إعداد: فريق المركز
مقدمة
في نهايات القرن الخامس عشر الميلادي أصبحت غينيا الاستوائية ملكية برتغالية حيث شكلت إحدى منافذ تجارة الرقيق، وأعلن ملك البرتغال دون خوان الثاني سيد غينيا. وفي 1778 تخلت البرتغال عن غينيا الاستوائية لصالح اسبانيا مقابل تنازل البرتغال عن جزيرة سانت كاترين ومستعمرة ساكر منتو اللتين كان حولهما نزاع بين البرتغال واسبانيا، في 1959 منحت اسبانيا غينيا الاستوائية نظام المقاطعة وهي التسمية التي اعتمدتها اسبانيا لمستعمراتها في القارة الإقريقية، ومع تاسيس منظمة الوحدة الإفريقية في 1963 قر ارئيس الاسباني فرانكو إنهاء الاستعمار فيهاتدريجيا، ومنحها الاستقلال في 1968.
غينيا الاستوائية وتأسيس الاستبداد
الحوار الوطني والإصلاحات المنقوصة
في الفترة بين 7 و15 من نوفمبر 2014 أجرت الحكومة الغينية حوارا وطنيا دعت إليه جميع الأحزاب والحركات السياسية بما في ذلك المقيمون في الخارج، ركز الحوار وبالذات من طرف المعارضة على القوانين الوطنية التي تؤثر على المشاركة السياسية وحرية التعبير والتنظيم ، مثل قانون الأحزاب السياسية وقانون الاجتماع والتظاهر، وتقييم الميثاق الملزم ؛ وكذلك قانون تنظيم الانتخابات الرئاسية.
وبعد حوار ومنافشات استمرت أسبوعا تمكن المشاركون من التوصل إلى عدد من المقترحات والتعديلات التي من شانها تخفيف قبضة الحكومة وانهاء حالة الإقصاء الذي طال أمده في البلاد وكان أهمها: اتفاقا لتسهيل إنشاء الأحزاب السياسية ، والمقترحات الخاصة بتعديل هذه القوانين ، وعرضت المقترحات كذلك فتح البيئة السياسية في البلاد.كما اتفق المشاركون على بعض التغييرات الضرورية وأدخلوا العديد من التعديلات على القوانين الرئيسية المتعلقة بالانتخابات والأحزاب السياسية ، وخففوا متطلبات إنشاء الأحزاب السياسية والترشح حيث وافقت الحكومة على إلغاء شرط دفع الأحزاب ما فيمته 30 مليون فرنك إفريقي لتاسيس حزب جديد ووضعوا قواعد جديدة لتتبع الميثاق الملزم للأحزاب بشكل أفضل ، والذي من شانه تطوير الديمقراطية التعددية في غينيا الاستوائية. حضر الحوار الوطني حوالي 20 حزبا وحركة سياسية، أدمج هذا الحوار 5 احزاب في الحياة السياسية في البلاد وبقيت أغلبية المجموعات السياسية غير واثقة من جدية أوبيانغ وحكومته إزاء مقررات الحوار وبقيت غالب الأحزاب في الخارج خاصة بعد استهداف الحكومة قيادات المعارضة بالاعتقالات ومع الاحتجاجات في 2015.
في يناير 2018 اعلن الرئيس أوبيانغ أن المعارضة وبدعم خارجي خططت للانقلاب عليه وانه تم إفشال المخطط بمساعد المخابرات الكاميرونية، التي لعبت دورا في الكشف عن المخطط، دعا على إثرها إلى حوار وطني جامع دعا فيه ممثلون لهيئات دولية ومراقبين دوليين من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي.
في عمر 80 سنة وبعد 43 عاما من الحكم يترشح لولاية سادسة
يعتبر الرئيس الغيني أوبيانغ أقدم رئيس على قيد الحياة باستثناء الملوك وهو في سدة الحكم منذ 1979 ـــــ 43 سنة ــــــ وقد بلغ من العمر 80 يترشح لولاية جديدة.
يقدر عدد الناخبين المسجلين حوالي 400000 ناخب وينافسه مرشحين اثنين من المعارضة وهما بوينافينتورا مونسوي أسومو، الذي يترشح ضده للمرة السادسة أمام أوبيانغ وأندريس إسونو أوندو الذي يخوض المنافسة للمرة الأولى، وفاز أوبيانغ بأكثر من 90% في الانتخابات الست الفائتة، وتم تبكير الانتخابات بحوالي 7 اشهر كما تم دمج الانتخابات االرئاسية والتشريعية بسبب الأزمة الاقتصادية وجائحة كوفيد-19 ومن أجل الوفاء بالالتزامات الملقاة على طامهل الحكومة حسب الرئيس اوبيانغ، وسيدلي الناخبون باصواتهم لانتخاب 100 عضو برلماني و 55 عضو من أصل 70 لمجلس الشيوخ إضافة إلى رؤساء المجالس المحلية.
ويقول المراقبون لأوضاع غينيا الاستوائية أن الانتخابات ليس فيها أي مفاجآت أو أمر يستحق الانتظار لوجود سوابق قمع واعتقال المعارضين وأنصارهم ومضايقة السياسيين من الأحزاب المناوئة للحزب الحاكم طيلة حكم الرئيس أوبيانغ، كما تتهم المعارضة الرئيس والأجهزة الأمنية بتزوير الانتخابات.
اتهامات بتدخلات خارجية وقمع واعتقالات قبل الانتخابات
اتهمت غينيا كل من اسبانيا وفرنسا والولايات المتحدة بالتدخل في الانتخابات الرئاسية والتشريعية وجاءت الاتهامات بعد أن أرسلت الدول الثلاث دبلوماسيين حضروا اجتماعا انتخابيا لأحد الأحزاب المعارضة وهو حزب التحالف من أجل الاشتراكية الديمقراطية فيما يؤكد الحزب أنه قدم الدعوة لكل السفارات الموجودة في مالابو حيث لا توجد أحزاب مصرح لها غير حزبين اثنين في ذات الوقت أعربت عدد من الهيئات الدولية عن قلقها عن التقارير التي تتحدث عن المضايقات والاعتقالات لنشطاء في المعارضة والمجتمع المدنين فيما تتذرع الحكومة بانها كشفت محاولات تخريب وتخطيط لهجمات على السفارات الأجنبية.