ملخص
ظلت مسألة تأثير الشخصية على العمليات العالمية مسألة ذات أهمية كبيرة طوال العصور بالنسبة للمؤرخين، وعلماء السياسة. وفي هذا السياق، يحظى الرئيس الأمريكي الجديد “دونالد ترامب” بدور هام في صياغة وتنفيذ السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية. كما يرتبط اسمه بخصوصيات السياسة الأمريكية التي تم تنفيذها على الساحة الدولية. فخلال انتخابات 6 نوفمبر 2024، فاز الرئيس المذكور؛ بعد أن حصل على أصوات انتخابية كافية للعودة إلى البيت الأبيض كرئيس السابع والأربعون للولايات المتحدة؛ الأمر الذي أعاد فتح النقاش حول سياساته التي اتبعها في إدارته الرئاسية السابقة خاصة في مجال السياسة الخارجية ولاسيما تجاه القارة الأفريقية. وعليه، تهدف هذه الدراسة إلى محاولة رسم ملامح السياسة الخارجية للرئيس الجديد للولايات المتحدة الأمريكية وفريق إدارته تجاه القارة الأفريقية خلال ولايته الرئاسية المقبلة.
مقدمة
منذ ظهور الكيانات السياسية الأولى حتى يومنا هذا، كان رئيس الدولة مؤسسة لا غنى عنها في إدارة العلاقات الدولية. لطالما كانت الاجتماعات الشخصية بين القادة ذات أهمية كبيرة في إبرام الاتفاقيات وإقامة الشراكات، ومع تطور المجتمع، تطورت المؤسسات الحاكمة أيضا. وفي العلاقات الدولية المعاصرة، تدار السياسة الخارجية من خلال عمل منهجي لمختلف الهيئات والمؤسسات التي تضع وتنفذ استراتيجية مشتركة. ويتيح هذا النهج إشراك مختصين من مختلف الميادين، مما يسمح باتخاذ قرارات أكثر توازنا وفعالية.
ومع ذلك، فإن العامل الشخصي، في رسم ملامح السياسة الخارجية؛ لا يزال يؤدي دورا هاما. ومن الأمثلة البارزة على ذلك نظام الحكم في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تم بناء نظام على مدى قرون للتقليل إلى أدنى حد من الأثر السلبي للقرارات التي يتخذها فرد واحد. من ناحية أخرى، فإنه يحافظ على رئاسة قوية كمؤسسة ذات سلطات واسعة، لا سيما في مجال العلاقات الخارجية. ويشغل الرئيس الأمريكي منصب المسؤول التنفيذي الأول عن إدارة وتنفيذ السياسة الخارجية للبلاد وتشكيل اتجاهها على المسرح الدولي.1
لقد منح دستور الولايات المتحدة مؤسسة الرئيس دورا مركزيا في تشكيل وتنفيذ السياسة الخارجية للولايات المتحدة. ويتمتع الرؤساء الأمريكيون بدرجة عالية من التقدير في الشؤون الخارجية، ويتصرفون وفقا لرؤيتهم وأولوياتهم للأمن القومي الأمريكي في مجال السياسة الخارجية، ولديهم نفوذ إضافي في صياغة تفاصيل السياسة الخارجية من خلال هيمنتهم الكاملة على الجهاز الإداري البيروقراطي لوزارة الخارجية الأمريكية.2 وفي هذا السياق، عندما يترك رئيس أمريكي منصب الحكومة ويأتي آخر، تبحث التقارير الإخبارية وتحليلات الأكاديمية الدولية في موضوع طبيعة وشكل السلوك الأمريكي مع باقي الكيانات الدولية.
خلال 6 نوفمبر 2024، فاز الرئيس “دونالد ترامب” في الانتخابات الرئاسية الأمريكية بعد أن حصل على أصوات انتخابية كافية للعودة إلى البيت الأبيض كرئيس السابع والأربعون للولايات المتحدة. وأعاد هذا الانتصار إشعال المناقشات حول السياسات التي اتبعها خلال إدارته السابقة، لاسيما في مجال السياسة الخارجية، مع التركيز بشكل خاص على نهجه تجاه القارة الأفريقية. لقد زادت طبيعة “ترامب” الشخصية (عصبته، وتقلباته، وعدم إمكانية التنبؤ بردت فعله أو التكهن بسياساته أو تقدير حقيقة مواقفه صعوبة).3 ويتميز الرئيس الأمريكي الجديد “دونالد ترامب” بأسلوبه الصريح، وابتعاده عن اللباقة السياسية التي يتسم بها الرؤساء أو القادة العالميون الآخرون الذين يحيطون أنفسهم غالبا بالواجهات الدبلوماسية والمراسم الرسمية.
كانت سياسة “دونالد ترامب” تجاه إفريقيا خلال رئاسته السابقة مختلفة بشكل ملحوظ عن سياسة أسلافه من حيث الأهداف والنشاط. في البداية، لم تمنح إدارة ترامب الأولوية لأفريقيا كتركيز مباشر. ومع ذلك، توقع المراقبون «تهميش» القارة الأفريقية، حيث تم فضح هذا الافتراض بسرعة ولم يتحقق. نظرا لسعي الولايات المتحدة المستمر للحفاظ على هيمنتها العالمية، لم يستطع الرئيس الخامس والأربعون للولايات المتحدة تجاهل الأهمية الجيوستراتيجية والسياسية والاقتصادية المتزايدة لأفريقيا في النظام العالمي الحديث. برغم من كل ذلك الاعتبارات ظلت القارة الأفريقية في ذيل سلم الأولويات الاستراتيجية في ظل إدارة الرئيس “دونالد ترامب”.
المحور الأول:
العوامل المؤثرة على السياسة الأمريكية في إفريقيا:
تتطلب السياسة الأمريكية نشاطا متزايدا تجاه إفريقيا بسبب عدة عوامل، ومنطلقات الموجهة للاهتمام الأمريكي بالقارة الأفريقية، منها:
العوامل الجيوسياسية والاستراتيجية
فبعد تفكيك المعسكر الشرقي وسقوط الاتحاد السوفياتي اتجهت الإدارة الأمريكية نحو القارة الأفريقية باعتبارها قارة المستقبل و”مغارة علي بابا” التي يجب أن تستثمر فيها، وهي تحاول أن تلعب لعبة المحاور فيها، وذلك من خلال بناء قوة لمحور مهم جدا وهو محور أثيوبيا الصومال اريتريا وجيبوتي، كذلك المحور الثاني والذي يضم 12 دولة افريقية إلى جانب جنوب إفريقيا، ودول الغرب الإفريقي ودول شمال افريقيا ودول الساحل والصحراء، كل هذه الدول داخل المرمى الاستراتيجي للولايات المتحدة الأمريكية. وهناك عدة عناصر حسب صناع القرار الأمريكي تمكنهم من الهيمنة على افريقيا بل والتربع على عرشها ككل، هذه القارة هي المستقبل وخزان الموارد الطبيعية والطاقية، باختلاف أنواعها والنقطة الأهم قابلية هذه الشعوب للعيش تحت الاستعمار وتبديل استعمار بآخر.4كما تأتي إفريقيا ضمن استراتيجية الولايات المتحدة للحفاظ على قيادتها العالمية وتعزيزها.
الاعتبارات الاقتصادية
إن الاهتمام المستمر بالموارد الطبيعية شكل محور كافة الوثائق الاستراتيجية للرؤساء الأمريكيين منذ سنة 1986، وضمن وثيقة استراتيجية الأمن القومي للولايات المتحدة لعام 2006، تحت عنوان: «النهوض بعصر جديد للنمو الاقتصادي العالمي من خلال الأسواق الحرة والتجارة الحرة»، تم التركيز على ضرورة فتح أسواق الطاقة ودمجها وتنويعها لضمان استقلالية الطاقة. وجاء في البيان: “أن الولايات المتحدة هي ثالث أكبر منتج للنفط في العالم، لكننا تعتمد على المصادر الدولية لتزويد أكثر من 50٪ من احتياجاتها. ولا يقدم سوى عدد قليل من البلدان مساهمات كبيرة في إنتاج النفط العالمي، ويكمن مفتاح ضمان أمننا في مجال الطاقة في تنويع مناطق موارد الطاقة”.5
وعليه، تمثل القارة الإفريقية مصدرا رئيسيا للطاقة، مما يجعلها في صميم المصالح الاستراتيجية الأمريكية. ويبرز هذا بشكل خاص في ضوء اعتماد الولايات المتحدة على تنوع مصادر الطاقة. كما تعد القارة الإفريقية سوقا ناميا للشركات الأمريكية.6 ويعد النفط والطاقة من الأهداف والأولويات الحيوية في السياسة الخارجية الأمريكية، لغرض فرض هيمنتها على الوحدات السياسية، لاسيما الصين؛ فسيطرتها على مصادر وخطوط نقل الطاقة يجعلها تتمتع بنفوذ وقوة يفوق كل وحدة سياسية أخرى المنافسة، مما يجعلها وحدة سياسية متفوقة بكل مقاييس القوة، وهذا هدف استراتيجي أمريكي.
التنافس الدولي الحاد:
تشهد القارة الأفريقية في الوقت الراهن تصاعدا في التنافس بين القوى العالمية الكبرى، حيث تتنافس الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة، الصين، روسيا، والاتحاد الأوروبي على النفوذ والموارد في أفريقيا. هذا التنافس يعود إلى الأهمية الاستراتيجية التي تمثلها أفريقيا على الصعيدين الاقتصادي والجيوسياسي، بما في ذلك مواردها الطبيعية وموقعها الجغرافي وسوقها الاستهلاكي الكبير.7
إن سلوك الإدارة الأمريكية تجاه أفريقيا قد تأثر دائما بفكرة وجود التنافسات من قبل القوي التقليدية المنافسة للولايات المتحدة الأمريكية، بدلا من الإمكانيات التي تمتلكها القارة. في السنوات الأخيرة، مع ظهور منافسي أمريكا مثل الصين وروسيا في أفريقيا، والذين استثمروا ليس فقط في الاقتصاد الأفريقي، ولكن أيضا في قطاعات الأمنية والعسكرية في القارة،8تم المبالغة في تقليص فكرة التنافسات في اتخاذ القرارات الأمريكية تجاه أفريقيا. باستخدام نهج كلاسيكي جديد، من خلال تحليل ديناميكيات السياسات الخارجية الأمريكية تجاه أفريقيا وسياسات “ترامب” القائمة على التنافس، تستنتج أن سياسة “ترامب” تجاه أفريقيا لم تكن مختلفة عن سياسة سابقيه، وأن الولايات المتحدة دائما ما اعتمدت على نهج الواقعية الكلاسيكية تجاه أفريقيا، وهو نهج تم تعزيزه من خلال رئاسة “ترامب” السابقة.
المحور الثاني:
عودة “دونالد ترامب” إلى البيت الأبيض: بين التفاؤل والمخاوف الإفريقية
حظيت حملة “دونالد ترامب” الانتخابية والرئاسة اللاحقة باهتمام واسع النطاق، ليس فقط في أمريكا، ولكن في جميع أنحاء العالم. حيث أثارت الشخصية الفريدة للرئيس الجديد، سواء خلال «السباق» للانتخابات أو بصفته شاغلا للبيت الأبيض، ردود فعل قوية من الجمهور ووسائل الإعلام والنخب السياسية. كان هذا مدفوعا بسلسلة من التصريحات الاستفزازية والوعود «غير المتوقعة» والأعمال الجريئة. إن عودة الرئيس الجديد” ترامب” إلى البيت الأبيض خلقت نقاشات واسعة النطاق حول تداعياتها على السياسة الأمريكية والعالمية. ويرى البعض أن الرئيس الأمريكي الجديد يمثل تحديا للنظام السياسي الأمريكي التقليدي، بينما يتساءل البعض الآخر عما إذا كانت سياساته يمكن أن تحدث تغييرا إيجابيا على المسرح العالمي.
لقد أثارت عودة “دونالد ترامب” إلى البيت الأبيض كثيرا من مخاوف لدى الأفارقة بشأن العديد من السياسات الأمريكية تجاه القارة، لا سيما بالنظر إلى الأيديولوجية الأساسية الكامنة وراء نهج “ترامب”، المتجذر في الانعزالية على جهات وأطراف دولية متعددة. خلال فترة ولايته الأولى، لم يقم “ترامب” بزيارة إفريقيا، ومن غير المرجح أن يوسع “ترامب” سياساته الخارجية والتنموية تجاه إفريقيا بشكل كبير.9 وعلى الرغم من تصريحات “دونالد ترامب” المثيرة للجدل حول إفريقيا خلال إدارته الأولى، والتي اشتهرت بالإشارة إلى دول معينة على أنها «دول قذرة»، والتي ظلت باقية في الذاكرة العامة للأفارقة، قدم “جيه بيتر فام”، المبعوث الخاص السابق “لترامب” إلى منطقة البحيرات الكبرى ومنطقة الساحل، منظورا مختلفا. في مقابلة مع مجلة “The Africa Report” خلال فترة الانتخابات، جادل بأن فهم سياسة “ترامب” تجاه إفريقيا تكمن في أفعاله أكثر من أقواله.10 بينما لم تعتبر إفريقيا أولوية واضحة في بداية عهد “ترامب”، إلا أن الإدارة الأمريكية زادت من نشاطها في القارة، مع التركيز على احتواء النفوذ الصيني والروسي، وإطلاق مبادرات لتعزيز المصالح الأمريكية الاقتصادية والجيوسياسية.
يلاحظ العديد من الخبراء أن نهج “ترامب” في السياسة الخارجية قد تم تشكيلها على مدى سنوات عديدة في عالم الأعمال، حيث اكتسب خبرة واسعة في مفاوضات الأعمال الدولية وطور فهما للظروف الاقتصادية في بعض البلدان. ومع ذلك، فهو يفتقر إلى فهم عميق للسياسة الخارجية، وليس له صلة مهمة بنخب السياسة الخارجية، سواء داخل الحزب الجمهوري أو الديمقراطي. بالإضافة إلى ذلك، لم يكن لديه فريق محترف للسياسة الخارجية. حيث صعد “ترامب” إلى السلطة في المقام الأول من خلال التركيز على القضايا الداخلية داخل الولايات المتحدة، بينما ظلت السياسة الخارجية أولوية هامشية في جدول أعماله.
المحور الثالث:
ما هي أبرز سياسات إدارة ترامب تجاه أفريقيا خلال عهدته الأولى
كان وصول الرئيس “دونالد ترامب” إلى قيادة الإدارة الأمريكية بمثابة تحول كبير في الاهتمام الأمريكي تجاه القارة الأفريقية في اتجاه سلبي. تضاءل التركيز على القضايا الأفريقية في أجندة سياسته الخارجية، واتسمت العلاقات الأمريكية الأفريقية خلال فترة ولايته الأولى بنوع من الركود، مما أدى إلى إضعاف النفوذ الأمريكي لصالح توسيع القوى الدولية والإقليمية الأخرى.
كما شهدت السياسة الخارجية الأمريكية تجاه إفريقيا في عهد الرئيس “جون بايدن” تركيزا ضعيفا، رغم عقد القمة الأمريكية الأفريقية بعد سنوات من توقفها.11 ومع ذلك، قد تكون عودة “ترامب” المحتملة كارثية. حيث تميزت العلاقات بين واشنطن والعديد من العواصم الأفريقية من عام 2017 إلى عام 2021 بشكل عام بعدم الثقة والعداء والإهمال من قبل إدارة “ترامب”.
لقد أدت رؤية «أمريكا أولا» الانعزالية للرئيس آنذاك إلى تهميش إفريقيا بشكل واضح، وأصبحت غائبة تماما عن أولويات السياسة الخارجية الرئيسية. بالطبع، لم يكن هذا النقص في تحديد الأولويات جديدا، حيث أنه نادرا ما تم اعتبار القارة أولوية استراتيجية حقيقية للولايات المتحدة في ظل الإدارات الديمقراطية أو الجمهورية. ومع ذلك، يمكن القول إن العلاقات مع إفريقيا، وصلت إلى أدنى مستوياتها غير المسبوقة خلال فترة ولاية “ترامب” الأولى بسبب العديد من القضايا الرئيسية.12
أمريكا شريك غير موثوق به وغير مهتم
إذا كان فقدان الثقة في السياسة الخارجية للولايات المتحدة، كما عبر عنه حلفائها، بمثابة جرس تحذير للجميع، فإن الوثائق الأمريكية الصادرة علنا تشير إلى أن هذا التغيير لم ينشأ بين عشية وضحاها. بدلا من ذلك، لها جذور في إدارات الرؤساء السابقين. لكن ما أصبح أكثر وضوحا هو أن “ترامب” كان أكثر حزما في سياساته الخارجية، حتى صادمة للأصدقاء والحلفاء التقليديين.
لقد طرح أحد كبار الكتاب الأمريكيين المرموقين “نيكولاس كريستوف” سؤال بهذه الكلمات المختصرة: من الذي يثق في أمريكا في عهد “ترامب”؟ في نفس السياق كان تعبير الكاتب “روجر كوهن” في النيويورك تايمز: “إنه يوما بعد يوم تعمل تصرفات الرئيس على تفكيك فكرة الثقة. فالنظام العالمي الذي تقوده أمريكا من بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، قام على تعهدات مقنعة للحلفاء. وهذا شيء قد مات، وأن ما سيحل محله هو أمر غير واضح وفي مواجهة التناقضات”.
لقد عززت الشكوك الكبيرة الذي أبدتها إدارة “ترامب “تجاه المنظمات الدولية، وعمليات صنع السياسات متعددة الأطراف تصورا بين العديد من الدول الأفريقية بأن الولايات المتحدة ليست شريكا موثوقا به، ولا ملتزمة حقا بمبادئها في معالجة القضايا العالمية، والتي يؤثر الكثير منها بشكل غير متناسب على البلدان الأفريقية خاصة في قضايا الأمن والمناخ. وكان هذا الشعور حادا بشكل خاص بعد التأخيرات واقترحت تخفيضات في المساهمات المالية الأمريكية لميزانية الأمم المتحدة لحفظ السلام. ما من شأنه الانعكاس على الوضع الأمني بأفريقيا التي تعد الموطن لأكبر عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، وتقليل الدعم الأمريكي لهذه البعثات له آثار ملموسة على فعاليتها واستدامتها. علاوة على ذلك، فإن هذا الانخفاض في الدعم يحمل آثارا سلبية أوسع نطاقا على مشهد السلم والأمن في جميع أنحاء القارة.
لقد اتخذت الإدارة الأمريكية فعلا قرارها بوقف للتبرعات المقدمة إلى وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، كما هدد “ترامب” في خبطاته المتعددة انسحابه من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، واليونسكو، واتفاق باريس للمناخ، إلى جانب الانسحاب من منظمة الصحة العالمية، بالإضافة إلى مخارج أخرى من المنظمات الدولية وعمليات صنع السياسات، الأمر الذي أدى إلى شعور جماعي بين الدول الأفريقية بأن إدارة “ترامب” لم تلتزم بوعودها.
لقد كان للعوامل المذكورة أعلاه أثر بالغ على مخاوف الأفارقة بشكل خاص على مستقبل قانون النمو والفرص الأفريقية (AGOA)، والذي يشكل شريان الحياة للصادرات الأفريقية إلى السوق الأمريكية منذ عام 2000. فخلال فترة ولايته الأولى، أعلن “ترامب” عن نيته عدم تجديد هذا القانون الذي سينتهي في عام 2025. لا سيما أن الحزب الجمهوري يتمتع بأغلبية مجلس الشيوخ، ما يؤشر على سلاسة عملية صنع القرار لصالح الخيارات الاقتصادية العسكرية المرتقبة. علاوة على ذلك، وخلال حملته الانتخابية، تعهد بفرض تعريفة موحدة بنسبة 10٪ على جميع السلع المستوردة. ومن المتوقع كذلك إعادة النظر في الجدولة المالية لتمويل برنامج طوارئ الرئيس للإغاثة من الإيدز، ومنهجية عمل مؤسسة تحدي الألفية التي تعد من أهم البرامج التي ورثها “ترامب” من الإدارات الأمريكية السابقة تجاه أفريقيا، ومن المرجح أن الرئيس الجديد لا يرضى بالخطط الأمريكية السابقة التي اعتبرها مكلفة بالنسبة للاقتصاد الأمريكي، ولا تعود بأي عوائد على واشنطن. وهذا يعني أن أي تخفيض في المساعدات الخارجية الأمريكية ستكون له آثار بعيدة المدى على النتائج الصحية والتنموية في القارة الأفريقية.
التراجع الحاد في التبادل التجاري
أن المتتبع لسياسة “ترامب” الاقتصادية يلاحظ أنه يبالغ في تبني مفهوم الحمائية الاقتصادية، والتي تتمثل في رفع التعرفة الجمركية والضرائب على الواردات الأجنبية، والتي من شأنها الانعكاس على السياسة الخارجية الاقتصادية الأمريكية مع باقي بلدان العالم، فترامب من خلال توجهاته الاقتصادية يعمل على تغيير سياسة الاقتصادية الأمريكية القائمة على توسيع الاقتصاد الليبرالي العالمي من خلال فتح المزيد من الأسواق العالمية، وتوسيع العلاقات الاقتصادية متعددة الأطراف. مما يدفع بالإدارة الجديدة إلى محاولة تقليص وخفض المساعدات الأمريكية التي يخصص لها حوالي 70% من المساعدات السنوية (غير الإنسانية) التي تديرها وزارة الخارجية لأفريقيا.13
من الناحية الاقتصادية، على الرغم من إطلاق إدارة “ترامب” لمبادرة «ازدهار إفريقيا» لتعزيز التجارة والاستثمار مع القارة لمحاولة مواجهة النفوذ الصيني والروسي، إلا أنها فشلت في تلقي الدعم والتمويل الكافيين. أدى ذلك إلى انخفاض الاستثمار الأجنبي المباشر الأمريكي في إفريقيا، الذي انخفض بنحو 14٪، وانتقل من 50.4 مليار دولار في عام 2017 إلى 43.2 مليار دولار في عام 2019 فقط.14
المجال الأمني والعسكري:
تحتل الاعتبارات العسكرية الأمنية المرتبة الثانية بين المحددات الداخلية والمؤثرة في سياسة الولايات المتحدة الأمريكية تجاه القارة الأفريقية، ويعد هذا المجال من أبرز ملامح السياسة الخارجية الجديدة تجاه إفريقيا، خاصة مع بروز أولوية محاربة الإرهاب في السياسة الخارجية الأمريكية بشكل عام. ويوجد حاليا حوالي 6000 جندي أمريكي في إفريقيا بحسب ما أعلنت “أفريكوم”، ويتمركز الجزء الأكبر منها في القاعدة الأمريكية في جيبوتي – معسكر ليمونيير – حيث يعمل أكثر من 4000 أمريكي. كما أعلن عن وجود 500 جندي أمريكي في الصومال.
وكان أول قرار اتخذه “ترامب” خلال ولايته الأولى ســحب القــوات الأمريكيــة مــن الأراضــي الصــومالية. ومن المتوقع أن يلجأ الرئيس الأمريكي المنتخب إلى إقناع البنتاجون على خطة لتقليص عدد القوات الأمريكية التي تقوم بمهام مكافحة الإرهاب في إفريقيا بنسبة 25٪ تقريبا، إن إدارة “ترامب” تتبنى نهجا مختلفا في تحديد نوع ومقدار القوة العسكرية المطلوبة، وبالتالي مقدار الأموال والموارد الأخرى التي ستكون ضرورية لدعم هذه القوة، وعليه، فإن تقليص تواجد العسكري الأمريكي بأفريقيا من شأنه تقليص التكاليف المالية الإضافية ومن وجهة نظر “ترامب” وإدارته.15
تواجه السياسة الأمنية والعسكرية الأمريكية العديد من الانتقادات من قبل الأفارقة حيث يعتبر أغلبيتهم أن الهدف الرئيسي للتدخلات الأمريكية هو السيطرة على الموارد الطبيعية ومحاولة تعزيز النفوذ العسكري الأمريكي لمواجهة التوسع الصيني والروسي، وليس تحقيق الاستقرار أو التنمية. وتواجه الإدارة الأمريكية الجديدة معضلة فشل سياسة “القوة الصلبة” التي ترتكز على الحلول العسكرية والسياسات الواقعية الجديدة التي أدت إلى نتائج عكسية، حيث قوضت هذه السياسات الأهداف الاستراتيجية الأمريكية طويلة المدى خاصة في القارة الأفريقية.
دبلوماسيا:
استغرق الرئيس “ترامب” سنة ونصف لتعيين مساعد وزير الخارجية للشؤون الإفريقية، وأخذ الأمر منه فترة أطول للعثور على سفير في جنوب إفريقيا، وهو أحد المناصب الدبلوماسية العليا في إفريقيا. ولا عجب في أن لا أحد يبدو أنه يعرف السياسة الأمريكية تجاه إفريقيا على وجه اليقين.
وفي هذا السياق؛ اقترحت إدارة “ترامب” الأولى تخفيضات كبيرة في وزارة الخارجية والوكالة الأميركية للتنمية الدولية، وواجهت المؤسستان صعوبات في شغل المناصب خلال فترة وجود “ترامب” في السلطة. مما أثر على الوجود الدبلوماسي الأمريكي بإفريقيا. وأظهرت البيانات الصادرة عن وزارة الخارجية الأمريكية أن عدد موظفي الخدمة الخارجية في أفريقيا انخفض من 2175 في ديسمبر 2018 إلى 2057 في عام 2023، وأعتبر بعض المحللين أن هذه الأرقام ليست مجرد مسألة توظيف، بل هي مصدر قلق للأمن القومي والتواجد الأمريكي بإفريقيا.16 وعند تولي “دونالد ترامب” منصب الرئاسة، ولم تقدم الإدارة الأمريكية على أي خطوة ملموسة تجاه أفريقيا إلا في الربع الثاني من عام 2017، وتجلت أهم مظاهر العلاقات الدبلوماسية بين واشنطن والعواصم الإفريقية في:
- تأجيل الحكومة قرار رفع العقوبات المفروضة على السودان بشكل دائم؛
- إحباط ترشيح الباحث “بيتر فام”، المتخصص في شؤون أفريقيا، لمنصب نائب وزير الخارجية للشؤون الأفريقية. بسبب المعارضة الشديدة من باقي أعضاء الكونغريس حيث اعتبر “بيتر فام”، قريب جدا من المغرب وأن تعيينه سيضر بحل قضية الصحراء.17
المحور الرابع:
السيناريوهات المتوقعة لاستراتيجية “دونالد ترامب” المقبلة في إفريقيا
يمثل “ترامب” وجها جديدا قديما في السياسة الأمريكية والدولية، لكنه أيضا شخصية مثيرة للجدل تجلب معها الفرص والتحديات. إن عودة “ترامب” إلى البيت الأبيض من شأنها أن تعيد تشكيل ملامح السياسة العالمية والإفريقية؛ لكن تداعياتها ستعتمد إلى حد كبير على ميزان القوى محليا ودوليا. ويمكن القول أن تحديد التعامل الأمريكي مع أفريقيا في عهد “ترامب” يضعنا أمام عدة خيارات ممكنة التحقق، وهناك عوامل ترجح أحدها على حساب الآخر وهي:
- أولوية إفريقيا بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية؛
- حدة وقوة التنافس القوى الإقليمية والدولية داخل القارة الأفريقية.
إن السناريوهات المستقبلية تستند على صعود وهبوط وتغير العاملان أعلاه، وأن قياس المؤشرات الحالية هي التي ترجح أي من هذه السناريوهات الموضحة الآتية:
الاستمرارية مع بعض التعديلات
يتوقع أن تعتمد إدارة “ترامب” على السياسات والآليات التي بدأتها الإدارات الأمريكية السابقة من حيث المبدأ، مع تحسين فعاليتها. في هذا السياق، استضاف الرئيس الأمريكي السابق “جو بايدن” القادة الأفارقة في واشنطن العاصمة، وجمع الحدث 49 حكومة أفريقية وكان ثاني قمة من نوعها في واشنطن العاصمة. وشددت القمة على التزام الولايات المتحدة الدائم تجاه إفريقيا، وسلطت الضوء على أهمية العلاقات بين الولايات المتحدة وأفريقيا، وتعزيز التعاون بشأن الأولويات العالمية المشتركة. ومن المتوقع أن يتابع الرئيس المنتخب “دونالد ترامب” مسارا مشابها من خلال استضافة قمة أمريكية أفريقية مستقبلية. ومع ذلك، من المرجح أن يعكس مثل هذا الحدث أجندة وأولويات مختلفة، لا تتماشى في مجملها مع التوقعات التي توصل الأفارقة إلى ربطها بالإدارات الأمريكية السابقة.
وبناء على ذلك، يفيد هذا السيناريو إلى أن إفريقيا ستظل تمثل أولوية استراتيجية للولايات المتحدة وساحة معركة لتصفية الحسابات. ويشار إلى أن “ترامب” ينظر إلى إفريقيا على أنها مسرح لاكتساب النفوذ والهيمنة واحتواء النفوذ الصيني والروسي المتزايد. من هذا المنظور، تتحول الأولوية إلى معالجة منافسة القوى العظمى بدلا من الحرب على الإرهاب. ويظل مستقبل العلاقات الأمريكية الأفريقية خلال عهد “ترامب” مفتوحا لجميع الاحتمالات. وعلى الرغم من المخاوف بشأن سياساته ومواقفه الصارمة بشأن الهجرة والمساعدات الخارجية، فإن اعترافه بأهمية مواجهة النفوذ الصيني والروسي في القارة قد يدفعه إلى الحفاظ على مستوى معين من الشراكة الاستراتيجية مع الدول الأفريقية.
القطيعة مع السياسات السابقة
يتوقع أن تجبر المنافســـة بيـــن القـــوى العظمـــى الولايـــات المتحـــدة الأمريكية إلى القطع مع السياسة الأمريكية السابقة تجاه إفريقيا، وذلك من أجل احتواء تنامـــي النفـــوذ الروســـي الصيني في المنطقة؛ خاصة في ظل مواقف “ترامب” المتشددة تجاه الصين، ومن المتوقع أن تؤدي رئاسته إلى زيادة التنافس بين أمريكا والصين في أفريقيا، وقد تضغط إدارته على الدول الأفريقية للاختيار بين الحلفاء الاستراتيجيين، مما قد يؤدي إلى مزيد من الاستقطاب في القارة. ومن شأن هذا السناريو أن يطرح تحديات كبيرة للدول الأفريقية التي تعتمد بشكل كبير على الاستثمارات والقروض الصينية، في حين تقدر أيضا علاقاتها الاستراتيجية والتاريخية مع الولايات المتحدة الأمريكية.
زيادة أوراق ضغط أمريكية تجاه القارة
لـم تغيـر الأزمة الروسـية الأوكرانية المشـهد الأمني فـي أوروبـا فحسـب، بل فرضـت تغييرات علـى الرؤية الأمريكية تجــاه التحولات الجيوسياســية الجديــدة علـى السـاحة العالميـة،18 ومن المتوقع أن تعمل الإدارة الأمريكية الجديدة على خفض المساعدات الخارجية بشكل حاد للبلدان النامية، معظمها من دول الأفريقية، وإلغاء البرامج التي تدعم الحوكمة الجيدة، وحقوق الإنسان، والديمقراطية. وإعادة النظر في البرامج والشراكات التي كانت الركيزة الأساسية للعلاقات الجيدة عموما بين الولايات المتحدة وأفريقيا.
وبناء عليه، يمكن القول إن واشنطن في عهد “ترامب” ستستمر في تهميش القارة الأفريقية بشكل واضح، وأن أي دعم اقتصادي أو تنموي أو عسكري توافق عليه واشنطن سيكون ضئيلا، ويهدف في المقام الأول إلى تجنب المزيد من فقدان النفوذ في القارة، لصالح الصين وروسيا، ومحاولة عرقلة المزيد من التغلغل داخل القارة.
السيناريو المثالي
قد تكون خطوات السياسة الخارجية التي سيتم اتخادها من قبل الرئيس الجديد لا تشجع على مراجعة الفكر الاستراتيجي الأمريكي بشكل جذري، بل على العكس، تحافظ على استمرارية المبادئ الأساسية للسياسة الخارجية في الولايات المتحدة تجاه القارة الأفريقية. بل ستسعى إلى تبني نهج أكثر “براجماتية”، والقائمة على التبادل التجاري. ومع ذلك، لا يمكن وصف سياسة الرئيس الجديد بأنها ستكون “سياسة تنازلات” خاصة تجاه البلدان الإفريقية.
إن الإجماع الواسع بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري على أولويات السياسة الأمريكية في إفريقيا، والذي تم الحفاظ عليه لعقود، ليس مضللا؛ مما يجعل من الرئيس الجديد يعي جيدا إن استقرار إفريقيا يسهم في أمن الولايات المتحدة وازدهارها. وستحتاج إدارة “ترامب” إلى متابعة المصالح طويلة الأجل للولايات المتحدة في إفريقيا من خلال سياسة تأخذ في الاعتبار البيئة الجيوسياسية التنافسية الحالية، وتتوقع أن الأفارقة يسعون إلى أفضل اتفاقيات وشراكات أكثر توازناً في مجالات كالأمن، والطاقة، والتجارة والاستثمار والتنمية والتغير المناخي.
على الرغم من التحديات العديدة، قد تكون هناك فرص كبيرة لتعزيز التفاعل الإيجابي إذا لعب كلا الجانبين أوراقهما بشكل صحيح. بالنسبة لصانعي السياسات الأفارقة على وجه الخصوص، يجب أن يشمل ذلك تطوير تقييم دقيق وغير متحيز للأولويات السياسية الأساسية لإدارة “ترامب”، بناء على رؤيتها الأكثر انعزالية ونهجها الأكثر تصادمية تجاه السياسة الخارجية. وقد يؤدي هذا إلى تحديد القضايا المشتركة للتعاون، والتي قد تكون ذات طبيعة معاملات أكثر، وأكثر تركيزا على القضايا الاقتصادية، وأقل تركيزا على المسائل الأوسع المتعلقة بالحكم والديمقراطية … (كما يتماشى مع رؤية إدارة بايدن).
خاتمة
ليس هناك أدنى شك في أن إدارة “دونالد ترامب” تحمل درجة أكبر من عدم اليقين السياسي والتقلبات للعلاقات بين الدول الأفريقية والولايات المتحدة الأمريكية. ومع ذلك، توجد تحديات وفرص على قدم المساواة. ويبقى الأمر متروكاً لصانعي السياسة في واشنطن والعواصم الأفريقية للعب أوراقهم بشكل صحيح لضمان إنشاء ترتيبات جديدة متبادلة المنفعة، دون السماح للفكر الواقعي والبراغماتي لإدارة “ترامب” بالتأثير بشكل مفرط على حاضر ومستقبل العلاقة بين الطرفين.
وعليه، يجب على الأفارقة أن يدركوا نقاط ضعف واشنطن وأن يفهموا أن السياسة الأمريكية الجديدة تهدف إلى تحدي ممارسات الصين وروسيا، اللتين تسعيان إلى اكتساب «ميزة تنافسية» في إفريقيا. الأمر الذي سيدفع الولايات المتحدة الأمريكية حتما نحو مواصلة تعزيز تواصل المبادرات العسكرية والتجارية، فضلا عن تقديم المساعدات، لتطوير الشراكات الاقتصادية والسياسية والأمنية عبر القارة الأفريقية.
قائمة الهوامش
- تشارلز كجلى ويوجين ويتكوف: “السياسة الخارجية الأمريكية ومصادرها الداخلية -رؤى وشواهد”، ترجمة عبد الوهاب علوب، المجلس الأعلى للثقافة، الطبعة الأولى، 2004، القاهرة، مصر
- صباح عبد الرزاق كية: “سلطات الرئيس الأمريكي الحربية بين البعد الدستوري وواقع العملي”، مجلة السياسة الدولية، المجلد 2018، العدد 37 و38، يونيو 2018، بغداد، العراق، وصباح عبد الرزاق كبة: الرئيس والكونغرس والقرار السياسي الخارجي الأمريكي، دار الرافدين للطباعة والنشر والتوزيع، الطبعة الأولى، 2018، العراق
- مروان قبلان: “أطروحات إدارة ترامب ونظام ما بعد الحرب العالمية الثانية: “انقلاب” في السياسة الخارجية أم نسخة باهتة من الجاكسونية؟”، مجلة سياسات عربية، العدد 24، يناير 2017، الدوحة، قطر
- بدرة قعلول: استراتيجية التعامل الامريكي في افريقيا، تقارير ودراسات، المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية الامنية والعسكرية، بتاريخ 30 دجنبر 2020، باردو، تونس، متوفر على الموقع الرسمي للمركز: https://ciessm.org/ أخر زيارة بتاريخ 04 دجنبر 2024، على الساعة 16.09
- The National Security Strategy of the united states of America, 16 March 2006, Washington,États-Unis
- رباح أرزقي وعدنان مزارعي: “منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ومعضلة الطاقة العالمية”، ورقة السياسات، السياسة المتبعة العامة 283، مركز التنمية العالمية، يناير 2023، واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية
- على حسين باكير: “التنافس الدولي في إفريقيا، الدوافع والأهداف والسناريوهات المستقبلية”، تقارير، مركز الجزيرة للدراسات الاستراتيجية، بتاريخ 3 أغسطس 2009، الدوحة، قطر
- العيناني إبراهيم: “إفريقيا من منظور القوى الكبرى…ساحة للتنافس على مخزون استراتيجي”، آراء حول الخليج، العدد 125، مركز الخليج للأبحاث، بتاريخ 30 نوفمبر 2017، جدة، المملكة العربية السعودية
- جيهان عبد السلام عباس: “ماذا يعنى فوز ترامب لـ إفريقيا؟”، تقارير وتحليلات، مجلة قراءات أفريقية، بتاريخ 7 نوفمبر 2024، متوفر على الموقع الرسمي للمجلة التالي:https://qiraatafrican.com/أخر زيارة بتاريخ 29 نوفمبر 2024، على الساعة 11.16
- آيات إدريس: بعد فوز ترامب: “خيارات أفريقيا الاستراتيجية في مواجهة تغير القيادة الأمريكية”، سياسة، مقال منشور بتاريخ 6 نوفمبر 2024، موقع سطور، متوفر على الرابط التالي: https://sotour.net/4878/ أخر زيارة بتاريخ 29 نوفمبر 2024، على الساعة 12.18
- القمة الأمريكية-الأفريقية: هل تمثل «نقطة تحول» في سياسة واشنطن تجاه القارة السمراء؟، وحدة الدراسات الإفريقية، مركز الامارات للسياسات، بتاريخ 9 ديسمبر 2022، أبو ظبي الإمارات العربية المتحدة
- العالم بعد فوز دونالد ترامب، تريندز للبحوث والاستشارات، قطاع البحث العلمي، بتاريخ 06 نوفمبر 2024، أبو ظبي – الإمارات العربية المتحدة، متوفر على الموقع الرسمي للمركز التالي: https://trendsresearch.org/ar/ أخر زيارة بتاريخ 04 دجنبر 2024، على الساعة 10.12
- Tomas F. Husted, Alexis Arieff, Lauren Ploch Blanchard, Nicolas Cook : U.S. Assistance for Sub-Saharan Africa: An Overview, Congressional Research Service, R46368,7 November, 2023
- رحمة حسن: “موقع أفريقيا في ولاية الرئيس الأمريكي “ترامب” الثانية”، المرصد المصري، المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، بتاريخ 9 نوفمبر 2024، القاهرة، مصر، أنظر الرابط التالي من أجل الاطلاع: https://marsad.ecss.com.eg/82902/ أخر زيارة بتاريخ 04 دجنبر 2024، على الساعة 10.58
- حمدي عبد الرحمان: “أولويات متراجعة: لماذا تقلص إدارة ترامب وجودها العسكري في الساحل الأفريقي؟”، تحليلات، الاتجاهات الأمنية، مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة، بتاريخ 23 فبراير 2020، أبو ظبي، الإمارات العربية المتحدة، أنظر الموقع الرسمي للمركز التالي: https://futureuae.com/ar-AE/Mainpage/Item/5293 أخر زيارة بتاريخ 04 دجنبر 2024، على الساعة 17.09
- كيف سيتعامل ترامب مع إرث بلاده المتضائل بأفريقيا؟، سياسة، الانتخابات الأمريكية 2024، موقع الجزيرة، نقلا عن رويترز، بتاريخ 11 نوفمبر 2024، الدوحة، قطر، متوفر على موقع الجزيرة التالي: https://www.aljazeera.net/ أخر زيارة بتاريخ 04 دجنبر 2024، على الساعة 12.01
- Abdelhak Bassou : Spelling the end of Washington’s leniency with Beijing The United States’ return to Africa, Policy Center for the New South, February 2019, PB-19/04, Rabat, Morocco
- فيصل عبد الله: “السيـاســـة الـخـارجـيـــة الأمريكية تـجـــاه الـشــــرق الأوسط.. مـا بيـن إدارتـي “ترامـب” و”بايـدن””، مجلة آفاق استراتيجية، العدد 6، غشت 2022، القاهرة، مصر





