إصداراتتقدير موقف

إلى أين تتجه الأوضاع في السودان؟

إعداد: فريق المركز

منذ تأجيل التوقيع على الاتفاق النهائي في الأول من ابريل ومن ثم التأجيل الثاني في السادس منه بسبب الخلاف حول بند الإصلاحات الأمنية والعسكرية وبروز الخلاف حول دمج قوات الدعم السريع، بدت الأوضاع في السودان في تراجع واضح، فاقمها فشل القوى السياسية في التوصل إلى اتفاق حول كيفية إدارة الفترة الانتقالية.

خلافات الجيش والدعم السريع
بدت التصريحات بين الطرفين متتابعة وبقوة بعد بروز الخلافات والتباينات حول فترة دمج الدعم السريع ، وإعلان بعض مكونات الكتلة الديمقراطية بإغلاق الشرق والشمال الذين يُعتبران شرايين الحياة بالنسبة للسودان، عقدتها التعزيزات العسكرية للدعم السريع في العاصمة، وبعض المدن السودانية تحسبا لأي خطوة استباقية من الجيش في مواجهته، وقد حذر الجيش من هذه الخطوات التي من شأنها زيادة الانقسامات حسب تصريحات مسئوليه.

مروي هل تنزع الفتيل؟
وصل التوتر قمته بوصول تعزيزات عسكرية للدعم السريع فجر الأربعاء إلى مدينة مروي في ولاية نهر النيل شمالي السودان والشروع في بناء مقرات ومباني جديدة حول المطار، وهو ما زاد شكوك الجيش بأن الدعم السريع يتحرك منفردا ويخطط لعمل ما ودون التنسيق مع الجيش في خطوة تشكك في اهداف هذه التحركات. بينما وصلت تعزيزات للجيش السوداني أيضا مروي فجر الخميس في ظل شحن سياسي وشعبي من مختلف الاتجاهات والفاعلين.

أعراض لمشكلة رئيسية
بالنظر إلى المحرك الرئيسي لكل هذه المؤشرات سنجد أن كل هذه الخلافات والاحتكاكات تمظهرات للشقاق السياسي والخلافات العميقة للقوى السياسية السودانية حول إدارة الفترة الانتقالية واستحقاقاتها، والبون الشاسع بين الأطراف المختلفة التي تتخندق مع الجيش أو الدعم السريع، فضلا عن طموح قيادة الدعم السريع متمثلة في الفريق محمد حمدان دقلو في تشكيل مستقبل السودان ولعب دور رئيسي فيه مع اتجاه معاكس للجيش يسعى لتحجيم دور الدعم السريع وإدماجه في الجيش وبالتالي التقليل من أي دور سياسي بارز مستقبلا فماه هي المواقف:

مواقف التيارات السياسية
 قوى الحرية والتغيير: ترى أن يمضي الاتفاق النهائي بالقوى التي وقعت على الاتفاق الإطاري، وتتحالف مع قوات الدعم السريع، وترى أن تمنح عملية الدمج وقتا كافيا وهو نقطة التقاء أساسية مع الدعم السريع، الذي يتبنى بالكامل مقاربات قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي لجل العملية السياسية.
 الحرية والتغيير الكتلة الديمقراطية: تتبنى توسيع المشاركة في الاتفاق الإطاري وتنظر إلى حتمية فشل أي مشروع لا يشرك مختلف القوى السياسية بما فيهم الجيل الذي شارك في التغيير من الإسلاميين في 2019، وهو ما تنظر إليه مجموعة المجلس المركزي باعتباره فلول نظام الإنقاذ، وهذا التيار مدعوم بقوة من التيار الإسلامي العريض فضلا عن كونه يتأسس على حركات مسلحة تستند على اتفاق جوبا.
 التيار الإسلامي: يعلن عن رفضه لأي عملية تقترب من تفكيك الأنوية الصلبة للدولة والمتمثلة في الجيش والأجهزة الأمنية فيما تطلق عليه قوى الاتفاق الإطاري بإعادة هيكلة وينظر إلى مشروع الاتفاق الإطاري باعتباره مشروع استعماري مفروض من القوى الدولية عبر المبعوث الأممي فولكر بيريتس.

معركة التصريحات والتحشيد
تنفي قوات الدعم السريع نيتها القيام بأي أعمال حربية تجاه مطار مروي عدا حفظ الأمن الذي تضطلع به، ردا على اتهامات القوات المسلحة والتي تقول بأن حفظ الأمن من مهام القوات المسلحة وأن “المخاطر تزداد بقيام قوات الدعم السريع بتحشيد القوات والانفتاح داخل العاصمة وبعض المدن”، وأن “استمرارها سيؤدي حتماً إلى المزيد من الانقسامات”. حسب تصريحاته صباح اليوم.

التصعيد سيد الموقف
رفعت الأطراف المختلفة استعداد قواتها بدرجة 100% وعلى أهبة الاستعداد للتعامل مع أي تطور في ظل غياب حلول سلمية للخلافات سواء كان عبر وساطات أو بالجلوس المباشر بين الطرفين وهو أمر قد يكون صعبا في ظل التوتر البالغ وحالة السيولة الأمنية في البلاد، يصعد من هذه التوترات ويزيده اشتعالا تصلب المواقف السياسية لمختلف التحالفات والتيارات المنخرطة في سباق العملية السياسية في السودان، مع توافر عدد هائل من الحركات المسلحة والمجموعات المتفلتة.

وساطة سعودية
دخلت المملكة العربية السعودية على خط الوساطة بين الجيش وقوات الدعم السريع على أن ينسحب الدعم السريع من محيط المطار لنزع فتيل الأزمة على أن تناقش كافة المسائل المتعلقة بالخلاف هناك لاحقا وفقا لصحيفة الديمقراطي، وكان رئيس حزب الأمة القومي فضل برمة ناصر قد قام بنداء وطني عاجل بسبب طبيعة الوضع الأمني الذي ينذر بالحرب والذي وصفه بانه قريب من الانزلاق.

أفروبوليسي

المركز الإفريقي للأبحاث ودراسة السياسات (أفروبوليسي): مؤسسة مستقلة متخصصة بإعداد الدراسات، والأبحاث المتعلقة بالشأن السياسي، والاستراتيجي، والاجتماعي، الأفريقي لتزويد المسؤولين وصناع القرار وقطاعات التنمية بالمعرفة اللازمة لمساعدتهم في اتخاذ القرارات المتوازنة المتعلقة بقضايا القارة الأفريقية من خلال تزويدهم بالمعطيات والتقارير المهنية الواقعية الدقيقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
بدء محادثة
💬 هل تحتاج إلى مساعدة؟
مرحبا 👋
هل يمكننا مساعدتك؟