة وتمثل اليوم ست مجموعات تعمل كل واحدة منها بشكل مستقل وبدون هيكل تنظيمي رسمي يوحد بينها.
منطقة النشأة : نشأت حركة (فانو ) في إقليم أمهرا الذى يقع في شمال غرب البلاد ويعد مركزا مهما للثقافة واللفة الأمهرية كما يعتبر الإقليم مهدا للحركة ، حيث يتركز أعضاؤها بشكل أساسي في هذه المنطقة ويتوزعون بشكل أكبر في محفظات : غوندر ، وشوا، وولو ، وغوجام. [10]
جذور النشأـ: تعود جذور نشأة حركة (فانو ) إلى سياق تاريخي وسياسي معقد من التوترات العرقية والسياسية التي شهدتها وتشهدها البلاد منذ أمد بعيد خاصة في اقليم أمهرا . ويمكن تلخيص العوامل التي ساهمت الى نشأتها فيما يلى:
- التركيبة العرقية والسياسية: يعتبر شعب أمهرا ثاني أكبر مجموعة عرقية بعد شعب أرومو وأدى النظام الفيدرالي الاثيوبي الذي سيطرت عليه الجبهة الشعبية لتحرير تجراي لعقود طويلة الى تنافس وصراعات بين الجماعات المختلفة على السلطة والموارد. [11]
- مشاركة الحركة في الحرب التي اندلعت بين إقليم تجراي والمركز إلى جانب الحكومة الفيدرالية وشعورها بأنها تحملت العبء الأكبر في الحرب دون أن تحصل على مكاسب سياسية أو اقتصادية.
- تقلص نفوذ النخبة السياسية من أمهرا بعد وصول ابى احمد إلى السلطة عام 2018 وشعور البعض منهم بأن الحكومة لا تمثل مصالحهم بشكل كاف خاصة بعد التغييرات السياسية التي جرت في أعقاب الحرب في إقليم تجراي. [12]
وتعكس حركة (فانو) التحديات الكبيرة التي تواجه إثيوبيا في إدارة التنوع العرقى والصراعات الإقليمية كما تعكس استياءً عميقا من النظام الفيدرالي والسياسات التي اتبعتها الحكومة الفيدرالية.
ابرز قيادات حركة (فانو) وتوجهاتها:
تطورت حركة (فانو) في السنوات الأخيرة في سياق الصراع الإثيوبي المعقد بالرغم من أنها لا تمتلك هيكلا قياديا واضحا، وتعتمد فقط على قيادات محلية متنوعة تعمل بشكل مستقل في مناطق مختلفة مما يجعل أمر التقاء قياداتها المركزية من الصعوبة بمكان. ونشير هنا الى القيادات الست للمجموعات العاملة تحت مظلة حركة فانو: [13]
- جيش أمهرا الشعبي بقيادة اسكندر نقا
- امهرا فانو في ولو بقيادة ميري ووجو
- أمهرا فانو غوجام بقيادة زيميني كاسي
- امهرا فانو في غوندر هبتى ولدى
- امهرا فانو في غوندر بقيادة باى كيناو
- محافظة شوا بقيادة ميكيتاو مامو
وهناك قيادات أخرى سياسية مستقلة تعبر عن استيائها من سياسات الحكومة الفيدرالية أمثال:
- جنرال تسفاى ديسالين: يعتبر من القادة العسكريين البارزين في حركة فانو وله تأثير كبير في العمليات العسكرية التي تنفذها الحركة والجماعات الموالية لها.
- أسيغا أيسي من القيادات البارزة وله دور كبير في تنظيم المقاومة في عدد من مناطق أمهرا.
- ميريام دبتى من الشخصيات المدنية التي انخرطت في دعم الحركة سياسيا وشعبيا.
وجرت بعض المحاولات لتنظيم صفوف الحركة وإيجاد هيكل تنظيمي موحد لها حتى تم في بعضها اختيار اسكندر نغا رئيسا لها إلا أنه لم يحظ بقبول الجميع بل أدى ذلك إلى انقسامات جديدة. [14]
توجهات حركة فانو
- الدفاع عن الهوية الأمهرية: حيث ترى أن الأمهرا مستهدفون سياسيا وثقافيا من النظام الاثيوبي والجماعات المسلحة في المناطق الأخرى.
- الاستقلالية والتصعيد العسكري: تلجأ الحركة الى المقاومة المسلحة كوسيلة للدفاع عن مصالح الأمهرا من قوات فيدرالية أو مجموعات عرقية أخرى. وذلك بهدف تحقيق الاستقلالية داخل الإقليم.
- تعارض الحركة سياسات رئيس الوزراء الإثيوبي ابى احمد خاصة فيما يتعلق بسياساته تجاه الأمهرا والتي تعتبرها تهميشيه وسببا رئيسيا في زعزعة وعدم الاستقرار الداخلي.
- تعارض أي محاولات لتعديل الدستور الاثيوبي خشية أن يؤدى ذلك الى مزيد من التهميش وتقليص النفوذ.
- تسعى الى استعادة أمجادها التاريخية في حكم البلاد وثقافتها وحضارتها من جديد.
عموما توصف الحركة من قبل الحكومة الفيدرالية بالتطرف العسكري والعنف المستمر واستنزاف قدرات البلاد والمطالبة أيضا بمزيد من السلطة المحلية في الاقليم والمركز. [15]
حركة تحرير اورومو (OLF)
النشأة والملابسات: تأسست حركة تحرير اورومو في عام 1973 وهي حركة سياسية وعسكرية نشأت كردة فعل على التهميش الذي تعرض له إقليم اوروميا خلال حكم الإمبراطور هيلى سلاسي ومن بعده النظام العسكرى (الدرق) بقيادة منجستو هيلى ماريام 1974- 1991 وكانت تهدف إلى تحقيق الحكم الذاتي وحقوق أكبر للإقليم الذي عانى ولعقود طويلة من التهميش السياسي والاقتصادي بالرغم من أنها تعد أكبر مجموعة عرقية في البلاد. [16]
وقد جرت محادثات سلام بعد وصول ابي احمد إلى السلطة في عام 2018 وتم التوصل الى اتفاقية سمح بموجبها عودة الحركة من المنفى والمشاركة في العملية السياسية لكنها انسحبت لاحقا من الحكومة لخلافات معها وبعدها انقسمت الحركة الى جناح سياسي وعسكري وواصل الجناح العسكري الذي يعرف اليوم باسم جيش تحرير اوروموOLA العمل العسكري ضد الحكومة الفيدرالية. [17]
منطقة النشأة: تأسست حركة تحرير اورومو في اقليم اوروميا الذي يقع في الجزء الأوسط والجنوبي من البلاد ويحيط بالعاصمة اديس أبابا من جميع الجهات ويعتبر الإقليم من أكثر المناطق خصوبة في إثيوبيا وينتج محاصيل مهمة مثل البن والحبوب كما تحتوي على موارد طبيعية أخرى.
وتعد منطقة اوروميا أكبر منطقة من حيث المساحة وعدد السكان وتمتد في مساحات واسعة تشمل منطقتي امهرا وتجراي شمالا والمنطقة الصومالية شرقا ومنطقة جنوب اثيوبيا جنوبا ومن الغرب يحدها السودان.
جذور النشأة
يعود تاريخ نشـأة حركة تحرير اورومو الى تاريخ طويل من التهميش السياسي والاقتصادي الذي تعرض له شعب اورومو مع أنهم يعدون أكبر عرقية في البلاد حيث يشكلون حوالي 45% من السكان حسب بعض التقديرات ويمكن تلخيص أبرز الأسباب والعوامل التي أدت إلى نشأة الحركة فيما يلى: [18]
- تعرضها بشكل كبير ومتعمد للتهميش السياسي أثناء فترة حكم هيلى سلاسي 1930(- 1974) وبعده من النظام العسكري الدرك (1974- 1991) الذي قمع المعارضة وسيطر على الموارد لصالح النخبة الحاكمة.
- مصادرة الأراضي الخصبة وفقدان العديد من الاورومو لمصدر رزقهم مما زاد من شعورهم بالظلم والحرمان.
- قمع اللغة الأرومية ومحاربة الثقافة والتراث الاورومى وإجبارهم على التخلي عن هويتهم لصالح ثقافة الأمهرا.
ولا يزال إقليم اوروميا مسرحا للصراع بين المعارضة والحكومة مما أدى الى تفاقم الأوضاع الامنية والانسانية كما تمثل الحركة تحديا حقيقيا للحكومة الفيدرالية في تحقيق الاستقرار والعدالة الاجتماعية ما لم تتحرك الى إصلاح سياسي حقيقي.
أبرز قيادات جبهة تحرير أرومو وتوجهاتها
مرت الحركة بالعديد من التحولات السياسية والقيادية وشهدت ظهور عدد من القيادات البارزة التي لعبت أدوارا مهمة في تشكيل توجهات الجبهة وفيما يلي أبرز القيادات التاريخية والتوجهات السياسية الرئيسية للحركة:
- الجناح السياسي لحركة تحرير أرومو (OLF)
- داود ابسا: يعتبر أحد أبرز قيادات الحركة حيث شغل منصب رئيس الحركة لفترة طويلة وعاد الى اثيوبيا من منفاه في اسمرا كجزء من اتفاق سلام مع الحكومة الاثيوبية بقيادة ابى احمد.
- لينو ميغيرسا: كان أحد المؤسسين الأوائل للحركة وقائدا بارزا في صفوفها وكان يدعو الى حل سياسي للصراع مع التركيز على الحقوق السياسية والثقافية لأرومو وقد انسحب من الحركة في السنوت الأخيرة بسبب الخلافات الداخلية.
وهناك قيادات تاريخية أخرى شغلت مواقع هامة ولعبت أدوار رئيسيا في قيادة الجبهة وتطورها سواء في العمل السياسي او العمل العسكري مثل جيلاسا ديلبو الرئيس السابق مقيم في المنفى وحسن وحسين المتحدث الرسمي ودميسا مكى وليما ميكونن وتولدى ميكونن وآخرين مازالوا يمارسوا أنشطتهم المختلفة. [19]
الجناح العسكري : جيش تحرير أرومو(OLA)
شهدت قيادة الجيش تحولات وانشقاقات في السنوات الأخيرة وكان أبرزها على النحو التالي:
- وقعت مجموعة منشقة من جيش تحرير أرومو في ديسمبر 2024 اتفاقية سلام مع حكومة إقليم اوروميا بقيادة جال سيناي نيغاسا قائد المنطقة الوسطى في جيش تحرير ارومو معتبرا ذلك خطوة اساسية لتحقيق السلام في الإقليم.
- كومسا ديربيا القائد العام لجيش التحرير ارومو ويعرف أيضا ب(جال مارو) يلعب دورا مهما في تنظيم العمليات العسكرية.
- أبو بيان قائد آخر شارك في تنسيق العمليات العسكرية
- ابو توربان يعتبر أحد القيادات الاستراتيجية.
شحيحة هي تلك المعلومات التي تتوافر عن القيادات العسكرية بسبب أعمالها السرية وتغيرها زمانا ومكانا بمرور الوقت. [20]
توجهات حركة تحرير أرومو(OLA)
- تدعو الحركة الى نظام ديمقراطي فيديرالي يعترف بحقوق القوميات ويضمن للأرومو تمثيلا عادلا في النظام لسياسي.
- المطالبة بالحكم الذاتي وحق تقرير المصير داخل اثيوبيا وإذا تعذر الاستقلال الكامل.
- السعي الى تحقيق العدالة في توزيع الموارد الاقتصادية والسياسية على حد سواء.
- الدفاع عن الحقوق الثقافية واستخدام لغتهم بحرية بعد عقود من الظلم والقمع.
- شهدت الحركة انقسامات بين القيادات التي تدعو إلى الحلول السياسية وتلك التي تؤيد العمل العسكري ما أدى إلى ضعف الحركة في بعض الأحيان لكنها ما تزال تشكل قوة مؤثرة في المشهد السياسي والاثني في اثيوبيا. [21]
تطور الجماعات المسلحة:
منذ أن ظهرت إثيوبيا كدولة في حدودها الحالية في القرن التاسع عشر على يد منليك الثاني (1899-1913) وإلى اليوم اتسمت بالحروب والصراعات الداخلية والخارجية لتسييسها العرق والتاريخ مع امتياز بعض الهويات وتهميش البعض الآخر من أجل الهيمنة السياسية والاقتصادية وفشل الأنظمة السياسية التي تعاقبت على حكم إثيوبيا من إيجاد نظام سياسي ديمقراطي يرتضيه الجميع ما أدى إلى ترسيخ الثقافة السياسية المتطرفة التي تعارض التسامح والتفاوض وعيشها في دوامة الصراع والنزاع ، ونشأت الجماعات المسلحة و ظهر العديد منها و تطورت نتيجة لهذه الأسباب والتحولات الإقليمية والدولية وفيما يلى نظرة تاريخية عامة عنها:-
عهد الامبراطور هيلي سلاسي: (1930-1974)
نتيجة للقمع والاضطهاد والقتل الذي مارسه الإمبراطور هيلي سلاسي وكذا الجفاف والمجاعة التي كانت تضرب معظم فترة حكمه، إضافة إلى الثورات والاضطرابات التي كانت تشهدها المجتمعات الإقليمية والدولية شهدت هذه الفترة ظهور بعض الحركات أبرزها:
- ميلاد جبهة التحرير الارترية في عام 1960 بهدف تحقيق الاستقلال وذلك احتجاجا على إلغاء الإمبراطور هيلي سلاسي الاتحاد الفيدرالي الذي أنشأته هيئة الامم المتحدة بموجب مرسوم ووقعت عليه في عام 1952م وما أن لبث بعد ذلك الامبراطور حتى أعلن من طرف واحد ضم ارتريا الى إثيوبيا وجعلها الإقليم الرابع عشر. [22]
- قيام مجموعة من الضباط في ديسمبر 1960 بمحاولة انقلاب على الإمبراطور هيلي سلاسي الذي كان في زيارة إلى أمريكا الجنوبية مما إضطره ذلك الى العودة سريعا إلى البلاد واستعادة عرشه سريعا والقضاء على الضباط الانقلابيين. [23]
- الازمات الاقتصادية والاحتجاجات المتواصلة وكره الإثيوبيين للإمبراطور أدت إلى تحرك مجموعة من الضباط بقيادة العقيد منجستو هيلي مريام بالانقلاب على الملك وإسقاطه من الحكم في سبتمبر1974م لتبدأ جولات أخرى من الحروب والنزعات العرقية والأيديولوجيات المختلفة تحت مسميات عدة. [24]
عهد نظام الدرق (1974-1991)
شهدت البلاد في هذه الفترة تحولا قي النظام السياسي من الملكية الى (الماركسية) ما أدى إلى ظهور عدد من الحركات والجماعات المسلحة المناوئة للنظام وهذه أبرزها:
- الجبهة الشعبية لتحرير تجراي(TPLF)
نشأت كحركة قومية تسعى الى تحقيق تقرير المصير للإقليم لكنها تراجعت عن ذلك لاحقا ودعت مع الآخرين الى إسقاط نظام منجستو هيلى ماريام وإقامة نظام فيدرالي محله. ومن أجل ذلك قامت بتكوين تحالف مكون من عدد من التنظيمات التي خلفيتها من أقالم امهرا ، وارومو ، وشعوب جنوب اثيوبيا تحت مسمى الجبهة الديمقراطية الثورية لشعوب اثيوبيا(EPRDF) وقادت به الدولة بعد أن حققت الهيمنة عليهاـ
اسقطت نظام الدرق عام 1991 ومن ثم حكمت البلاد منذ ذلك الحين الى أن صعد أبي أحمد الى السلطة في عام 2018 ما أدى الى تراجع دورها واستبعادها من منافذ القوة والتأثير مكتفية بعده بإدارتها لإقليم تجراي حتى اندلع نزاع مسلح بينها وبين الحكومة المركزية في 4 نوفمبر 2020 اكل الأخضر واليابس وخلقت أزمة إنسانية كبيرة انتهت باتفاقية بريتوريا في جنوب إفريقيا في نوفمبر2022 وما أن لبثت حتى دب فيها خلافات وصراعات داخلية شغلت التنظيم عن دورها المشهود ومع ذلك لا تزال متوقع لها أن تشكل دورا في المشهد السياسي الاثيوبي على الأقل في نطاق إقليمها الذى ما زال يئن من ويلات الحرب الأخيرة وتداعياتها المختلفة ، وتبرز حاليا تخوفات كبيرة حتى لا تندلع الحرب مرة أخرى بسبب الخلافات الداخلية وعدم تنفيذ اتفاقية بريتوريا كما ينبغي. [25]
- الجبهة الشعبية لتحرير ارتريا (EPLF)
تأسست عام 1970 بعد انشقاقها من جبهة التحرير الارترية (ELF) من أجل استقلالها عن
إثيوبيا، وحققت ذلك عام 1993 وأصبحت ارتريا جزءا من المجتمع الدولي بعد حرب دامت ثلاثون عاما من الكفاح المسلح (19961-1991). [26]
- جبهة تحرير ارومو(OLF) نشأت عام 1973 منادية بتقرير مصير إقليم أروميا كأكبر مجموعة عرقية كبيرة وكانت نشطة في الجانب المسلح حتى سقوط نظام الدرق حيث شاركت في العملية السياسية لمدة قصيرة إلا أنها عادت الى العمل المسلح مرة أخرى ، وشهدت في السنوات الأخيرة انقسامات داخلية أدت الى نشوء كيانات صغيرة عنها ، وبعد وصول ابى احمد الى السلطة في عام 2018 تخلت عن العمل العسكري ودخلت في عملية سياسية سلمية ، ومع ذلك يشهد إقليم أروميا النزاعات والاضطرابات المستمرة وعدم الاستقرار حيث يواصل الجناح العسكري(OLN) عملياته ضد الحكومة المركزية. [27]
- عهد أبي أحمد 2018 – الآن : وقد بدأه بإصلاحات سياسية واقتصادية واسعة لكنها سرعان ما تفاقمت التوترات والنزاعات العرقية التي لا تزال يستعر اوارها في أغلب الاقاليم الكبيرة مثل: تجراي وامهرا ، وأروميا بنفس التنظيمات التي مررنا عليها آنفا طبعا ما عدا حركة (فانو) التى ظهرت في عهده بقوة ومستمرة بنفس النفس الذى بدأت به وتزيد كل يوم زخما جديدا. وعموما طالما ان تطور الجماعات المسلحة هو نتاج تراكمات تاريخية وسياسية واجتماعية معقدة في اثيوبيا ستستمر الى أن تجد معالجة الأسباب الجذرية التى أدت الى ذلك. [28]
حجم الجماعات المسلحة:
عديدة هي تلك التحديات التي تواجه إثيوبيا اليوم أمنيا وفي مناطق متفرقة من البلاد وتشمل :اقليم تجراي الذى به جبهة تحرير تجراي كلاعب رئيسي والتي كانت تعتبر من اقوى الجماعات المسلحة لكنها خسرت الكثير من قوتها العسكرية بعد الحرب التي اندلعت مع المركز في 2020 وبالرغم من ذلك لا تزال تحتفظ بقوة لا يستهان بها. وما تمر بها جبهة تحرير تجراي اليوم من أحداث وتطورات داخلية بسبب الانقسامات والاختلاف على كيفية ادارة الاقليم وطبيعة العلاقة مع المركز يقلل من حجم تأثيرها تدريجيا ، وأما جيش تحرير أوروميا الذى ينشط حاليا ضد الحكومة ويقدر عدده بالآلاف – وان كانت لا توجد احصائية دقيقة لشح المعلومات وسرية العمل العسكري لديهم – لكن تأثيره واضح ومؤثر في الإقليم الى درجة كبيرة ،وهناك (حركة فانو ) في إقليم أمهرا والتي برز دورها بعد اتفاقية بريتوريا في 2022 وتنشط في عدد من محافظات الإقليم كمجموعات مستقلة عن بعضها البعض وهى ما تزال في طور النشأة والتكوين ومع ذلك تشكل ضغط كبير على الحكومة لحضورها العسكري ولوجود جماعات ضغط ومؤيدين لها في الداخل والخراج مثل في أمريكا وأوروبا وغيرها. ‘أما الأقاليم الأخرى تتفاوت أعداد المجموعات التي تقاتل ضد المركز وتعد بعضها بالمئات في كل من إقليم بنى شنقول وإقليم الصومال(اوغادين) وفي إقليم العفر أيضا. [29]
حواضن الجماعات المسلحة:
التنوع العرقي والثقافي والديني الذى تمتاز بها إثيوبيا جعلها خصبة لظهور وتصاعد وتيرة عمل الجماعات المختلفة لكى تعبر كل جماعة عما عندها من هوية وثقافات وتحافظ عليها من الاندثار، كما أن التنافس فيما بينها على السلطة والثروة يخلق صراعات ونزاعات ما يدفع حواضنها الاجتماعية الدفاع عن مصالحها وتوحيد صفوفها من أي اعتداء من القوميات الأخرى ويضاف الى هذا السياسات الحكومية التي غالبا ما تفضي الى الاقصاء والتهميش وزد على ذلك الفقر والظروف الاقتصادية وسياسة التنمية التي لا تبنى على المساواة خاصة تلك المناطق التي ليست بها الخدمات الاساسية كما ان العامل الديني هو الاخر دافع كبير لأن يكون عامل أساسي ومهم لتشكل جماعات ذات خلفية دينية. وعموما الصراعات الداخلية التي أخذت ردحا من الزمان وتتأثر بالتدخلات الخارجية خاصة في زمن العولمة أصبح من السهل تشكل الجماعات والوصول الى حواضن خارجية لغرض التأثير على المشهد السياسي والاجتماعي في البلاد بما يحقق مصالحها ويضمن هيمنتها.
علاقة الجماعات ببعضها:
تتسم العلاقة بين هذه الجماعات بالديناميكية والتعقيد لأنها تتأثر بالسياسات الداخلية والانقسامات العرقية والتحالفات التكتيكية وقد تتعاون وتتصارع حسب المصالح السياسية والجغرافية مثل : جيش جبهة تحرير أرومو الذى يدخل أحيانا في تحالفات مع جبهة تحرير تجراي وهى الأخرى التي تتحالف مع جيش تحرير أرومو في حربها ضد الحكومة الإثيوبية في 2020 وأما حركة (فانو) تحارب الحكومة وفي نفس الوقت تعادى جبهة تحرير تجراي وجيش تحرير أرومو ، كما توجد في اقليمي الصومال وبنى شنقول نزاعات محلية وتدخل في صراعات كبيرة في بعض الأحيان. [30]
علاقاتها الخارجية الاقليمية والدولية
من المعروف جدا في تاريخ اثيوبيا أن الاستقواء بالخارج هو الهدف الأول إذا ما أراد الواحد الانتصار على منافسه الداخلي او الاستمرار في حكمه لفترة أطول ممكنة لأن طبيعة الصراع والأزمات السياسية التي تعيشها البلاد تتوقف على الدعم السياسي أو العسكري أو الاقتصادي الخارجي مما يؤثر على ديناميكيات الصراع والاستقرار في البلاد حيث نجد أن جبهة تحرير تجراي تلقت دعما سياسيا غير مباشر من بعض الدول تحت غطاء حقوق الإنسان من الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي ومن مصر والسودان ابان حربها مع المركز وذلك في ظل العلاقات المتوترة بسبب سد النهضة وإشكالات الحدود بين اثيوبيا والسودان. ويزعم أيضا ان جيش تحرير أروميا تلقى مساعدات من بعض دول الإقليم في اشارة إلى إرتريا وربما مصرو لكن لا أدلة على ذلك وهناك تكهنات بان بعض الفصائل في اقيم بنى شنقول – جومز وأوغادين تلقتا دعما من بعض الأطراف التى تعارض سد النهضة بهدف التأثير على الوضع في البلاد لكن يظل محدودا بسبب المعادلات والمصالح الاستراتيجية للدول الكبرى ، ويشار أيضا الى حركة فانو التى تتلقى دعما من ارتريا في حربها ضد المركز. [31]
مستقبل الجماعات المسلحة في إثيوبيا
يعتمد مستقبل الجماعات المسلحة في اثيوبيا على عدة عوامل وكلها معقدة بسبب تعقيدات المشهد الإثيوبي لأنه لا أحد – سواء الحكومة او المعارضة المسلحة – بمقدورها أن تحسم المعركة لصالحها نهائيا وبالتالي تستمر لعبة القط والفأر الى أن تتهيأ وتتطور الأمور على نحو يساعد الأطراف في الدخول الى حوار وطني شامل يفضى الى سلام يقلل من التأثيرات الخارجية ويعزز السلام والاستقرار في البلاد لأن الخيارات الأخرى مثل الإصلاح السياسي الجزئي والاستجابات العسكرية للحكومة أو قدرة هذه الجماعات على تحقيق أهدافها ضعيفة جدا. وما يدعو أن تستمر هذه الاوضاع على هذا النحو هو وجود حماية بشكل وآخر احتضان لهذه الجماعات من قبل بعض دول الجوار من أجل التأثير على سياسة الدولة الإثيوبية التي لديها خصومات وعدائيات مع هذه الدولة أو تلك بسبب النزاع على الحدود أو المشاريع الكبيرة التي تقيمها مثل سد النهضة او المطالبة باستحقاقات لا تمت اليها بصلة مثل الوصول الى البحر الأحمر ومحاولة إقامة قوة بحرية وهى دولة غير ساحلية بمعنى آخر أن ما تتبعها الدولة الإثيوبية في سياساتها الداخلية والخارجية هي التي تدفع الجماعات المسلحة الى النزاع والصراع المستمر في كل مراحلها التاريخية وتدفع إلى التدخل الخارجي وتغذية هذه الجماعات لتستمر ويدب فيها الحياة من وقت لآخر.
[1] – The Editors of Encyclopædia Britannica (2025). Tigray historical region, Ethiopia. Encyclopædia Britannica. https://www.britannica.com/place/Ethiopian-Plateau
[2] – The Editors of Encyclopædia Britannica (2025). Ethiopian Plateau region, eastern Africa. Encyclopædia Britannica. https://www.britannica.com/place/Ethiopian-Plateau
[3] – Berhe, A. (2008). A political history of the Tigray People’s Liberation Front (1975-1991): Revolt, ideology and mobilisation in Ethiopia. [PhD-Thesis – Research external, graduation internal, Vrije Universiteit Amsterdam].
[4] – IAGCI (2024). Country Policy and Information Note Ethiopia: Tigrayans and the Tigrayan People’s Liberation Front. The Independent Advisory Group on Country Information (IAGCI) UK. https://assets.publishing.service.gov.uk/media/676453abe6ff7c8a1fde9c39/ETH+CPIN+Tigrayans+and+the+Tigray+Peoples+Liberation+Front.pdf
[5] – Ibid.
[6] – Ibid.
[7] – Ibid.
[8] – Sakr, T. (2024). Ethiopia’s Fano Rebellion: The Amhara Resistance Reshaping the Horn of Africa. AfricaDailyNews. https://www.acaps.org/fileadmin/Data_Product/Main_media/20210223_acaps_secondary_data_review_ethiopia_pre-crisis_situation_in_tigray.pdf#:~:text=The%20last%20census%20conducted%20in%20Ethiopia%20was%20in,at%205%2C443%2C000%20%28UNICEF%2012%2F2019A%2C%20based%20on%20FDRE%2012%2F2008%29.
[9] – Ibid.
[10] – Ibid.
[11] – Vera , S. (2024). Who is Fano? Inside Ethiopia’s Amhara rebellion. The New Humanitarian. https://www.thenewhumanitarian.org/news-feature/2024/11/12/who-fano-inside-ethiopia-amhara-rebellion
[12] – Ibid.
[13] – Ibid.
[14] – Ibid.
[15] – Abere Chanie, T. (2024). The Current Amhara Fano Resistance: Viewed from the Historical Military Tradition of the Amhara People. East African Journal of Arts and Social Sciences. https://journals.eanso.org/index.php/eajass/article/view/1955
[16] – Jalata , A. (2024). The Oromo Liberation Front and its Long Journey: Achievements, Challenges, and Resilience. Sage Journals. https://journals.sagepub.com/doi/abs/10.1177/01605976241274288
[17] – Ibid.
[18] – Ibid.
[19] – Adem, M. (2024). Liberation Movements in Urban Environments: A Case Study of the Oromo Liberation Movement in Finfinnee and the Twin Cities. Minnesota Undergraduate Research & Academic Journal. https://pubs.lib.umn.edu/index.php/muraj/article/view/5881
[20] – Ibid.
[21] – Ibid.
[22] – Encyclopædia Britannica (2024). Haile Selassie I emperor of Ethiopia. Encyclopædia Britannica.Article History. https://www.britannica.com/biography/Haile-Selassie-I
[23] – Ibid.
[24] – Ibid.
[25] – Temesgen, K. A. (2024). Ethiopia’s quest for a ‘professional’ police force: A dream deferred? Taylor & Francis. https://www.tandfonline.com/doi/full/10.1080/10246029.2025.2466619?af=R
[26] – Encyclopædia Britannica. Eritrean People’s Liberation Front. Encyclopædia Britannica. Journal History. https://www.britannica.com/topic/Eritrean-Peoples-Liberation-Front
[27] – Adem, M. (2024). Liberation Movements in Urban Environments: A Case Study of the Oromo Liberation Movement in Finfinnee and the Twin Cities.
[28] – Ibid.
[29] – CFR (2025). Conflict in Ethiopia. Center for Preventive Action. https://www.cfr.org/global-conflict-tracker/conflict/conflict-ethiopia
[30] – Ibid.
[31] – Ibid.